للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

داءُ ظَبْيٍ: أَنه إِذا أَراد أَن يَثِب مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ وَثَب، وَقِيلَ: أَراد أَنه لَيْسَ بِنَا دَاءٌ كَمَا أَن الظَّبْيَ لَيْسَ بِهِ دَاءٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهَذَا أَحَبُّ إِليَّ. وتَجَهَّمَه وتَجَهَّم لَهُ: كَجَهِمَه إِذا اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهٍ كَرِيهٍ. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:

إِلى مَنْ تَكِلُني إِلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُني

أَي يَلْقَانِي بالغِلْظة وَالْوَجْهِ الْكَرِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فتَجَهَّمَني القومُ.

وَرَجُلٌ جَهْمُ الْوَجْهِ أَي كالِحُ الْوَجْهِ، تَقُولُ مِنْهُ: جَهَمْتُ الرجلَ وتَجَهَّمْتُه إِذا كلَحْتَ فِي وَجْهِهِ. وَقَدْ جَهُم، بِالضَّمِّ، جُهُومةً إِذا صَارَ باسِرَ الْوَجْهِ. وَرَجُلٌ جَهْمُ الوَجْه وجَهِمُهُ: غليظُه، وَفِيهِ جُهُومة. وَيُقَالُ للأَسد: جَهْمُ الوَجْهِ. وجَهُمَ الرَّكَبُ: غَلُظ. وَرَجُلٌ جَهْم وجَهِمٌ وجَهُوم: عَاجِزٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ:

وبَلْدةٍ تَجَهَّمُ الجَهُوما، ... زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهلًا رَسُوما

تَجَهَّمُ الجَهُوما أَي تَسْتَقْبِلُهُ بِمَا يَكْرَهُ. والجَهْمَةُ والجُهْمَة: أَوّلُ مَآخِيرِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: هِيَ بقيةُ سَوادٍ مِنْ آخِرِهِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: جَهْمَةُ اللَّيْلِ وجُهْمَته، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، وَهُوَ أَوَّلُ مآخِير اللَّيْلِ، وَذَلِكَ مَا بَيْنَ اللَّيْلِ إِلى قَرِيبٍ مِنْ وَقْتِ السَّحَر؛ وأَنشد:

قَدْ أَغْتَدي لِفِتْيَةٍ أَنْجابِ، ... وجُهْمَةُ الليلِ إِلى ذَهابِ

وَقَالَ الأَسْوَدُ بْنُ يَعْفُر

وقَهْوَةٍ صَهْباءَ باكَرْتُها ... بجُهْمةٍ، والدِّيكُ لَمْ يَنْعَب

أَبو عُبَيْدٍ: مَضى مِنَ اللَّيْلِ جُهْمةٌ وجَهْمة. والجَهْمَة: القِدْر الضَّخْمة؛ قَالَ الأَفْوَهُ:

ومَذانِبٌ مَا تُسْتَعارُ، وجَهْمةٌ ... سَوداءُ، عِنْدَ نَشِيجِها، لَا تُرْفَعُ

والجَهامُ، بِالْفَتْحِ: السَّحَابُ «١». الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ، وَقِيلَ: الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَه مَعَ الرِّيحِ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: ونَسْتَحيلُ الجَهامَ؛ الجَهامُ: السَّحَابُ الَّذِي فَرَغَ مَاؤُهُ، وَمَنْ رَوَى نَسْتَخِيلُ، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، أَراد نَتَخَيَّلُ فِي السَّحَابِ خَالًا أَي الْمَطَرُ، وإِن كَانَ جَهاماً لِشِدَّةِ حَاجَتِنَا إِليه، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْحَاءِ أَراد لَا نَنْظُرُ مِنَ السَّحَابِ فِي حَالٍ إِلا إِلى جَهام مِنْ قِلَّةِ الْمَطَرِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ أَسَدٍ لُحيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ: جِئتَني بجَهام أَي الَّذِي تَعْرِضُه عَليَّ مِنَ الدِّينِ لَا خَيْرَ فِيهِ كالجَهامِ الَّذِي لَا مَاءَ فِيهِ. وأَبو جَهْمَة اللَّيثيّ: مَعْرُوفٌ: حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. وجُهَيْمٌ وجَيْهَمٌ: اسْمَانِ. وجُهَيْمة: امرأَة؛ قَالَ:

فَيَا رَبّ عَمِّرْ لِي جُهَيْمَةَ أَعْصُراً ... فمالِكُ مَوْتٍ بالفِراق دَهاني

وَبَنُو جاهِمَة: بَطْنٌ مِنْهُمْ. وجَيْهَمٌ: مَوْضِعٌ بالغَوْرِ كَثِيرُ الْجِنِّ؛ وأَنشد:

أَحاديثُ جِنٍّ زُرْنَ جِنّاً بجَيهما

جهرم: الجَهْرَمِيَّة: ثيابٌ مَنْسُوبَةٌ مِنْ نَحْوِ البُسُط وَمَا يُشْبهها، يُقَالُ هِيَ مِنْ كَتَّانٍ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:

بَلْ بَلدٍ مِلْء الفِجاجِ قَتَمُه، ... لَا يُشْتَرى كَتَّانُه وجَهْرَمُه

جَعَلَهُ اسْمًا بإِخراج يَاءِ النِّسْبَةِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: جَهْرَم


(١). قوله [والجهام بالفتح السحاب] في التكملة بعد هذا: يقال أجهمت السماء

<<  <  ج: ص:  >  >>