قَوْلُ الْآخَرِ:
يَقُولُونَ إِنَّ الشَّأْمَ يَقْتُلُ أَهْلَهُ، ... فَمَنْ ليَ إِنْ لَمْ آتِهِ بخُلُودِ؟
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي: الشأْم مُذَكَّرٌ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، وأَجاز تأْنيثه فِي الشِّعْرِ، ذُكِرَ ذَلِكَ فِي بَابِ الْهِجَاءِ مِنَ الْحَمَاسَةِ، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ الشَّآمُ لُغَةً فِي الشَّأْمِ؛ قَالَ الْمَجْنُونُ:
وخُبِّرْتُ لَيْلى بالشَّآمِ مَريضةً، ... فأَقْبَلْتُ مِنْ مِصْرٍ إِليها أَعُودُها
وَقَالَ آخَرُ:
أَتَتْنا قُرَيشٌ قَضَّها بقَضِيضِها، ... وأَهْلُ الشَّآمِ والحجازِ تَقَصَّفُ
وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَزْمانُ سَلْمَى لَا يَرى مِثْلَها الرّاؤُونَ ... فِي شَأْمٍ وَلَا فِي عِراق
إِنما نَكَّره لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ شَأْماً، كَمَا احْتَاجَ إِلى تَنْكِيرِ الْعِرَاقِ، فَجَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عِرَاقًا، وَهِيَ الشَّآمُ، وَالنَّسَبُ إِليها شامِيٌّ، وشَآمٍ عَلَى فَعالٍ وَلَا تَقُلْ شَأْمٍ، وَمَا جَاءَ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ فَمَحْمُولٌ عَلَى أَنه اقْتَصَرَ مِنَ النِّسْبَةِ عَلَى ذِكْرِ الْبَلَدَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ شآمٍ فِي النِّسْبَةِ قَوْلُ أَبي الدَّرْدَاءِ مَيْسَرَةَ:
فهاتيكَ النُّجومُ، وهُنَّ خُرْسٌ، ... يَنُحْنَ عَلَى مُعاويةَ الشَّآمِ
وامرأَة شآميَّةٌ وشآمِيَةٌ مُخَفَّفَةُ الْيَاءِ. والمَشْأَمةُ: المَيسَرة، وَكَذَلِكَ الشَّأْمَةُ، وأَشْأَمَ الرجلُ والقومُ: أَتَوا الشأْمَ أَو ذَهَبُوا إِليها؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:
سَمِعتْ بِنَا قِيلَ الوُشاةِ، فأَصْبَحَتْ ... صَرَمَتْ حِبالَكَ فِي الخَلِيط المُشْئِم
وتَشَأَّم الرجلُ: انْتَسَبَ إِلى الشأْم مِثْلُ تَقَيَّس وتَكَوَّف. ويامِنْ بأَصحابك أَي خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً، وشائِمْ بأَصحابك خُذْ بِهِمْ شأْمَةً أَي ذاتَ الشِّمَالِ أَو خُذْ بِهِمْ إِلى الشأْم، وَلَا يُقَالُ تَيامَنْ بِهِمْ. وَيُقَالُ: قَعَدَ فلانٌ يَمْنَةً وَقَعَدَ فُلَانٌ شأْمةً ونظرتُ يَمْنَة وشأْمَةً. وَيُقَالُ: شَأَمْتُ القومَ أَي يَسَرْتُهم. وَيُقَالُ: تشاءَم أَخَذَ ناحِيةَ الشَّأْم، فإِذا أَردْتَ خُذْ نَاحِيَةَ الشأْم قلتَ شائِمْ، فإِذا أَردت أَتَى الشأْم قُلْتَ أَشْأَم، وَكَذَلِكَ أَيْمَنَ إِذا أَتَى اليَمَنَ، وتَيامَنَ إِذا أَخذ اليَمَن، ويامَنَ إِذا أَخذ نَاحِيَةَ اليَمَن. والشِّئْمَةُ. مهموزَةً: الطبيعةُ؛ حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ واللحياني، وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: قَدْ هَمَزَ بَعْضُهُمُ الشِّئمة وَلَمْ يُعَلِّلْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالَّذِي عِنْدِي فِيهِ أَن هَمْزَهُ نَادِرٌ لأَنه لَيْسَ هُنَالِكَ مَا يُوجِبُهُ، وَذَكَرَ ابْنُ الأَثير فِي شأْم قَالَ: وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ الحَنْظَلِيَّة: حَتَّى تَكُونُوا كأَنَّكم شأْمةٌ فِي النَّاسِ
؛ قَالَ: الشأْمة الخالُ فِي الجَسد معروفة، أَراد كونوا في أَحسن زِيٍّ وَهَيْئَةٍ حَتَّى تَظْهَروا لِلنَّاسِ وَيَنْظُرُوا إِليكم، كَمَا تَظْهَرُ الشأْمة ويُنظر إِليها دُونَ بَاقِي الْجَسَدِ.
شبم: الشَّبَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: البَرْدُ. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّبَمُ بَرْدُ الْمَاءِ. يُقَالُ: ماءٌ شَبِمٌ وَمَطَرٌ شَبِمٌ وغَداةٌ ذاتُ شَبَمٍ، وَقَدْ شَبِمَ الماءُ بِالْكَسْرِ، فَهُوَ شَبِمٌ. وَمَاءٌ شَبِمٌ: بَارِدٌ. وَفِي حَدِيثِ
جَرِيرٍ: خيرُ الْمَاءِ الشَّبِمُ
أَي الْبَارِدُ، وَيُرْوَى بِالسِّينِ وَالنُّونِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَفِي زَوَاجِ فَاطِمَةَ، عَلَيْهَا السَّلَامُ: دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَداةٍ شَبِمَةٍ
؛ وَفِي