للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُرِيدُ جُلُوسَهُ عَلَى رِجْله فِي الصَّلَاةِ. والرَّجَل، بِالتَّحْرِيكِ: مَصْدَرُ قَوْلِكَ رَجِلَ، بِالْكَسْرِ، أَي بَقِيَ رَاجِلًا؛ وأَرْجَلَه غَيْرُهُ وأَرْجَلَه أَيضاً: بِمَعْنَى أَمهله، وَقَدْ يأْتي رَجُلٌ بِمَعْنَى رَاجِلٍ؛ قَالَ الزِّبْرِقان بْنُ بَدْرٍ:

آلَيْتُ لِلَّهِ حَجًّا حَافِيًا رَجُلًا، ... إِن جَاوَزَ النَّخْل يَمْشِي، وَهُوَ مُنْدَفِعُ

وَمِثْلُهُ لِيَحْيَى بْنِ وَائِلٍ وأَدرك قَطَريّ بْنَ الفُجاءة الْخَارِجِيَّ أَحد بَنِي مَازِنٍ حَارِثِيٍّ:

أَمَا أُقاتِل عَنْ دِيني عَلَى فَرَسٍ، ... وَلَا كَذَا رَجُلًا إِلا بأَصحاب

لَقَدْ لَقِيت إِذاً شَرًّا، وأَدركني ... مَا كُنْتُ أَرْغَم فِي جِسْمِي مِنَ الْعَابِ

قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَما مُخَفَّفُ الْمِيمِ مَفْتُوحُ الأَلف، وَقَوْلُهُ رَجُلًا أَي رَاجِلًا كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ جَاءَنَا فُلَانٌ حَافِيًا رَجُلًا أَي رَاجِلًا، كأَنه قَالَ أَما أُقاتل فَارِسًا وَلَا رَاجِلًا إِلا وَمَعِي أَصحابي، لَقَدْ لَقِيتُ إِذاً شَرًّا إِن لَمْ أُقاتل وَحْدِي؛ وأَبو زَيْدٍ مِثْلُهُ وَزَادَ: وَلَا كَذَا أُقاتل رَاجِلًا، فَقَالَ: إِنه خَرَجَ يُقَاتِلُ السُّلْطَانَ فَقِيلَ لَهُ أَتخرج رَاجِلًا تُقَاتِلُ؟ فَقَالَ الْبَيْتَ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَوْلُهُ وَلَا كَذَا أَي مَا تَرَى رَجُلًا كَذَا؛ وَقَالَ الْمُفَضَّلُ: أَما خَفِيفَةٌ بِمَنْزِلَةِ أَلا، وأَلا تَنْبِيهٌ يَكُونُ بَعْدَهَا أَمر أَو نَهْيٌ أَو إِخبار، فَالَّذِي بَعْدَ أَما هُنَا إِخبار كأَنه قَالَ: أَما أُقاتل فَارِسًا وَرَاجِلًا. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي الْحُجَّةِ بَعْدَ أَن حُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ مَا تَقَدَّمَ: فَرجُلٌ عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ صِفَةٌ، وَمِثْلُهُ نَدُسٌ وفَطُنٌ وحَذْرٌ وأَحرف نَحْوُهَا، وَمَعْنَى الْبَيْتِ كأَنه يَقُولُ: اعْلَمُوا أَني أُقاتل عَنْ دِينِي وَعَنْ حَسَبي وَلَيْسَ تَحْتِي فَرَسٌ وَلَا مَعِي أَصحاب. ورَجِلَ الرَّجُلُ رَجَلًا، فَهُوَ رَاجِل ورَجُلٌ ورَجِلٌ ورَجِيلٌ ورَجْلٌ ورَجْلان؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ ظَهْرٌ فِي سَفَرٍ يَرْكَبُهُ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

عَلَيّ، إِذا لَاقَيْتُ لَيْلى بِخَلْوَةٍ، ... أَنَ ازْدَارَ بَيْتَ اللَّهِ رَجْلانَ حَافَيَا

وَالْجَمْعُ رِجَالٌ ورَجَّالَة ورُجَّال ورُجَالَى ورُجَّالى ورَجَالى ورُجْلان ورَجْلة ورِجْلة ورِجَلة وأَرْجِلة وأَرَاجِل وأَرَاجِيل؛ وأَنشد لأَبي ذُؤَيْبٍ:

واغُزُ وَسْط الأَرَاجِل

قَالَ ابْنُ جِنِّي: فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَاجِل جَمْعَ أَرْجِلَة، وأَرْجِلَة جَمْعَ رِجَال، ورِجَال جَمْعَ رَاجِل كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَقَدْ أَجاز أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ:

فِي لَيْلَةٍ مِنْ جُمادى ذَاتِ أَنديةٍ

أَن يَكُونَ كَسَّر نَدًى عَلَى نِداء كجَمَل وجِمال، ثُمَّ كَسَّر نِداء عَلَى أَندِية كرِداء وأَرْدِية، قَالَ: فَكَذَلِكَ يَكُونُ هَذَا؛ والرَّجْل اسْمٌ لِلْجَمْعِ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ وَجَمْعٌ عِنْدَ أَبي الْحَسَنِ، وَرَجَّحَ الْفَارِسِيُّ قَوْلَ سِيبَوَيْهِ وَقَالَ: لَوْ كَانَ جَمْعًا ثُمَّ صُغِّر لرُدَّ إِلى وَاحِدِهِ ثُمَّ جُمِع وَنَحْنُ نَجِدُهُ مُصَغَّرًا عَلَى لَفْظِهِ؛ وأَنشد:

بَنَيْتُه بعُصْبةٍ مِنْ مَالِيَا، ... أَخشى رُكَيْباً ورُجَيْلًا عَادِيَا

وأَنشد:

وأَيْنَ رُكَيْبٌ وَاضِعُونَ رِحالهم ... إِلى أَهل بيتٍ مِنْ مَقَامَةِ أَهْوَدا؟

وَيُرْوَى: مِنْ بُيُوت بأَسودا؛ وأَنشد الأَزهري:

<<  <  ج: ص:  >  >>