للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد والرَّشَد والحُزْن والحَزَن. ورجلٌ عَديمٌ: لَا عقلَ لَهُ. وأَعدَمَني الشيءُ: لَمْ أَجِدْه؛ قَالَ لَبِيدٍ:

ولقَدْ أَغْدُو، وَمَا يَعْدِمُني ... صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل

يَعْنِي فَرَسًا أَي مَا يَفْقِدُني فَرَسِي، يَقُولُ: لَيْسَ مَعِي أَحدٌ غيرُ نَفْسي وفرَسي، والمُحتَبلُ: مَوْضِعُ الْحَبْلِ فَوْقَ العُرْقوب، وطولُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عيْبٌ، وَمَا يُعْدِمُني أَي لَا أَعدَمُه. وَمَا يَعْدَمُني هَذَا الأَمرُ أَي مَا يَعْدُوني. وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افْتَقَرَ وَصَارَ ذَا عُدْمٍ؛ عَنْ كُرَاعٍ، فَهُوَ عَديمٌ ومُعدِمٌ لَا مالَ لَهُ، قَالَ: وَنَظِيرُهُ أَحضَر الرجلُ إِحْضَارًا وحُضْراً، وأَيسَرَ إِيسَارًا ويُسْراً، وأَعسَرَ إِعْسَارًا وعُسْراً، وأَنذَرَ إِنْذَارًا ونُذْراً، وأَقبَلَ إِقْبَالًا وقُبْلًا، وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً، وأَفحَشَ إِفْحَاشًا وفُحْشاً، وأَهجَرَ إِهْجَارًا وهُجْراً، وأَنْكَرَ إِنْكَارًا ونُكْراً؛ قَالَ: وَقِيلَ بَلِ الفُعْلُ مِنْ ذَلِكَ كلِّه الاسمُ والإِفعالُ الْمَصْدَرِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَن فُعْلًا لَيْسَ مَصْدَرَ أَفعَل. والعَديمُ: الْفَقِيرُ الَّذِي لَا مالَ لَهُ، وَجَمْعُهُ عُدَماء. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ وَلَا ظَلومٍ

؛ العَديمُ: الَّذِي لَا شَيْءَ عِنْدَهُ، فعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ. وأَعدَمَه: مَنَعه. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِحَبِيبِهِ: عَدِمْتُ فَقْدَك وَلَا عَدِمتُ فضلَك وَلَا أَعدَمني اللَّهُ فضلَك أَي لَا أَذهبَ عَنِّي فضلَك. وَيُقَالُ: عَدِمتُ فُلَانًا وأَعدَمنِيه اللهُ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ فِي مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ:

وليسَ مانِعَ ذِي قُرْبى وَلَا رَحِمٍ، ... يَوْماً، وَلَا مُعْدِماً مِنْ خابِطٍ وَرَقا

قَالَ: مَعْنَاهُ أَنه لَا يَفْتَقِرُ مِنْ سائلٍ يَسْأَلُهُ مَالَهُ فَيَكُونُ كخابطٍ وَرَقاً؛ قَالَ الأَزهري: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَعْنَاهُ وَلَا مَانِعًا مِنْ خابطٍ وَرَقاً أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لعَدِيمُ المعروفِ وَإِنَّهَا لعديمةُ الْمَعْرُوفِ؛ وأَنشد

إِنِّي وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ، ... عِنْدَ الجَزورِ، عَدِيمةَ المَعْروفِ

وَيُقَالُ: فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إِذَا كَانَ مَجْدوداً يكسِبُ مَا يُحْرَمُه غيرُه. وَيُقَالُ: هُوَ آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم لِلْمَعْدُومِ وأَعْطاكم لِلْمَحْرُومِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ ذِئْبًا:

كَسُوب لَهُ المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ، ... مُحالِفُه الإِقْتارُ مَا يتمَوَّلُ

أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه وَلَا يتموَّلُ. وَفِي حَدِيثِ المَبْعث:

قَالَتْ لَهُ خديجةُ كَلَّا إِنَّكَ تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَ

؛ هُوَ مِنَ المَجْدُودِ الَّذِي يَكْسِبُ مَا يُحْرَمُه غيرُه، وَقِيلَ: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ المعدومَ الَّذِي لَا يَجِدونَه مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: أَرادت بِالْمَعْدُومِ الفقيرَ الَّذِي صارَ مِنْ شدَّة حَاجَتِهِ كَالْمَعْدُومِ نفْسِه، فَيَكُونُ تَكْسِبُ عَلَى التأْويل الأَولِ متعدِّياً إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ هُوَ المعدومُ، كَقَوْلِكَ كَسَبْتُ مَالًا، وَعَلَى التأْويل الثَّانِي وَالثَّالِثِ يَكُونُ متعدِّياً إِلَى مَفْعُولَيْنِ؛ تَقُولُ: كَسَبْتُ زيداً مَالًا أَي أَعطيتُه، فَمَعْنَى الثَّانِي تُعْطي الناسَ الشيءَ المعدومَ عِنْدَهُمْ فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ الأَول، وَمَعْنَى الثَّالِثِ تُعْطِي الفقراءَ المالَ فَيَكُونُ المحذوفُ المفعولَ الثَّانِيَ. وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إِذَا حَمُقَ، فَهُوَ عَدِيمٌ أَحْمقُ. وأَرض عَدْماءُ: بيضاءُ. وشاةٌ عَدْماءُ: بَيْضَاءُ الرأْسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>