للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنَ الرَّمْلِ: الَّذِي لَا يثبت مكانَه حتى يَنْهال فَيَسْقُطُ، وهِلْتُه أَنا؛ وأَنشد:

هَيْلٌ مَهِيلٌ مِنْ مَهِيلِ الأَهْيَلِ

وَفِي حَدِيثِ الخندَق:

فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ

أَي رَمْلًا سَائِلًا، والهَيْل والهَيَال والهَيْلانُ: مَا انْهال مِنْهُ؛ قَالَ مُزَاحِمٌ:

بِكُلٍّ نَقاً وَعْثٍ، إِذا مَا عَلَوْتَه ... جَرَى نَصَفاً هَيْلانُه المُتَساوِقُ

وَرَمْلٌ أَهْيَلُ: مُنْهال لَا يَثْبُتُ. وَجَاءَ بالهَيْل والهَيْلَمَان والهَيْلُمَان أَي جَاءَ بِالْمَالِ الْكَثِيرِ؛ الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ، فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي بِالرَّمْلِ وَالرِّيحِ، فالهَيْل مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا

؛ وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤيَّة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضبُعاً نَبَشت قَبْرًا:

فذَاحَتْ بالوَتائر ثُمَّ بَدَّت ... يدَيْها، عِنْدَ جانِبِه، تَهِيلُ

والهَيْلَمَان، فَيْعَلان، وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ هَلْمان فَسَقَطَتِ الْيَاءُ، وَضَعُوا الهَيْل الَّذِي هُوَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الِاسْمِ أَي بالمَهِيل، شُبِّهَ بِالرَّمْلِ فِي كَثْرَتِهِ فَالْمِيمُ عَلَى هَذَا فِي الهَيْلَمَان زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي زُرْقُم، الْأَلِفُ وَالنُّونُ زَائِدَتَانِ فَالْوَزْنُ عَلَى هَذَا فَعْلَمان. وانْهَالَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ: تَتَابَعُوا عَلَيْهِ وعَلَوْه بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ والقَهر. والأَهْيل: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:

هَلْ تَعرِف المنزلَ بالأَهْيَل، ... كالوَشْمِ فِي المِعْصَمِ لَمْ يَخْمُل

والهَيُول: الهَباءُ المنبتُّ وَهُوَ مَا تَرَاهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ ضَوْء الشَّمْسِ يَدْخُلُ فِي الكُوَّةِ، عِبْرَانِيَّةٌ أَو رُومِيَّةٌ معرَّبة. والهَالَةُ: دَارَةُ الْقَمَرِ؛ قَالَ:

فِي هَالَةٍ هِلالُها كالإِكْليلْ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما قَضَيْنَا عَلَى عَيْنِهَا أَنها يَاءٌ لأَن فِيهِ مَعْنَى الهَيُول الَّذِي هُوَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، فإِن قُلْتَ: إِن الهَيُول رُومِيَّةٌ والهَالَة عَرَبِيَّةٌ كَانَتِ الْوَاوُ أَولى بِهِ لأَنّ انْقِلَابَ الأَلف عَنِ الْوَاوِ وَهِيَ عَيْنٌ أَكثر مِنِ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ، وَالْجَمْعُ هالاتٌ. الْجَوْهَرِيُّ: هِلْتُ الدَّقِيقَ فِي الجِراب صَبَبْته مِنْ غَيْرِ كَيْل، وَكُلُّ شَيْءٍ أَرسلته إِرْسالًا مِنْ رَمْلٍ أَو تُرَابٍ أَو طَعَامٍ أَو نَحْوِهِ قُلْتَ هِلْتُه أَهِيلهُ هَيْلًا فانْهَالَ أَي جَرَى وانصبَّ، وَهُوَ طَعَامٌ مَهِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن قَوْمًا شكَوْا إِليه سُرْعَةَ فَناء طَعَامِهِمْ فَقَالَ: أَتَكِيلون أَم تَهِيلُون؟ فَقَالُوا: نَهِيلُ، فَقَالَ: كِيلوا وَلَا تَهِيلُوا فإِنَّ الْبَرَكَةَ فِي الكَيْل.

وَفِي الْمَثَلِ: أَراكِ مُحْسنَةً فَهِيلِي؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُضرب مَثَلًا لِلرَّجُلِ يُسيء فِي فِعْلِهِ فَيُؤْمَرُ بِذَلِكَ عَلَى الهُزْء بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

العَلاء: أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ هِيلُوا عليَّ هَذَا الكثيبَ وَلَا تحفِروا لِي.

وتَهَيَّلَ: تصبَّب. وأَهَلْتُ الدَّقِيقَ: لُغَةٌ فِي هِلْت، فَهُوَ مُهَال ومَهِيل. وهَيْلانُ فِي شِعْرِ الْجَعْدِيِّ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، وَيُقَالُ: هُوَ مَكَانٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتُ الْجَعْدِيِّ هُوَ قَوْلُهُ:

كأَنَّ فاهَا، إِذا تَوَسَّنُ، مِنْ ... طِيبِ مِشَمٍّ وحُسْن مُبْتَسَم،

يُسَنُّ بالضَّرْوِ مِنْ بَرَاقِش أَو ... هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ مِنَ العُتُم

والضرْوُ: شَجَرٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ، والعُتُم: الزَّيْتُونُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>