للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأَمان عَلَى ذِمَّةِ الجِزْيَة الَّتِي تُؤْخَذُ مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً

؛ قَالَ: الذِّمَّةُ الْعَهْدُ، والإِلّ الحِلْف؛ عَنْ قَتَادَةَ. وأَخذتني مِنْهُ ذِمامٌ ومَذَمَّةٌ، وَلِلرَّفِيقِ عَلَى الرَّفِيقِ ذِمامٌ أَي حَقٌّ. وأَذَمَّهُ أَي أَجاره. وَفِي حَدِيثِ

سَلْمَانَ: قِيلَ لَهُ مَا يَحِلُّ مِنْ ذِمَّتِنا؟

أَراد مِنْ أَهل ذِمَّتِنا فَحَذَفَ الْمُضَافَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَشْتَرُوا رَقيق أَهل الذمَّة وأَرَضِيهِمْ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الْمَعْنَى أَنهم إِذا كَانَ لَهُمْ مَماليكُ وأَرَضُونَ وحالٌ حَسَنَةٌ ظَاهِرَةٌ كَانَ أَكثر لجِزْيتهم، وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَرَى أَن الجِزْية عَلَى قَدْرِ الْحَالِ، وَقِيلَ فِي شِرَاءِ أَرَضِيهْم إِنه كَرِهَهُ لأَجل الخَراج الَّذِي يَلْزَمُ الأَرض، لِئَلَّا يَكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذا اشْتَرَاهَا فَيَكُونَ ذُلًّا وصَغاراً. التَّهْذِيبُ: والمُذِمُّ المَذْموم الذَّمِيمُ. وَفِي حَدِيثِ

يُونُسَ: أَن الْحُوتَ قاءَهُ رَذِيّاً ذَمّاً

أَي مَذْموماً شِبْهَ الْهَالِكِ. ابْنُ الأَعرابي: ذَمْذَمَ الرَّجُلُ إِذا قَلَّلَ عَطِيَّتَهُ. وذُمَّ الرجلُ: هُجِيَ، وذُمَّ: نُقِص. وَفِي الْحَدِيثِ:

أُرِيَ عبدُ المُطَّلب فِي مَنَامِهِ احْفِرْ زَمْزَمَ لَا يُنْزَفُ وَلَا يُذمُ

؛ قَالَ أَبو بَكْرٍ: فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقوال: أَحدها لَا يُعَابُ مِنْ قَوْلِكَ ذَمَمْتُهُ إِذا عِبْتَه، وَالثَّانِي لَا تُلْفَى مَذْمومة؛ يُقَالُ أَذْمَمْتُه إِذا وَجَدْتَهُ مَذْموماً، وَالثَّالِثُ لَا يُوجَدُ مَاؤُهَا قَلِيلًا نَاقِصًا مِنْ قَوْلِكَ بِئْرٌ ذَمَّة إِذا كَانَتْ قَلِيلَةَ الْمَاءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

سأَل النبيَّ «٢»، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا يُذهبُ عَنْهُ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ فَقَالَ: غُرَّة عَبْدٍ أَو أَمَة

؛ أَراد بمَذَمَّةِ الرَّضَاعِ ذِمامَ الْمُرْضِعَةِ بِرِضَاعِهَا. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ يُونُسُ يَقُولُونَ أَخذَتني مِنْهُ مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ. وَيُقَالُ: أَذهِبْ عَنْكَ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ بِشَيْءٍ تُعْطِيهِ للظِّئْر، وَهِيَ الذِّمامُ الَّذِي لَزِمَكَ بإِرضاعها وَلَدَكَ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: المَذَمَّةُ، بِالْفَتْحِ، مَفْعَلة مِنَ الذَّمِّ، وَبِالْكَسْرِ مِنَ الذِّمَّةِ والذِّمامِ، وَقِيلَ: هِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ الحقُّ وَالْحُرْمَةُ الَّتِي يُذَمُّ مُضَيِّعُها، وَالْمُرَادُ بمَذَمَّة الرَّضَاعِ الْحَقُّ اللَّازِمُ بِسَبَبِ الرَّضَاعِ، فكأَنه سأَل: مَا يُسْقِطُ عَنِّي حَقَّ المُرضعة حَتَّى أَكون قَدْ أَديته كَامِلًا؟ وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَن يَهَبُوا للمرضِعة عِنْدَ فِصَالِ الصَّبِيِّ شَيْئًا سِوَى أُجرتها. وَفِي الْحَدِيثِ:

خِلال المَكارم كَذَا وَكَذَا والتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ

؛ هُوَ أَن يَحْفَظَ ذِمامَهُ ويَطرح عَنْ نَفْسِهِ ذَمَّ النَّاسِ لَهُ إِن لَمْ يَحْفَظْهُ. وَفِي حَدِيثِ

مُوسَى والخَضِر، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمامَةٌ

أَي حَيَاءٌ وإِشفاق مِنَ الذَّمِّ وَاللَّوْمِ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ صَيّادٍ: فأَصابتني مِنْهُ ذَمامَةٌ.

وأَخذتني مِنْهُ مَذَمَّة ومَذِمَّة أَي رِقَّةٌ وَعَارٌ مِنْ تِلْكَ الحُرْمة. والذَّمِيمُ: شَيْءٌ كالبَثْرِ الأَسود أَو الأَحمر شُبِّهَ بِبَيْضِ النَّمْلِ، يَعْلُو الْوُجُوهَ والأُنوف مِنْ حَرٍّ أَو جَرَب؛ قَالَ:

وَتَرَى الذَّمِيم عَلَى مَراسِنِهم، ... غِبَّ الهِياجِ، كمازِنِ النملِ

وَالْوَاحِدَةُ ذَمِيمةٌ. والذَّمِيم: مَا يَسِيلُ عَلَى أَفخاذ الإِبل وَالْغَنَمِ وضُرُوعها مِنْ أَلبانها. والذَّمِيمُ: النَّدى، وَقِيلَ: هُوَ نَدىً يَسْقُطُ بِاللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ فَيُصِيبُهُ التُّرَابُ فَيَصِيرُ كقِطَعِ الطِّينِ. وَفِي حَدِيثِ الشُّؤْم والطِّيَرَةِ:

ذَرُوها ذَمِيمةً

أَي مَذْمومةً، فَعِيلةٌ بِمَعْنَى مفعولةٍ، وإِنما أَمرهم بِالتَّحَوُّلِ عَنْهَا إِبطالًا لِمَا وَقَعَ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ أَن الْمَكْرُوهَ إِنما أَصابهم بِسَبَبِ سُكْنى الدَّارِ، فإِذا تَحَوَّلُوا عَنْهَا انْقَطَعَتْ مَادَّةُ ذَلِكَ الْوَهْمِ وَزَالَ مَا خَامَرَهُمْ مِنَ الشبهة. والذَّمِيمُ:


(٢). قوله [سأل النبي إِلخ] السائل للنبي هو الحجاج كما في التهذيب

<<  <  ج: ص:  >  >>