كأَنَّ ظِباء أَسْنُمةٍ عَلَيْهَا ... كوانِسُ، قالِصاً عَنْهَا المَغارُ
يُفَلِّجْن الشِّفاهَ عَنُ [عَنِ] اقحُوانٍ ... حَلاه، غِبَّ ساريةٍ، قِطارُ
والمَغارُ: مَكانِسُ الظِّباء. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
؛ قَالُوا: هُوَ مَاءٌ فِي الْجَنَّةِ سمِّي بِذَلِكَ لأَنه يَجْري فَوْقَ الغُرَف والقُصور. وتَسْنيمٌ: عَيْنٌ فِي الْجَنَّةِ زَعَمُوا، وَهَذَا يُوجِبُ أَن تَكُونَ مَعْرِفَةً وَلَوْ كَانَتْ مَعْرِفَةً لَمْ تُصْرَف. قَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
؛ أَي مِزاجُه مِنْ مَاءٍ مُتَسَنِّمٍ عَيْناً تأْتيهم مِنْ عُلْوٍ تَتَسَنَّم عَلَيْهِمْ مِنَ الغُرَف؛ الأَزهري: أَي مَاءٌ يتنزَّل عَلَيْهِمْ مِنْ مَعالٍ وينصبُ عيْناً عَلَى جِهَتَيْنِ: إِحداهما أَنْ تَنْوي مِنْ تَسْنِيمِ عَيْنٍ فَلَمَّا نُوِّنَتْ نُصِبَتْ، وَالْجِهَةُ الأُخرى أَنْ تَنْوِيَ مِنْ مَاءٍ سُنِّم عَيْنًا، كَقَوْلِكَ رُفِعَ عَيْنًا، وإِن لَمْ يَكُنِ التَّسْنِيمُ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ نَكِرَةٌ والتَّسْنِيمُ مَعْرِفَةٌ، وإِن كَانَ اسْمًا لِلْمَاءِ فَالْعَيْنُ مَعْرِفَةٌ، فَخَرَجَتْ أَيضاً نَصْبًا، وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ، قَالَ: وَقَالَ الزَّجَّاجُ قَوْلًا يقرُب مَعْنَاهُ مِمَّا قَالَ الْفَرَّاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
خيرُ الْمَاءِ الشَّبِمُ
يَعْنِي الْبَارِدَ، قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: السَّنِمُ، بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَهُوَ الْمَاءُ الْمُرْتَفِعُ الظَّاهِرُ عَلَى وَجْهِ الأَرض، وَيُرْوَى بِالشِّينِ وَالْبَاءِ. وكلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمَه. الجوهري: وسَنام الأَرض نَحْرُها ووسَطُها. وماءٌ سَنِمٌ: عَلَى وَجْهِ الأَرض. وَيُقَالُ لِلشَّرِيفِ سَنِيمٌ مأْخوذ مِنْ سَنَامِ الْبَعِيرِ، وَمِنْهُ تَسْنِيمُ القُبور. وقَبْرٌ مُسَنَّم إِذا كَانَ مَرْفُوعًا عَنِ الأَرض. وَكُلُّ شَيْءٍ عَلَا شَيْئًا فَقَدْ تَسَنَّمه. وتَسْنِيمُ القبرِ: خِلَافُ تَسْطيحهِ. أَبو زَيْدٍ: سَنَّمْت الإِناء تَسْنِيماً إِذا ملأْته ثُمَّ حَمَلْت فَوْقَهُ مثلَ السَّنام مِنَ الطَّعَامِ أَو غَيْرِهِ. والتَّسَنُّم: الأَخذ مُغافَسةً، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ: كَثُرَ فِيهِ وَانْتَشَرَ كتَشَنَّمه، وَسَيُذْكَرُ فِي حَرْفِ الشِّينِ، وَكِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وتَسَنَّمه الشَّيْبُ وأَوْشَم فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَيُقَالُ: تَسَنَّمْتُ الْحَائِطَ إِذا علوتَه مِنْ عُرْضه. والسَّنَمة: كلُّ شَجَرَةٍ لَا تحمِل، وَذَلِكَ إِذا جفَّت أَطرافُها وَتَغَيَّرَتِ. والسَّنَمةُ: رأْس شَجَرَةٌ مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ، يَكُونُ عَلَى رأْسها كَهَيْئَةِ مَا يَكُونُ عَلَى رأْس القصَب، إِلَّا أَنه ليِّن تأْكله الإِبل أَكلًا خَضْماً. والسَّنَمُ: جِماعٌ، وأَفضل السَّنَم شَجَرَةٌ تسمَّى الأَسْنامَة، وَهِيَ أَعظمُها سَنَمةً؛ قَالَ الأَزهري: السَّنَمةُ تَكُونُ للنَّصِيِّ والصِّلِّيان والغَضْوَر والسَّنْط وَمَا أَشبهها. والسَّنَمَةُ أَيضاً: النَّوْرُ، والنَّوْرُ غَيْرُ الزَّهْرَة، والفرْق بَيْنَهُمَا أَن الزَّهْرة هِيَ الوَرْدة الوُسْطى، وإِنما تَكُونُ السَّنَمَة للطَّريفة دُونَ البَقْل. وسَنَمةُ الصِّلِّيان: أَطرافه الَّتِي يُنْسِلُها أَي يُلْقيها؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بعضُ الرُّواة أَن السَّنَمة مَا كَانَ مِنْ ثَمر الأَعْشاب شَبِيهًا بثَمر الإِذْخِر وَنَحْوِهِ، وَمَا كَانَ كَثَمَرِ القصَب، وأَن أَفْضل السَّنَمِ سَنَمُ عُشْبَة تسمَّى الأَسْنامَةَ، والإِبل تأْكلها خَضْماً لِلِينِهَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: لَيْسَ تأْكله الإِبل خَضْماً. وَنَبْتٌ سَنِمٌ أَي مرتفِع، وَهُوَ الَّذِي خَرَجَتْ سَنَمَتُه، وَهُوَ مَا يَعْلو رأْسه كالسُّنْبُل؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
رَعَيْتها أَكرَمَ عُودٍ عُودا: ... الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضيدا
والخازِبازِ السَّنِمِ المَجُودا، ... بِحَيْثُ يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute