للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واسْتَطَالَ الشَّقُّ فِي الْحَائِطِ: امتدَّ وَارْتَفَعَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ، وَهُوَ كاسْتَطار. والطِّوَلُ: الحَبْلُ الطويلُ جِدًّا؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَعَمْرُكَ إِنَّ الموتَ، مَا أَخْطَأَ الفَتَى، ... لَكَالطِّوَلِ المُرْخَى، وثِنْياهُ باليَدِ

والطِّوَلُ والطِّيَلُ والطَّويلة والتِّطْوَلُ، كُلُّه: حَبْلٌ طَوِيلٌ تُشَدُّ بِهِ قائمةُ الدَّابَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ الْحَبَلُ تُشَدُّ بِهِ ويُمْسِك صاحبُه بطَرَفه ويُرْسِلها تَرْعى؛ قَالَ مُزاحِم:

وسَلْهَبةٍ قَوْداءَ قُلِّصَ لَحْمُها، ... كسِعْلاةِ بِيدٍ فِي خِلالٍ وتِطْوَل

وَقَدْ طَوَّلَ لَهَا. والطِّوَل: الْحَبْلُ الَّذِي يُطَوَّل لِلدَّابَّةِ فَتَرْعَى فِيهِ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ «١»؛ يُقَالُ: طَوِّلْ لِفَرَسِكَ يَا فُلَانُ أَي أَرْخِ لَهُ حَبْلَه فِي مَرْعاه. الْجَوْهَرِيُّ: طَوِّلْ فرَسك أَي أَرْخِ طَويلتَه فِي المَرْعى؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمع الطَّوِيلةَ بِهَذَا الْمَعْنَى مِنَ الْعَرَبِ وَرَأَيْتُهُمْ يُسَمُّونه الطِّوَل فَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا بِكَسْرِ الأَول وَفَتْحِ الثَّانِي. غَيْرُهُ: يُقَالُ أَرْخ للفَرَس مِنْ طِوَلِه، وَهُوَ الحَبْل الَّذِي يُطَوَّل لِلدَّابَّةِ فَتَرْعَى فِيهِ، وأَنشد بَيْتَ طَرْفَةَ: لَكَالطِّوَل المُرْخَى؛ قَالَ: وَهِيَ الطَّويلة أَيضاً، وَقَوْلُهُ: مَا أَخْطَأَ الفَتَى أَي فِي إِخطائه الفَتى؛ وَقَدْ شَدَّد الراجزُ الطِّوَلَّ لِلضَّرُورَةِ فَقَالَ مَنْظور بْنُ مَرْثَد الأَسَدي:

تَعَرَّضَتْ لِي بمَكَانٍ حِلِّ، ... تَعَرُّضاً لَمْ تَأْلُ عَنْ قَتْلِلِّي،

تَعَرُّضَ المُهْرَة فِي الطِّوَلِ

وَيُرْوَى: عَنْ قَتْلًا لِي، عَلَى الْحِكَايَةِ، أَي عَنْ قَوْلِها قَتْلًا لَهُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الشِّعر كَثِيرًا وَيَزِيدُونَ فِي الْحَرْفِ مِنْ بَعْضِ حُرُوفِهِ؛ قَالَ ذُهْل بْنُ قَرِيعٍ، وَيُقَالُ قَارِبُ بْنُ سَالِمٍ المُرِّي:

كأَنَّ مَجْرَى دَمْعِها المُسْتَنِّ ... قُطْنُنَّةً مِنْ أَجْوَدِ القُطْنُنِ

وأَنشده غَيْرُهُ:

قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطُنِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا هُوَ صَوَابُ إِنشاده. وَفِي الْحَدِيثِ:

ورجُلٌ طَوَّلَ لَهَا فِي مَرْجٍ فقَطَعَتْ طِوَلها

، وَفِي آخَرَ:

فأَطالَ لها فقَطَعَتْ طِيَلَها

؛ الطِّوَلُ والطِّيَلُ، بِالْكَسْرِ: هُوَ الْحَبْلُ الطَّوِيلُ يُشَدُّ أَحد طَرَفيه فِي وَتِدٍ أَو غَيْرِهِ وَالْآخَرُ فِي يَدِ الْفَرَسِ ليَدُور فِيهِ وَيَرْعَى وَلَا يَذْهَبُ لِوَجْهِهِ. وطَوَّلَ وأَطَالَ بِمَعْنًى أَي شَدَّها فِي الْحَبْلِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

لِطِوَل الفَرَس حِمًى

أَي لِصَاحِبِ الْفَرَسِ أَن يَحْمِي الْمَوْضِعَ الَّذِي يَدُور فِيهِ فرسُه المشدودُ فِي الطِّوَل إِذا كَانَ مُباحاً لَا مَالِكَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثُ:

لَا حِمى إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: طِوَلِ الْفَرَسِ، وثَلَّةِ البئرِ، وحَلْقةِ الْقَوْمِ

؛ قَوْلُهُ لَا حِمى يَعْنِي إِذا نَزَلَ رَجُلٌ فِي عَسْكَرٍ عَلَى مَوْضِعٍ لَهُ أَن يَمْنَعَ غيرَه طَوِلَ فَرَسِهِ، وَكَذَلِكَ إِذا حَفَر بِئْرًا لَهُ أَن يَمْنَعَ غيرَه مقدارَ مَا يَكُونُ حَرِيماً لَهُ. ومَطَاوِلُ الْخَيْلِ: أَرسانُها، وَاحِدُهَا مِطْوَلٌ. والطِّوَلُ: التَّمَادِي فِي الأَمر وَالتَّرَاخِي. يُقَالُ: طالَ طِوَلُك وطِيَلُك وطِيلُك وطُولُك، سَاكِنَةَ الْيَاءِ وَالْوَاوِ؛ عَنْ كُرَاعٍ، إِذا طَالَ مُكْثُه وتمادِيه فِي أَمر أَو تَرَاخِيه عَنْهُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:

أَتانا فلم نَدْفَعْه، إِذ جَاءَ طارِقاً، ... وَقُلْنَا لَهُ: قَدْ طالَ طُولُك فانْزِلِ


(١). قوله [وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ] كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الليث الطَّوِيلة اسم حبل يشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بِهِ انتهى

<<  <  ج: ص:  >  >>