للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوَسِيلَةُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْر، وَالْجَمْعُ الوُسُلُ والوَسَائِلُ. والتَّوْسِيلُ والتَّوَسُّلُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان:

اللهمَّ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَة

؛ هِيَ فِي الأَصل مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلى الشَّيْءِ ويُتَقَرَّب بِهِ، وَالْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ القُرْبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ: هِيَ الشفاعةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقِيلَ: هِيَ مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنازِل الْجَنَّةِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. وَشَيْءٌ واسِلٌ: واجبٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وأَنت لَا تَنْهَرُ حَظًّا وَاسِلا

والتَّوَسُّل أَيضاً: السَّرِقة، يُقَالُ: أَخذ فُلَانٌ إِبِلي تَوَسُّلًا أَي سَرقة. ومُوَيْسِلٌ: ماءٌ لِطَيّءٍ؛ قَالَ واقِدُ بْنُ الغِطْرِيف الطَّائِيُّ وَكَانَ قَدْ مَرِضَ فَحُمِيَ الْمَاءُ وَاللَّبَنُ:

لَئنْ لَبَنُ المِعْزَى بِماءِ مُوَيْسِل ... بَغانِيَ دَاءً، إِنَّني لَسَقيمُ

وشل: الوَشَل، بِالتَّحْرِيكِ: الماءُ الْقَلِيلُ يَتَحَلَّب مِنْ جَبَلٍ أَو صخْرة يقطُر مِنْهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، لَا يَتَّصِلُ قطْره، وَقِيلَ: لَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا مِنْ أَعلى الجَبل، وَقِيلَ: هُوَ مَاءٌ يخرُج مِنْ بَيْنِ الصخْر قَلِيلًا قَلِيلًا، وَالْجَمْعُ أَوْشَال. ووَشَل يَشِلُ وَشْلًا ووَشْلاناً: سَالَ أَو قَطَر. وجَبَلٌ وَاشِلٌ: يقطُر مِنْهُ الْمَاءُ، وَفِي الْمُحْكَمِ: لَا يَزال يتحلَّب منه الماءُ، قد قِيلَ: الوَشَلُ الْمَاءُ الْكَثِيرُ، فَهُوَ عَلَى هَذَا مِنَ الأَضداد. التَّهْذِيبُ: ماءٌ وَاشِلٌ يَشِلُ مِنْهُ وَشْلًا. أَبو عُبَيْدٍ: الوَشَلُ مَا قطَر مِنَ الْمَاءِ، وَقَدْ وَشَلَ يَشِلُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ جبَلًا يقطُر فِي لَجَفٍ مِنْهُ مِنْ سَقْفه مَاءٌ فيجتَمِع فِي أَسفله يُقَالُ لَهُ الوَشَل. ابْنُ الأَعرابي عَنِ الدُّبَيْرية: يُسَمَّى الْمَاءُ الَّذِي يقطُر مِنَ الْجَبَلِ المَذْعَ والفَزِيزَ والوَشَلَ. وَنَاقَةٌ وَشُول: كَثِيرَةُ اللَّبَنِ يَشِلُ لبنُها مِنْ كَثْرَتِهِ أَي يَسيل ويقطُر مِنَ الوَشَلان. وَنَاقَةٌ وَشُول: دَائِمَةٌ عَلَى مَحْلَبها؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَكَذَلِكَ الوَشَل مِنَ الدَّمْعِ يَكُونُ القليلَ والكثيرَ؛ وَبِالْكَثِيرِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَهُ:

إِنَّ الَّذِينَ غَدَوْا بِلُبِّك غادَرُوا ... وَشَلًا بِعَيْنِك مَا يَزال مَعِينا

والأَوْشَالُ: مياهٌ تَسيلُ مِنْ أَعْراض الجِبال فتجتَمع ثُمَّ تُساق إِلى المَزارع؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. وَفِي الْمَثَلِ: وهَلْ بالرِّمَالِ أَوْشَال؟ وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السلام: رِمالٌ دَمِثَة وعُيون وَشِلَة

؛ الوَشَل: الماء القليل. وَفِي حَدِيثِ

الْحَجَّاجِ: قَالَ لِحَفَّار حَفَر لَهُ بِئْرًا: أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْت؟

أَي أَنْبَطْت مَاءً كَثَيِرًا أَم قَلِيلًا. وأَوْشَلَ حظَّه: أَقَلَّه وأَخَسَّه؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي لِبَعْضِ الرُّجَّاز:

وحُسَّدٍ أَوْشَلْتُ مِنْ حِظاظِها ... عَلَى أَحاسِي الغَيْظِ واكْتِظاظِها

وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

أَلْقَتْ إِليه، عَلَى جَهْدٍ، كَلاكِلها ... سعدُ بْنُ بكْر، وَمِنْ عُثْمَانَ مَنْ وَشَلا

فَسَّرَهُ فَقَالَ: وَشَل وُشُولًا احْتَاجَ وضعُف وافتقَر وقَلَّ غَناؤه. ابْنُ السَّكِّيتِ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرٍو يَقُولُ الوُشُول قِلَّة الغَناء والضَّعْفُ والنُّقْصان؛ وأَنشده:

إِذا ضَمَّ قَوْمَكُمُ مَأْزِقٌ، ... وَشَلْتُمْ وُشُولَ يَدَ الأَجْذم

وَيُقَالُ: وَشَل فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ إِذا ضَرَع إِليه، فَهُوَ وَاشِلٌ إِليه. ورأْيٌ وَاشِلٌ، وَرَجُلٌ وَاشِلُ الرأْيِ: ضعيفُه. وَفُلَانٌ واشِلُ الحظِّ أَي ناقصُه لَا جِدَّ لَهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>