للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والضَّرْبُ مِنْ بَيْتِ الشِّعْر: آخرُه، كَقَوْلِهِ: [فَحَوْمَلِ] مِنْ قَوْلِهِ:

بسقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

وَالْجَمْعُ: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ. والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ فِي الأَوْدية، وَاحِدُهَا ضارِب. وَقِيلَ: الضارِبُ الْمَكَانُ المُطمئِنّ مِنَ الأَرضِ بِهِ شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

قَدِ اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَها ... ضَواربُ، مِنْ غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا «٤»

وَقِيلَ: الضارِبُ قِطْعة مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ، تَسْتَطِيلُ فِي السَّهْل. والضارِبُ: المكانُ ذُو الشَّجَرِ. والضَّارِبُ: الْوَادِي الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّجَرُ. يُقَالُ: عَلَيْكَ بِذَلِكَ الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد:

لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الَّذِي ... رَأَيتَ، وإِنْ لَمْ آتِه، لِيَ شَائِقُ

والضاربُ: السابحُ فِي الماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه، ... كأَنَّنِي ضارِبٌ فِي غَمْرةٍ لَعِبُ

والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللَّحْمِ؛ وَقِيلَ: النَّدْبُ الْمَاضِي الَّذِي لَيْسَ برَهْل؛ قَالَ طَرَفَةُ:

أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الَّذِي تَعْرِفُونَه، ... خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

وَفِي صِفَةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:

أَنه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ

؛ هُوَ الْخَفِيفُ اللَّحْمِ، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ. وَفِي رِوَايَةٍ:

فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ

، وَهُوَ مُفتَعلٌ مِنَ الضَّرْبِ، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ. وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ:

طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ

؛ وَقَوْلُ أَبي العِيالِ:

صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ، ... ومَصَالِتٌ ضُرُبُ

قَالَ ابْنُ جِنِّي: ضُرُبٌ جَمْعُ ضَرْبٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ضَرُوب. وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها. والضَّريبة: الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّة، وَهَذِهِ ضَريبَتُه الَّتِي ضُرِبَ عَلَيْهَا وضُرِبَها. وضُرِبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَي طُبِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه

أَي سَجِيَّته وَطَبِيعَتِهِ. تَقُولُ: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوس؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ. والضَّريبةُ: الخلِيقةُ. يُقَالُ: خُلِقَ الناسُ عَلَى ضَرَائبَ شَتَّى. وَيُقَالُ: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ. والضَّرْبُ: الصِّفَة. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ مِنَ الأَشياءِ. وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ ضَرْبِ ذَلِكَ أَي مِنْ نَحْوِهِ وصِنْفِه، وَالْجَمْعُ ضُروبٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

أَراكَ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي يَجْمَعُ الهَوَى، ... وحَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَهُنَّ ضُرُوبُ

وَكَذَلِكَ الضَّرِيبُ. وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا*

أَي وَصَفَ وبَيَّن، وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبَ لَهُ المثلَ بِكَذَا، إِنما مَعْنَاهُ بَيَّن لَهُ ضَرْباً مِنَ الأَمثال أَي صِنْفاً مِنْهَا. وَقَدْ تَكَرَّر فِي الْحَدِيثِ


(٤). قوله [من غسان] الذي في المحكم من خفان بفتح فشدّ أيضاً ولعله روي بهما إذ هما موضعان كما في ياقوت وأنشده في ك ف ل تجتابه سدرا وأنشده في الأَساس مجتابة سدراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>