للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَانْتَزَعَ يَدَه مِنْ فِيهِ فسَقَطَتْ ثَناياه فطَلَّها رسولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

، أَي أَهْدَرَها وأَبطلها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا يُرْوَى طَلَّها، بِالْفَتْحِ، وإِنما يُقَالُ طُلَّ دَمُه وأُطِلَّ وأَطَلَّه اللهُ، وأَجاز الأَوَّلَ الْكِسَائِيِّ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ

مَنْ لَا أَكَل وَلَا شَربَ وَلَا اسْتَهَلَّ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ.

وطَلَّه حقَّه يَطُلُّه: نقَصَه إِيَّاه وأَبْطَله. خَالِدُ بْنُ جَنْبة: طَلَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا حقَّه يَطُلُّونه إِذا مَنَعُوهُ إِياه وحبسوه مِنْهُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: طَلَّه أَي مَطَله؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

يَحْيَى بْنِ يَعْمَر لِزَوْجِ المرأَة الَّتِي حاكَمَتْه إِليه طَالِبَةً مَهْرَها: أَنْشَأْتَ تَطُلُّها وتَضَهَلُها

؛ تَطُلُّها أَي تَمْطُلها، طَلَّ فُلَانٌ غَرِيمَه يَطُلُّه إِذا مَطَله، وَقِيلَ يَطُلُّها يَسْعَى فِي بُطْلَانِ حقِّها كأَنه مِنَ الدَّم المَطلول. ورَجُلٌ طَلٌّ: كَبِيرُ السِّنِّ؛ عَنْ كُرَاعٍ. والطَّلَّةُ: الخَمْر اللَّذيذة. وخَمْرةٌ طَلَّة أَي لَذيذةٌ؛ قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْر:

أَظَلُّ كأَنِّي شارِبٌ لِمُدامةٍ، ... لَهَا فِي عِظامِ الشَّارِبِينَ دَبيبُ

رَكُودِ الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها ... بِهَا، مِنْ عَقاراءِ الكُرُومِ، رَبِيبُ

أَراد مِنْ كُرُومِ العَقاراء فَقَلب. ورائحةٌ طَلَّة: لَذِيذَةٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

تَجِيءُ بِرَيّا مِنْ عُثَيْلَة طَلَّةٍ، ... يَهَشُّ لَهَا القَلْبُ الدَّوِي فيُثِيبُ

وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ:

بِرِيحِ خُزامَى طَلَّةٍ مِنْ ثِيَابِهَا، ... وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّدِ المِسْك ثاقِب

وحديثٌ طَلٌّ أَي حَسَنٌ. الْفَرَّاءُ: الطُّلَّة الشَّرْبة مِنَ اللَّبَن، والطَّلَّة النَّعْمة، والطَّلَّة الخمْرة السَّلِسة، والطِّلَّة الحُصْر. قَالَ يَعْقُوبُ، وَحُكِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو: مَا بِالنَّاقَةِ طُلٌّ، بِالضَّمِّ، أَي بِهَا لَبَنٌ. وطَلَّةُ الرجُل: امرأَتُه، وَكَذَلِكَ حَنَّتُه؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ حَسَّان:

أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تأَوَّهُ طَلَّتي، مَا إِنْ تَنامُ؟

والنَّابُ: الشَّارِف مِنَ النُّوق، وإِسافٌ: اسْمُ رَجُل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِشَاعِرٍ:

وإِنِّي لَمُحْتاجٌ إِلى مَوْتِ طَلَّتي، ... ولكنْ قَرِينُ السُّوءِ باقٍ مُعَمَّرُ

وَقَوْلُ أَبي صَخْر الهُذَلي:

كَمَوْرِ السُّقَى فِي حائِرٍ غَدِقِ الثَّرَى، ... عِذاب اللَّمَى بِحَنِينٍ طَلَّ المَناسِب «٢»

. قَالَ السُّكَّري: مَعْنَاهُ أَحْسَن المَناسِب؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: وَهُوَ يَعُودُ إِلى مَعْنَى اللَّذَّة؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ أَبي صَخْرٍ أَيضاً:

قَطَعْت بهنَّ العَيشَ والدَّهْرَ كُلَّه، ... فَحَبِّرْ وَلَوْ طَلَّتْ إِليك المَناسِبُ

أَي حَسُنَتْ وأَعْجَبَتْ. والطَّلل: مَا شَخَص مِنْ آثَارِ الدِّيَارِ، والرَّسْمُ مَا كَانَ لاصِقاً بالأَرض، وَقِيلَ: طَلَلُ كُلِّ شَيْءٍ شَخْصُه، وَجَمْعُ كَلِّ ذَلِكَ أَطْلالٌ وطُلول. والطَّلالةُ: كالطَّلَل؛ التَّهْذِيبُ: وطَلَلُ الدَّارِ يُقَالُ إِنه مَوْضِعٌ مِنْ صَحْنِها يُهَيَّأُ لِمَجْلِسِ أَهلها، وطَلَلُ الدار


(٢). قوله [كمور السقى] كذا ضبط في الأَصل ولم ينقط فيه لفظ بحنين

<<  <  ج: ص:  >  >>