وَفِي الْحَدِيثِ:
أَميرُكم رَجُلٌ طُوالٌ أَدْلَمُ
، الأَدْلمُ الأَسود الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ فاستأْذن عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّه عليه وَسَلَّمَ، قِيلَ: هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.
وَفِي حَدِيثِ
مُجَاهِدٍ فِي ذِكْرِ أَهل النَّارِ: لَسَعَتْهم عقارِبُ كأَمثال البِغال الدُّلْمِ
أَي السُّودِ، جَمْعُ أَدْلَم. والدَّيْلَمُ: الإِبل، وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ:
فِي ذِي قُدامَى مُرْجَحِنٍّ ديْلَمُه
فإِن أَبا عَمْرٍو قَالَ: كَثْرَته كَكَثْرةِ النَّمْلِ، وَهُوَ الدَّيْلَمُ، قَالَ: وَيُقَالُ لِلْجَيْشِ الْكَثِيرِ دَيْلَم، أَراد فِي جَيش ذِي قُدامَى، والمُرْجَحِنُّ: الثَّقِيلُ الْكَثِيرُ. والدَّيْلَمُ: الأَعداء. والديْلَمُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ بأَقاصي البَدْوِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّيْلَمُ مَاءَةٌ لِبَنِي عَبْسٍ، وَقَوْلُ عَنْتَرَةَ:
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ
يُفَسَّرُ بِجَمِيعِ ذَلِكَ، وَقِيلَ فِيهِ: عَنْ حِياض الأَعْداء، وَقِيلَ: الدَّيْلَمُ حِيَاضٌ بالغَوْرِ، وَقِيلَ: عَنْ حِيَاضِ ماءٍ لِبَنِي عَبْسٍ، وَقِيلَ: أَراد بالدَّيْلَمِ بَنِي ضَبَّة، سُمُّوا دَيْلَماً لدُغْمَةٍ فِي أَلوانهم. يُقَالُ: هُمْ ضَبَّة لأَنهم أَو عامَّتَهُمْ دُلْمٌ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي: سأَل أَبو مُحَلّم بَعْضَ الأَعراب عَنِ الدَّيْلَمِ فِي هَذَا الْبَيْتِ فَقَالَ: هِيَ حِياض بالغَوْر، قَالَ: وَقَدْ أَورد بِهَا إِبلًا وأَراد بِذَلِكَ تَخْطِئَةَ الأَصمعي، قَالَ: وَالصَّحِيحُ أَن الدَّيْلَمَ رَجُلٌ مِنْ ضَبَّةَ، وَهُوَ الدَّيْلَمُ بن ناسِكِ ابن ضَبَّةَ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا سَارَ ناسِك إِلى أَرض الْعِرَاقِ وأَرض فارِسَ اسْتَخْلَفَ الدَّيْلَمَ ولَده عَلَى أَرض الْحِجَازِ، فَقَامَ بأَمر أَبيه وحَوَّضَ الحِياض وحَمَى الأَحْماء، ثُمَّ إِن الدّيْلَمَ لَمَّا سَارَ إِلى أَبيه أَوْحَشَتْ دَارُهُ وَبَقِيَتْ آثَارُهُ، فَقَالَ عَنْتَرَةُ فِي ذَلِكَ مَا قَالَ. والدُّحْرُضانِ: هُمَا دُحْرُضٌ ووَسِيعٌ مَاءَانِ: فدُحْرُضٌ لِآلِ الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ، ووَسِيعٌ لِبَنِي أَنْف النَّاقةِ، وَقِيلَ: أَراد عَنْتَرَةُ بِالْبَيْتِ أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الدَّيْلَمِ مِنَ الْعَدُوِّ لِلْعَرَبِ، وَلَمْ يُرِدِ النملَ وَلَا القِرْدان كَمَا قال:
جاؤوا يَجُرُّونَ البُرُودَ جَرّا، ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُون الشَّرّا
أَراد أَن عَدَاوَتَهُمْ كَعَدَاوَةِ الرُّومِ لِلْعَرَبِ، والرُّومُ صُهْبُ السِّبال وأَلوانُ الْعَرَبِ السُّمْرَةُ والأُدْمَةُ إِلّا قَلِيلًا. والدّيْلَمُ: ذَكَر الدُّرّاج، عَنْ كُرَاعٍ. ودَلَمٌ ودُلَمٌ ودُلامٌ ودُلامَةُ ودُلَيْمٌ كُلُّهَا: أَسماء، قَالَ:
إِن دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ بعَشِي ... وَقَالَ: أَنْزِلْني، فَلَا إِيضاع بِي
أَراد لَا قُوَّةَ بِي عَلَى الإِيضاع. وأَبو دُلامةَ: كُنْيَةُ رَجُلٍ. وأَبو دُلامَة: اسْمُ الْجَبَلِ المُطِلِّ عَلَى الحَجُونِ، وَقِيلَ: كَانَ الحَجُون هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبو دُلامَة. والدّيْلَمُ: الدَّاهِيَةُ، أَنشد أَبو زَيْدٍ يَصِفُ سَهْماً، وَقِيلَ: هُوَ للمَيْدانِ الفَقْعَسِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ للكُمَيْتِ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَيُرْوَى لأَبيه:
أَنْعَتُ أَعْياراً رَعَيْنَ كِيرَا، ... مُسْتَبْطناتٍ قَصَباً ضُمُورَا
يَحْمِلْنَ عَنْقاءَ وعَنْقَفِيرَا، ... وأُمَّ خَشَّافٍ وخَنْشَفيرَا،
والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفيرَا