للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتَمَنْدَلْت أَي تمسَّحت بِهِ مِنْ أَثر الوَضوء أَو الطَّهور؛ قَالَ: والمِنْدِيلُ، عَلَى تَقْدِيرِ مِفْعِيل، اسْمٌ لِمَا يمسَح بِهِ، قَالَ: وَيُقَالُ أَيضاً تَمَنْدَلْت. والمَنْدَل «١». والمَنْقَل: الخُفّ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ النَّدْل الَّذِي هُوَ الْوَسَخُ لأَنه يَقِي رِجْلَ لَابِسِهِ الْوَسَخَ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ التَّناوُل لأَنه يُتناوَل لِلُّبْس؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُهُ أَنشده أَبو زَيْدٍ:

بِتْنا وباتَ سقِيطُ الطَّلِّ يضرِبُنا، ... عِنْدَ النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ

قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ امرأَة فَيَكُونُ فَعُولًا مِنَ النَّدْل الَّذِي هُوَ شَبِيهُ الْوَسَخِ، وإِنما سَمَّاهَا بِذَلِكَ لِوَسَخِهَا، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَنَى بِهِ رَجُلًا، وأَن يَكُونَ عَنَى بِهِ الضبُع، وأَن يَكُونَ عَنَى كَلْبَةً أَو لَبُوءَةً، أَو أَن يَكُونَ مَوْضِعًا. والمُنَوْدِل: الشَّيْخُ المُضْطَرِب مِنَ الكِبَر. ونَوْدَلَ الرجلُ: اضْطَرَبَ مِنَ الكِبَر. ومَنْدَل: بلدٌ بِالْهِنْدِ. والمَنْدَلِيُّ مِنَ العُود: أَجودُه نُسِب إِلى مَنْدَل، هَذَا البلدِ الهِنْدِيِّ، وَقِيلَ: المَنْدَل والمَنْدَلِيُّ عودُ الطِّيبِ الَّذِي يُتبخَّر بِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يُخَصَّ بِبَلَدٍ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ للعُجير السَّلُولِيِّ:

إِذا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيابها ... ذَكِيُّ الشَّذَا، والمَنْدَلِيُّ المُطَيَّر «٢»

. يَعْنِي العُود. قَالَ الْمُبَرِّدُ: المَنْدَل الْعُودُ الرطْب وَهُوَ المَنْدَلِيُّ؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ عِنْدِي رُبَاعِيٌّ لأَن الْمِيمَ أَصلية لَا أَدري أَعربيّ هُوَ أَو مُعَرَّبٌ، والمُطَيَّر: الَّذِي سطعتْ رَائِحَتُهُ وتفَرَّقت. والمَنْدَلِيُّ: عِطْر يُنْسَبُ إِلى المَنْدَل، وَهِيَ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الصَّوَابُ أَن يَقُولَ والمَنْدَليُّ عُودٌ يُنْسَب إِلى مَنْدَل لأَن مَنْدَلَ اسْمُ عَلَمٍ لِمَوْضِعٍ بِالْهِنْدِ يُجْلَب مِنْهُ الْعُودُ، وَكَذَلِكَ قَمارِ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:

كأَنَّ الركْبَ، إِذ طَرَقَتْك، باتُوا ... بِمَنْدَلَ أَو بِقارِعَتَيْ قَمارِ «٣»

وقَمارِ عُوده دُونَ عُودِ مَنْدَل؛ قَالَ: وَشَاهِدِهُ قَوْلُ كثيِّر يَصِفُ نَارًا:

إِذا مَا خَبَتْ مِنْ آخِر اللَّيْلِ خَبْوَةً، ... أُعِيد إِليها المَنْدَلِيّ فَتثقُب

وَقَدْ يَقَعُ المَنْدَل عَلَى الْعُودِ، عَلَى إِرادة يَاءَيِ النَّسَبِ وَحَذْفِهِمَا ضَرُورَةً، فَيُقَالُ: تبخَّرت بالمَنْدَل وَهُوَ يُرِيدُ المَنْدَليَّ عَلَى حَدِّ قَوْلِ رُؤْبَةُ:

بَلْ بَلَدٍ مِلْءُ الفِجاجِ قَتَمُهْ، ... لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

يُرِيدُ جَهْرَميُّه، قَالَ: وَيَدُلُّكَ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ دُخُولُ الأَلف وَاللَّامِ فِي المَنْدَل؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ:

لِمَنْ نارٌ، قُبَيْلَ الصُّبحِ ... عندَ الْبَيْتِ، مَا تَخْبُو؟

إِذا مَا أُوقِدَتْ يُلْقَى، ... عَلَيْهَا، المَنْدَلُ الرَّطْبُ


(١). قوله [والمندل الخ] كذا في القاموس وضبطهما الصاغاني بخطه بالكسر
(٢). قوله [المطير] كذا في الأصل والجوهري والأَزهري، والذي في المحكم: المطيب
(٣). قوله [كأن الركب إلخ] هكذا في الأصل بجر القافية، وفي ياقوت: قماراً بألف بعد الراء، وقبله:
أُحِبُّ اللَّيْلَ، أَنَّ خَيَالَ سَلْمَى ... إِذَا نِمْنَا أَلَمَّ بنا فزارا

<<  <  ج: ص:  >  >>