للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَصَبَة فهَجَلَ بِهَا

أَي رَمَى بِهَا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَا أَعرف هَجَلَ بِمَعْنَى رَمَى، وَلَكِنْ يُقَالُ نَجَل وزَجَل بِالشَّيْءِ رَمَى به.

هجنجل: هَجْنْجَل: اسْمٌ، وَقَدْ كَنَّوْا بأَبي الهَجَنْجَل؛ قَالَ:

ظلَّت وظَلَّ يومُها حَوْبَ حَلِ، ... وظَلَّ يومٌ لأَبي الهَجَنْجَلِ

أَي وظلَّ يومُها مَقُولًا فِيهِ حَوْبَ حَلِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: دُخُولُ لَامِ التَّعْرِيفِ فِي الهَجَنْجَل مَعَ الْعَلَمِيَّةِ يَدُلُّ أَنه فِي الأَصل صفة كالحرث والعباس «١».

هدل: الأَزهري: هَدَر الغلامُ وهَدَل إِذا صوَّت؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

طَوى البَطْنَ زَيَّامٌ كأَنَّ سَحِيلَه ... عليهنَّ، إِذْ وَلَّى، هَدِيلُ غُلام

أَي غِناءُ غُلام. ابْنُ سِيدَهْ: الهَدِيل صوتُ الْحَمَامِ، وخصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ وحْشِيَّها كالدَّباسِيِّ والقَمارِيِّ وَنَحْوِهَا، هَدَلَ القُمْرِيُّ، وَفِي الْمُحْكَمِ: هَدَلَ يَهْدِلُ هَدِيلًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذا ناقَتي عِنْدَ المُحَصَّب شاقَها ... رَواحُ اليَماني، والهَدِيلُ المُرَجَّعُ «٢»

. وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

مَا هاجَ شَوْقَك مِنْ هَدِيلِ حمامةٍ، ... تَدْعُو عَلَى فَنَنِ الغُصُون حَماما

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ الهَدِيل فِي صَوْتِ الهُدْهُد؛ قَالَ الرَّاعِي:

كَهُداهِدٍ كسَرَ الرُّماةُ جَناحَهُ، ... يَدْعُو بِقارِعَة الطريقِ هَدِيلا

قَالَ: وَهَذَا تَصْغِيرُ هُدْهُد أُبْدِلت مِنْ يَائِهِ أَلف، قَالَ: وَمِثْلُهُ دُوابَّةٌ، حَكَاهُمَا أَبو عَمْرٍو وَلَمْ يُعْرَف لَهُمَا ثَالِثٌ. وهَدَلَتِ الْحَمَامَةُ تَهْدِلُ هَدِيلًا، وَقِيلَ: الهَدِيل ذكَرُ الْحَمَامِ، وَقِيلَ: هُوَ فَرْخها؛ قَالَ جِرانُ العَوْد:

كأَنّ الهَدِيل الظَّالِعَ الرِّجْل وَسْطَها، ... مِنَ البَغْي، شِرِّيبٌ يُغَرِّد مُنْزَفُ

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تَزْعُمُ الأَعراب فِي الهَدِيل أَنه فرْخ كانَ عَلَى عَهْدِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمَاتَ ضَيْعةً وعطَشاً فَيَقُولُونَ إِنه لَيْسَ مِنْ حَمَامَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَبْكِي عَلَيْهِ؛ قَالَ نُصيب «٣». وَقِيلَ هُوَ لأَبي وَجْزَةَ:

فَقُلْتُ: أَتبكي ذاتُ طَوْقٍ تذكَّرتْ ... هَدِيلًا، وَقَدْ أَوْدى وَمَا كَانَ تُبَّعُ؟

يَقُولُ: وَلَمْ يُخْلَقْ تُبَّع بعدُ، قَالَ: وَيُقَالُ صادَ الهَدِيلَ جارِحٌ مِنْ جَوارِح الطَّيْرِ؛ وأَنشد الْكُمَيْتُ الأَسدي:

وَمَا مَنْ تَهْتِفِينَ بِهِ لِنَصْرٍ ... بأَسْرَعَ، جَابَةً لكِ، مِنْ هَدِيلِ

فَمَرَّةً يَجْعَلُونَهُ الطائرَ نفسَه، ومرَّة يَجْعَلُونَهُ الصَّوْت. والهَدِيلُ أَيضاً: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الشعَر، وَقِيلَ: هُوَ الأَشْعَث الَّذِي لَا يسرِّح رأْسه وَلَا يَدْهُنُهُ؛ أَنشد أَبو زَيْدٍ:

هِدانٌ أَخُو وَطْبٍ، وصاحِبُ عُلْبة، ... هَدِيلٌ لِرَثَّاثِ النِّقالِ جَرُورُ


(١). ومما يستدرك عليه ما في التهذيب ونصه: وامرأَة مهجلة وهي التي أفضى قبلها ودبرها؛ وقال الشاعر:
ما كان أهلًا أن يكذب منطقي ... سعد بن مهجلة العجان فليق
(٢). قوله [إذا ناقتي] في الصحاح: أرى ناقتي
(٣). قوله [قال نصيب إلخ] في المحكم: قال نصيب، ولم يذكر خلافاً، وفي التهذيب: قال الأموي وأنشدني ابن أبي وجزة السعدي لنصيب

<<  <  ج: ص:  >  >>