للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَتْ جَنُوبُ أُخت عَمْرو ذِي الكَلْب تَرْثِيه:

وكُلُّ قَتِيلٍ، وإِن لَمْ تَكُنْ ... أَرَدْتَهُمُ، مِنْكَ بَاتُوا وِجالا «١»

والأُنثى وَجِلَة وَلَا يُقَالُ وَجْلاء، وقومٌ وَجِلُون ووِجَالٌ. ووَاجَلَهُ فوَجَلَهُ: كَانَ أَشدَّ وَجَلًا مِنْهُ. وَهَذَا مَوْجِلَه، بِالْكَسْرِ: لِلْمَوْضِعِ. والوَجِيل والمَوْجِل: حُفْرَةٌ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، يمانية.

وحل: الوَحَل، بِالتَّحْرِيكِ: الطينُ الرَّقيق الَّذِي ترتَطِمُ فِيهِ الدَّوَابُّ، والوَحْل، بِالتَّسْكِينِ، لُغَةٌ رديَّة، وَالْجَمْعُ أَوْحَالٌ ووُحُولٌ. والمَوْحَل بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ، وَبِالْكَسْرِ الْمَكَانُ. واسْتَوْحَلَ الْمَكَانُ: صَارَ فِيهِ الوَحَل. ووَحِلَ، بِالْكَسْرِ، يَوْحَلُ وَحَلًا، فَهُوَ وَحِلٌ: وَقَعَ فِي الوَحَل؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فَتَوَلَّوْا فاتِراً مَشْيُهُمُ، ... كَرَوايا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

وأَوْحَله غيرُه إِذا أَوقعَه فِيهِ. وَفِي حَدِيثِ

سُراقة: فوَحِلَ بِي فَرَسي وإِنني لَفي جَلَدٍ مِنَ الأَرض

أَي أَوقعني فِي الوَحَل؛ يُرِيدُ كأَنه يسِير بِي فِي طِينٍ وأَنا فِي صُلْب مِنَ الأَرض. وَفِي حَدِيثِ أَسْرِ

عُقْبة بْنِ أَبي مُعَيْط: فوَحِلَ بِهِ فرسُه فِي جَدَدٍ مِنَ الأَرض

، والجَدَدُ: مَا اسْتَوَى مِنَ الأَرض. ووَاحَلَني فوَحَلْتُه أَحِلُه: كنتُ أَخْوَضَ للوَحَل مِنْهُ، ووَاحَلَه فوَحَلَه. والمَوْحِل: الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ الوَحَل؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الهُذلي:

فأَصْبَحَ العِينُ رُكوداً على ... الأَوْشاذِ أَن يَرْسَخْنَ فِي المَوْحَلِ

يُرْوَى بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ مِنَ الْمَصْدَرِ وَالْمَكَانِ، يَقُولُ: وقفتْ بقَرُ الوَحْش عَلَى الرَّوابي مَخافة الوَحَل لِكَثْرَةِ الأَمطار. وأَوْحَلَ فلانٌ فُلَانًا شَرًّا: أَثقله بِهِ. ومَوْحَل: مَوْضِعٌ «٢»؛ قَالَ:

مِنْ قُلَلِ الشِّحْرِ فجَنْبَيْ مَوْحَل

ودل: وَدَلَ السِّقاءَ وَدْلًا: مخَضه.

وذل: الوَذِيلَةُ والوَذِلَةُ والوَذَلَةُ مِنَ النِّسَاءِ: النَّشِيطَةُ الرَّشيقة. ابْنُ بُزرْج: الوَذَلَةُ الْخَفِيفَةُ مِنَ النَّاسِ والإِبل وَغَيْرِهَا. يُقَالُ: خادِم وَذَلَةٌ. وَرَجُلٌ وَذَلٌ ووَذِلٌ: خَفِيفٌ سَرِيعٌ فِيمَا أَخَذ فِيهِ. والوَذِيلَةُ: المِرآة، طَائِيَّةٌ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: قَالَ الْهُذَلِيُّ الوذِيلَة المِرآة فِي لغتِنا، والوَذيلَة السَّبيكة مِنَ الفِضَّة؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، والوَذِيلَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَقِيلَ: مِنَ الْفِضَّةِ المَجْلُوَّة خَاصَّةً، وَالْجَمْعُ وَذِيلٌ ووَذَائِل؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَوْلُ الطرِمَّاح:

بِخُدودٍ كالوَذَائِلِ لَمْ ... يُخْتَزَنْ عَنْهَا وَرِيُّ السَّنامِ

الوَرِيُّ: السَّمِينُ، والوَذَائِل: جَمْعُ وَذِيلَة الْمِرْآةُ، وَقِيلَ: صَفيحة الْفِضَّةِ؛ وَقَالَ أَبو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ:

وبَياض وَجْهٍ لَمْ تَحُلْ أَسْرارُهُ، ... مِثْل الوَذِيلَة أَو كَشَنْفِ الأَنضُرِ

الأَنضُر: جَمْعُ نَضْر وَهُوَ الذَّهَبُ. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرٍو: قَالَ لِمُعَاوِيَةَ مَا زِلْت أَرُمُّ أَمرَك بوَذَائِلِه

؛ قَالَ: هِيَ جَمْعُ وَذِيلَة وَهِيَ السَّبيكة مِنَ الْفِضَّةِ، يُرِيدُ أَنه زَيَّنه وحسَّنه؛ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَراد بالوَذَائِل جَمْعَ وَذِيلَة وَهِيَ المِرآة بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، مَثَّلَ بِهَا آرَاءَهُ الَّتِي كَانَ يَراها لِمُعَاوِيَةَ وأَنها أَشباه المَرايا، يرى فيها وُجوه


(١). ١ قوله" وكل قتيل" هكذا في الأصل والمحكم، ولعله وكل قبيل.
(٢). قوله [ومَوْحَل موضع] كذا في الأصل مضبوطاً

<<  <  ج: ص:  >  >>