كَيْفَ نَوْمي عَلَى الفِراشِ، ولَمَّا ... تَشْمَلِ الشَّامَ غارةٌ شَعْواءُ؟
أَي مُتَفَرِّقَةٌ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: شَمَلَهم، بِالْفَتْحِ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ يَعْرِفْهَا الأَصمعي. وأَشْمَلَهم شَرًّا: عَمَّهم بِهِ، وأَمرٌ شَامِلٌ. والمِشْمَل: ثَوْبٌ يُشْتَمَل بِهِ. واشْتَمَلَ بِالثَّوْبِ إِذا أَداره عَلَى جَسَدِهِ كُلِّه حَتَّى لَا تَخْرُجَ مِنْهُ يَدُه. واشْتَمَلَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: أَحاط بِهِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ*
. وَرُوِيَ
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه نَهى عَنِ اشْتِمَالِ الصَّمَّاء.
الْمُحْكَمُ: والشِّمْلَة الصَّمَّاء الَّتِي لَيْسَ تَحْتَهَا قَمِيصٌ وَلَا سَراوِيل، وكُرِهَت الصَّلَاةُ فِيهَا كَمَا كُرِه أَن يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ويَدُه فِي جَوْفِهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اشْتِمالُ الصَّمَّاء هُوَ أَن يَشْتَمِلَ بِالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلِّل بِهِ جسدَه ولا يَرْفَع منه جانبا فَيَكُونُ فِيهِ فُرْجَة تَخْرج مِنْهَا يَدُهُ، وَهُوَ التَّلَفُّع، وَرُبَّمَا اضْطَجَعَ فِيهِ عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَما تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ فإِنهم يَقُولُونَ هُوَ أَن يَشْتَمِل بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ ثُمَّ يَرْفَعُهُ مِنْ أَحد جَانِبَيْهِ فيَضَعه عَلَى مَنْكِبه فَتَبْدُو مِنْهُ فُرْجَة، قَالَ: وَالْفُقَهَاءُ أَعلم بالتأْويل فِي هَذَا الْبَابِ، وَذَلِكَ أَصح فِي الْكَلَامِ، فَمَنْ ذَهَبَ إِلى هَذَا التَّفْسِيرِ كَرِه التَّكَشُّف وإِبداءَ الْعَوْرَةِ، وَمَنْ فَسَّره تَفْسِيرَ أَهل اللُّغَةِ فإِنه كَرِه أَن يَتَزَمَّل بِهِ شامِلًا جسدَه، مَخَافَةَ أَن يُدْفَعَ إِلى حَالَةٍ سادَّة لتَنَفُّسه فيَهْلِك؛ الْجَوْهَرِيُّ: اشْتِمَالُ الصَّمَّاء أَن يُجَلِّل جسدَه كلَّه بالكِساء أَو بالإِزار. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَضُرُّ أَحَدَكُم إِذا صَلَّى فِي بَيْتِهِ شَمْلًا
أَي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَشْمَله. الْمُحْكَمُ: والشَّمْلة كِساءٌ دُونَ القَطِيفة يُشْتَمل بِهِ، وَجَمْعُهَا شِمَالٌ؛ قَالَ:
إِذا اغْتَزَلَتْ مِنْ بُقامِ الفَرير، ... فَيَا حُسْنَ شَمْلَتِها شَمْلَتا
شَبَّه هَاءَ التأْنيث فِي شَمْلَتا بِالتَّاءِ الأَصلية فِي نَحْوِ بَيْتٍ وصَوْت، فأَلحقها فِي الْوَقْفِ عَلَيْهَا أَلفاً، كَمَا تَقُولُ بَيْتاً وَصَوْتًا، فشَمْلَتا عَلَى هَذَا منصوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ كَمَا تَقُولُ: يَا حُسْنَ وَجْهِك وَجْهاً أَي مِنْ وَجْهٍ. وَيُقَالُ: اشْتَرَيْتُ شَمْلةً تَشْمُلُني، وَقَدْ تَشَمَّلَ بِهَا تَشَمُّلًا وتَشْمِيلًا؛ الْمَصْدَرُ الثَّانِي عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ الْفِعْلِ، وإِنما هُوَ كَقَوْلِهِ: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا. وَمَا كَانَ ذَا مِشْمَلٍ وَلَقَدْ أَشْمَلَ أَي صَارَتْ لَهُ مِشْمَلة. وأَشْمَلَه: أَعطاه مِشْمَلَةً؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وشَمَلَه شَمْلًا وشُمُولًا: غَطَّى عَلَيْهِ المِشْمَلة؛ عَنْهُ أَيضاً؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما أَراد غَطَّاه بالمِشْمَلة. وَهَذِهِ شَمْلةٌ تَشْمُلُك أَي تَسَعُك كَمَا يُقَالُ: فِراشٌ يَفْرُشك. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الشَّمْلة عِنْدَ الْعَرَبِ مِئْزَرٌ مِنْ صُوفٍ أَو شَعَر يُؤْتَزَرُ بِهِ، فإِذا لُفِّق لِفْقَين فَهِيَ مِشْمَلَةٌ يَشْتَمِل بِهَا الرَّجُلُ إِذا نَامَ بِاللَّيْلِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ قَالَ للأَشَعت بْنِ قَيْسٍ: إِنَّ أَبا هَذَا كَانَ يَنْسِجُ الشِّمَالَ بيَمينه
، وَفِي رِوَايَةٍ:
يَنْسِج الشِّمَال بِالْيَمِينِ
؛ الشِّمَالُ: جَمْعُ شَمْلةٍ وَهُوَ الكِساء والمِئْزَر يُتَّشَح بِهِ، وَقَوْلُهُ
الشِّمَال بِيَمِينِهِ
مِنْ أَحسن الأَلفاظ وأَلْطَفِها بلاغَةً وفصاحَة. والشِّمْلَةُ: الحالةُ الَّتِي يُشْتَمَلُ بِهَا. والمِشْمَلَة: كِساء يُشْتَمل بِهِ دُونَ القَطِيفة؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
مَا رأَيْنا لغُرابٍ مَثَلًا، ... إِذ بَعَثْناهُ يَجي بالمِشمَلَه
غَيْرَ فِنْدٍ أَرْسَلوه قَابِسًا، ... فثَوى حَوْلًا، وسَبَّ العَجَله