للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأَنَّ نَطاةَ خَيْبَر زَوَّدَتْه ... بَكُورَ الوِرْدِ، رَيِّثَةَ القُلوع

وصَلَّلْت اللِّجامَ: شُدِّد لِلْكَثْرَةِ. وَقَالَ الزَّجّاج: أَصَلَّ اللحمُ وَلَا يُقَالُ صَلَّ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَقَالُوا أَاذَا صَلَلْنا فِي الأَرض؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَنْ قرأَ صَلَلنا بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ: أَحدهما أَنْتَنَّا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَت صُوَرُنا مِنْ صَلَّ اللحمُ وأَصَلَّ إِذا أَنتن وتغَير، وَالضَّرْبُ الثَّانِي صَلَلْنا يَبِسْنا مِنَ الصَّلَّة وَهِيَ الأَرض الْيَابِسَةُ. وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ مَا يَرْفَعه مِنَ الصَّلَّة مِنْ هَوَانِهِ عَلَيْهِ، يَعْنِي مِنَ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:

كلْ مَا رَدَّت عَلَيْكَ قوسُك مَا لَمْ يَصِلَ

أَي مَا لَمْ يُنْتِنْ، وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِحْبَابِ فإِنه يَجُوزُ أَكل اللَّحْمِ الْمُتَغَيِّرِ الرِّيحِ إِذا كَانَ ذكِيًّا؛ وَقَوْلُ زُهَيْرٍ:

تُلَجْلِجُ مُضْغةً فِيهَا أَنِيضٌ ... أَصَلَّتْ، فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ

قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنتنَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه يُسْتَعْمَلُ فِي الطَّبِيخِ والشِّواء، وَقِيلَ: أَصَلَّتْ هُنَا أَثقَلَتْ. وصَلَّ الماءُ: أَجَنَ. وماءٌ صَلَّالٌ: آجِنٌ. وأَصَلَّه القِدَمُ: غَيَّره. والصَّلْصَلةُ والصُّلْصُلةُ والصُّلْصُل: بَقِيّة الماء في الإِدارة وَغَيْرِهَا مِنَ الْآنِيَةِ أَو فِي الْغَدِيرِ. والصَّلاصِل: بَقايا الْمَاءِ؛ قَالَ أَبو وَجزة:

وَلَمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم ... إِلا صَلاصِلُ، لَا تُلْوى عَلَى حَسَب

وَكَذَلِكَ الْبَقِيَّةُ مِنَ الدُّهْن والزَّيت؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

كأَنَّ عَيْنَيه مِنَ الغُؤُورِ ... قَلْتانِ، فِي لَحْدَيْ صَفاً مَنْقُورِ،

صِفْرانِ أَو حَوْجَلَتا قارُورِ، ... غَيَّرَتا، بالنَّضْحِ والتَّصْبير،

صَلاصِلَ الزَّيْتِ إِلى الشُّطور

وأَنشده الْجَوْهَرِيُّ: صَلاصِلُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ صَلاصِلَ، بِالْفَتْحِ، لأَنه مَفْعُولٌ لغَيَّرَتا، قَالَ: وَلَمْ يُشَبِّههما بالجِرار وإِنما شَبَّههما بالقارورتَين، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: شَبَّه أَعيُنَها حِينَ غارَتْ بالجِرار فِيهَا الزيتُ إِلى أَنصافها. والصُّلْصُل: نَاصِيَةُ الْفَرَسِ، وَقِيلَ: بَيَاضٌ فِي شَعْرِ مَعْرَفة الْفَرَسِ. أَبو عَمْرٍو: هِيَ الجُمَّة والصُّلْصُلة للوَفْرة. ابْنُ الأَعرابي: صَلْصَلَ إِذا أَوْعَد، وصَلْصَلَ إِذا قَتَل سَيِّدَ الْعَسْكَرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الصُّلْصُل القَدَح الصَّغِيرُ؛ الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل مِنَ الأَقداح مِثْلُ الغُمَر؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: الصُّلْصُل الرَّاعِي الحاذِق؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الصُّلْصُل طَائِرٌ تُسَمِّيهِ الْعَجَمُ الفاخِتة، وَيُقَالُ: بَلْ هُوَ الَّذِي يُشْبهها، قَالَ الأَزهري: هَذَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ موسحة «١» ابْنُ الأَعرابي: الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ، وَاحِدُهَا صُلْصُل. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: الصُّلْصُلَة والعِكْرِمة والسَّعْدانةُ الحَمامة. الْمُحْكَمُ: والصُّلْصُل طَائِرٌ صَغِيرٌ. ابْنُ الأَعرابي: المُصَلِّلُ الأَسْكَفُ وَهُوَ الإِسكافُ عِنْدَ الْعَامَّةِ؛ والمُصَلِّل أَيضاً: الخالصُ الكَرَم والنَّسَب؛ والمُصَلِّل: الْمَطَرُ الجَوْد. الْفَرَّاءُ: الصَّلَّة بَقِيّة الْمَاءِ فِي الْحَوْضِ، والصَّلَّة الْمَطْرَةُ الْوَاسِعَةُ. والصَّلَّة الجِلد الْمُنْتِنُ، والصَّلَّة الأَرض الصُّلبة، والصَّلَّة صوتُ الْمِسْمَارِ إِذا أُكْرِه. ابن


(١). قوله [موسحة] كذا في الأصل من غير نقط

<<  <  ج: ص:  >  >>