للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اجْتَالَ لَجْبةً: أَخذ عَنْزًا ذَهَبَ لَبَنُهَا، وَرْهاء الرَّخَم: رِخْوة كأَنها مَجْنُونَةٌ. والرَّخْمَةُ أَيضاً: قَرِيبٌ مِنَ الرَّحْمَةِ؛ يُقَالُ: وقعتْ عَلَيْهِ رَخْمته أَي مَحَبَّتُهُ ولينُه وَيُقَالُ رَخْمان ورَحْمان؛ قَالَ جَرِيرٌ:

أَوَتَتْركونَ إِلى القَسَّيْنِ هِجْرَتَكُمْ، ... ومَسْحَكُمْ صُلْبَهُم رَخْمانَ قُرْبانا «١»

؟ ورَخِمَهُ رَخْمةً: لُغَةٌ فِي رَحِمَهُ رَحْمةً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

كأَنَّها أُمُّ سَاجِي الطَّرْفِ، ... أَخْدَرَها مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرخُومُ

قَالَ الأَصمعي: مَرْخوم أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ رَخْمة أُمه أَي حُبُّهَا لَهُ وأُلْفَتُها إِياه، وَزَعَمَ أَبو زَيْدٍ الأَنصاري أَن مِنْ أَهل الْيَمَنِ مَنْ يَقُولُ رَخِمْتُهُ رَخْمةً بِمَعْنَى رَحِمْتُهُ. وَيُقَالُ: أَلْقى اللَّهُ عَلَيْكَ رَخْمةَ فُلَانٍ أَي عَطْفَهُ وَرِقَّتَهُ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَسَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: هُوَ راخِمٌ لَهُ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: مَرَةٌ تَرَخَّم صَبيَّها «٢». وَعَلَى صَبِيِّهَا وتَرْخَمُهُ وتَرَبَّخُهُ وتَرَبَّخُ عَلَيْهِ إِذا رَحِمَتْهُ. وارْتَخَمَتِ النَّاقَةُ فَصِيلَهَا إِذا رئِمَتْهُ. والرَّخَمُ: الْمَحَبَّةُ، يُقَالُ: رَخِمَتْهُ أَي عطفتْ عَلَيْهِ. ورخمَتْ بِي الغُرُبُ أَي صاحتْ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

مستودَعٌ خَمَرَ الوَعْساءِ، مَرْخُومُ

والرَّخَمُ: الإِشفاق. والرَّخِيم: الحَسَنُ الْكَلَامِ. والرَّخامةُ: لِينٌ فِي المَنْطِق حُسْنٌ فِي النِّسَاءِ. ورَخَمَ الكلامُ والصوتُ ورَخُمَ رَخامةً، فَهُوَ رَخِيمٌ: لانَ وسَهُلَ. وَفِي حَدِيثِ

مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: بَلَغَنَا أَن اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِدَاوُدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا دَاوُدُ، مَجِّدْني بِذَلِكَ الصَّوْتِ الحسنِ الرَّخِيمِ

؛ هُوَ الرَّقِيقُ الشَّجِيُّ الطيبُ النَّغْمة. وَكَلَامٌ رَخِيمٌ أَي رَقِيقٌ. ورَخُمَتِ الْجَارِيَةُ رَخامَةً، فَهِيَ رَخيمة الصَّوْتِ ورَخِيمٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ الْمَنْطِقِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ:

رَبْعاً لواضِحةِ الجَبين غريرةٍ، ... كالشمسِ إِذْ طَلَعَتْ، رَخِيمِ المَنْطِقِ

وَقَدْ رَخُمَ كلامُها وَصَوْتُهَا، وَكَذَلِكَ رَخَمَ. يُقَالُ: هِيَ رَخِيمَةُ الصَّوْتِ أَي مَرْخومةُ الصوتِ، يُقَالُ ذَلِكَ للمرأَة والخِشْفِ. والتَّرْخِيمُ: التَّلْيِينُ؛ وَمِنْهُ الترخيمُ فِي الأَسماء لأَنهم إِنما يَحْذِفُونَ أَواخرها ليُسَهِّلُوا النُّطْقَ بِهَا، وَقِيلَ: التَّرْخيم الْحَذْفُ؛ وَمِنْهُ تَرْخيم الِاسْمِ فِي النِّدَاءِ، وَهُوَ أَن يُحْذَفَ مِنْ آخِرِهِ حَرْفٌ أَو أَكثر، كَقَوْلِكَ إِذا نَادَيْتَ حَرِثاً: يا حَرِ، ومالِكاً: يَا مالِ، سُمِّيَ تَرْخيماً لِتَلْيِينِ الْمُنَادِي صَوْتَهُ بِحَذْفِ الْحَرْفِ؛ قَالَ الأَصمعي: أَخَذَ عَنِّي الْخَلِيلُ مَعْنَى الترْخِيم وَذَلِكَ أَنه لَقِيَنِي فَقَالَ لِي: مَا تُسمي الْعَرَبُ السَّهْل مِنَ الْكَلَامِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: الْعَرَبُ تَقُولُ جَارِيَةٌ رَخِيمةٌ إِذا كَانَتْ سَهْلَةَ المَنْطِقِ؛ فَعَمِلَ بَابَ التَّرْخيم عَلَى هَذَا. والرُّخامُ: حَجَرٌ أَبيض سَهْلٌ رِخْوٌ. والرُّخْمَةُ: بَيَاضٌ فِي رأْس الشَّاةِ وغُبْرَةٌ فِي وَجْهِهَا وَسَائِرِهَا أَيّ لَوْنٍ كَانَ، يُقَالُ: شَاةٌ رَخْماءُ، وَيُقَالُ: شَاةٌ رَخْماءُ إِذا ابيضَّ رأْسها واسودَّ سَائِرُ جَسَدِهَا، وَكَذَلِكَ المُخَمَّرة، وَلَا تَقُلْ مُرَخَّمَة. وَفَرَسٌ أَرْخَمُ. والرُّخامى: ضَرب مِنَ الخِلْفة؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ غَبْرَاءُ الخُضْرةِ لَهَا زَهْرة بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ، ولها


(١). راجع البيت في مادة رحم
(٢). قوله [ترخم صبيها إلخ] كذا ضبط في نسخة من التهذيب

<<  <  ج: ص:  >  >>