للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَرِيرٌ: قُلْتُ لمُغيرة مَا مِثَالان؟ قَالَ: نَمَطان

، والنّمَطُ مَا يُفْترش مِنْ مَفارش الصُّوفِ الملوَّنة؛ وَقَوْلُهُ:

وَفِي الْبَيْتِ مِثَالٌ رَثٌ

أَي فِراش خلَق؛ قَالَ الأَعشى:

بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ، كأَنما ... يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثَالَ المُمَهَّدا

وَفِي حَدِيثِ

عِكْرِمَةَ: أَن رَجُلًا مِنْ أَهل الْجَنَّةِ كَانَ مُسْتَلْقِياً عَلَى مُثُلِه

؛ هِيَ جَمْعُ مِثَال وَهُوَ الفِراش. والمِثَالُ: حجَر قَدْ نُقِر فِي وَجْهه نَقْرٌ عَلَى خِلْقة السِّمَة سَوَاءً، فَيُجْعَلُ فِيهِ طَرَفُ الْعَمُودِ أَو المُلْمُول المُضَهَّب، فَلَا يَزَالُونَ يَحْنون مِنْهُ بأَرْفَق مَا يَكُونُ حَتَّى يَدخل المِثال فِيهِ فَيَكُونُ مِثْله. والأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جِبَالٍ يُشْبِهُ بعضُها بَعْضًا وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ أَمْثَالًا وَهِيَ مِنَ البَصرة عَلَى لَيْلَتَيْنِ. والمِثْل: مَوْضِعٌ «١»؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الرَّيْب:

أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَّحَى، ... رَحَى المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كَمَا هِيَا؟

مجل: مَجِلَتْ يدُه، بِالْكَسْرِ، ومَجَلَتْ تَمْجَلُ وتَمْجُلُ مَجَلًا ومَجْلًا ومُجُولًا لُغَتَانِ: نَفِطَتْ مِنَ الْعَمَلِ فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وَظَهَرَ فيها ما يشبه البَثَر مِنَ الْعَمَلِ بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة؛ وَفِي حَدِيثِ

فَاطِمَةَ: أَنها شَكَتْ إِلى عَلِيٍّ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، مَجْلَ يديْها مِنَ الطَّحْن

؛ وَفِي حَدِيثِ

حُذَيْفَةَ: فَيظَلُّ أَثرُها مِثْلَ أَثَر المَجَل.

وأَمْجَلَها العملُ، وَكَذَلِكَ الحافِرُ إِذا نَكَبَتْه الْحِجَارَةُ فرَهَصَتْه ثُمَّ بَرِئ فصلُب وَاشْتَدَّ؛ وأَنشد لِرُؤْبَةَ:

رَهْصاً مَاجِلًا

والمَجْلُ: أَثرُ العملِ فِي الكفِّ يُعَالِجُ بِهَا الإِنسانُ الشَّيْءَ حَتَّى يَغْلُظَ جلدُها؛ وأَنشد غَيْرُهُ:

قَدْ مَجِلَتْ كَفَّاه بعدَ لِينِ، ... وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن جِبْرِيلَ نَقَر رأْس رَجُلٍ مِنَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فَتَمَجَّلَ رأْسُهُ قيْحاً وَدَمًا

أَي امتلأَ، وَقِيلَ: المَجْل أَن يَكُونَ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ مَاءٌ. والمَجْلَةُ: قِشرة رَقِيقَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا مَاءٌ مِنْ أَثر الْعَمَلِ، وَالْجَمْعُ مَجْلٌ ومِجَالٌ. والمَجْل: أَن يُصيب الجلدَ نارٌ أَو مشقَّة فيَتَنَفَّط ويَمْتلئ مَاءً. والرَّهْص المَاجِلُ: الَّذِي فِيهِ مَاءٌ فإِذا بُزِغَ خَرَجَ مِنْهُ الْمَاءُ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِمُسْتَنْقَع الْمَاءِ مَاجِل؛ هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، بِكَسْرِ الْجِيمِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وأَما أَبو عُبَيْدٍ فإِنه رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو المَأْجَل، بِفَتْحِ الْجِيمِ وَهَمْزَةٍ قَبْلِهَا، قَالَ: وَهُوَ مِثْلُ الجَيْئةِ، وَجَمْعُهُ مآجِل؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:

وأَخْلَفَ الوِقْطانَ والمَآجِلا

وَفِي حَدِيثِ

أَبي وَاقِدٍ: كُنَّا نَتَماقَلُ فِي ماجِلٍ أَو صِهْريج

؛ المَاجِلُ: الْمَاءُ الْكَثِيرُ الْمُجْتَمِعُ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي بِكَسْرِ الْجِيمِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، وَقَالَ الأَزهري: هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْهَمْزِ، وَقِيلَ: إِن مِيمَهُ زَائِدَةٌ، وَهُوَ مِنْ بَابِ أَجل، وقيل: هو معرَّب، والتَّماقُل: التَّغاوُصُ فِي الْمَاءِ. وَجَاءَتِ الإِبلُ كأَنها المَجْلُ مِنَ الرِّيِّ أَي مُمْتَلِئَةً رِواء كَامْتِلَاءِ المَجْل، وَذَلِكَ أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ رِيِّها. والمَجْلُ: انفِتاق مِنَ العَصَبة الَّتِي فِي أَسفل عُرْقوب الْفَرَسِ، وَهُوَ مِنْ حَادِثِ عيوب الخيل.

محل: المَحْلُ: الشِّدَّةُ. والمَحْلُ: الْجُوعُ الشَّدِيدُ وإِن لَمْ يَكُنْ جَدْب. والمَحْل: نَقِيضُ الخِصْب،


(١). قوله [والمِثْل موضع] هكذا ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة، ولكن في القاموس ضبط بالضم

<<  <  ج: ص:  >  >>