للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَي خِيار الصِّوار، شبَّه الْبَقْرَ الوَحْشِيَّ بِاللَّآلِئِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

مُقَدِّماً سَطِيحةً أَو أَنْبَلا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْهُ إِلا أَني أَظنه أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ لِمَا قدَّمته مِنْ أَن النَّبَل الصغارُ، أَو أَكبرَ لِمَا قدَّمت مِنْ أَن النَّبَل الكِبارُ، وإِن كَانَ ذَلِكَ لَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. والتِّنْبَالُ والتِّنْبَالَةُ؛ الْقَصِيرُ بَيِّن التِّنْبالة، ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلى أَنه مِنَ النَّبَل، وَجَعَلَهُ سِيبَوَيْهِ رُبَاعِيًّا. والنَّبْلُ: السِّهَامُ، وَقِيلَ: السِّهامُ الْعَرَبِيَّةُ، وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، فَلَا يُقَالُ نَبْلة وإِنما يُقَالُ سَهْمٌ ونشَّابة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَاحِدَتُهَا نَبْلَة، وَالصَّحِيحُ أَنه لَا وَاحِدَ لَهُ إِلا السَّهْم؛ التَّهْذِيبُ: إِذا رَجَعُوا إِلى وَاحِدِهِ قِيلَ سَهْمٌ؛ وأَنشد:

لَا تَجْفوَانِي وانْبُلاني بِكَسْرِهِ «٢»

. وَحُكِيَ نَبْل ونُبْلان وأَنْبال ونِبال؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وكنتُ إِذا رَمَيْتُ ذَوِي سَوادٍ ... بأَنْبَالٍ، مَرَقْنَ مِنَ السَّوادِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ عَلَى نِبال قولَ أَبي النَّجْمِ:

واحْبِسْنَ فِي الجَعْبةِ مِنْ نِبالَها

وَقَوْلُ اللَّعِين:

ولكنْ حَقّها هُرْدَ النِّبَال «٣»

. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّبْل بِمَنْزِلَةِ الذَّوْد. يُقَالُ: هَذِهِ النَّبْلُ، وتصغَّر بِطَرْحِ الْهَاءِ، وَصَاحِبُهَا نَابِلٌ. وَرَجُلٌ نَابِلٌ: ذُو نَبْلٍ. والنَّابِلُ: الَّذِي يعمَل النَّبْلَ، وَكَانَ حَقُّهُ أَن يَكُونَ بِالتَّشْدِيدِ، وَالْفِعْلُ النِّبَالَةُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: رَجُلٌ نَابِلٌ ونَبَّال إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل، فإِذا كَانَ يَعْمَلُهَا قُلْتَ نَابِلٌ. ونَابَلْتُه فَنَبَلْتُه إِذا كُنْتَ أَجودَ نَبْلًا مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ فِي النُّبْل أَيضاً، وَتَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ مُتَنَبِّل نَبْله إِذا كَانَ مَعَهُ نَبْل. وتَنَبَّلَ أَيضاً أَي تكلَّف النُّبْل. وتَنَبَّلَ أَي أَخذ الأَنْبَل فالأَنْبَل؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لأَوس:

وأَمْلَقَ مَا عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّلُ

وَفِي الْمَثَلِ: ثارَ حابِلُهم عَلَى نَابِلِهم أَي أَوْقَدوا بَيْنَهُمُ الشرَّ. ونَبَّال، بِالتَّشْدِيدِ: صانعٌ للنَّبْل، وَيُقَالُ أَيضاً: صَاحِبُ النَّبْل؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وَلَيْسَ بِذِي رُمْحٍ فيَطْعُنني بِهِ، ... وَلَيْسَ بِذِي سَيْف، وَلَيْسَ بنَبَّال

يَعْنِي لَيْسَ بِذِي نَبْل. وَكَانَ أَبو حَرَّار يَقُولُ: لَيْسَ بِنابِلٍ مِثْلُ لابِنٍ وتامِر. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّبَّال، بِالتَّشْدِيدِ، الَّذِي يَعْمَلُ النَّبْل، والنابِلُ صَاحِبُ النَّبْل، هَذَا هُوَ الْمُسْتَعْمَلُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

مَا عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نَابِلُ، ... والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ عُنابِلُ

وَنَسَبَ ابْنُ الأَثير هَذَا الْقَوْلَ لِعَاصِمٍ وَقَالَ: نَابِل أَي ذُو نَبْل، قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَ نَبَّال فِي مَوْضِعِ نَابِل، ونَابِلٌ فِي مَوْضِعِ نَبَّال. وَلَيْسَ الْقِيَاسَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يَقُولُونَ لِذِي التَّمْر واللَّبن والنَّبْل تامِر ولابِن ونَابِل، وإِن كَانَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا صَنْعَتَه تَمَّار ولَبَّان ونَبَّال، ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ تَقُولُ لِذِي السَّيْف سَيَّاف ولِذِي النَّبْل نَبَّال، عَلَى التَّشْبِيهِ بالآخر،


(٢). قوله [لا تجفواني] هكذا في الأصل وانظر الشاهد فيه
(٣). قوله [وَلَكِنْ حَقُّهَا هُرْدَ النِّبَالِ] هكذا في الأصل مضبوطاً

<<  <  ج: ص:  >  >>