للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَسودُ أَو أَحْمرُ. وغرابٌ أَعْصَمُ: وفي أَحَدِ جَناحَيْه رِيشةٌ بَيْضَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي إِحْدى رِجْلَيْه بيضاءُ، وَقِيلَ: هُوَ الأَبيضُ. والغرابُ الأَعْصَمُ: الَّذِي فِي جَناحِه ريشةٌ بيضاءُ لأَن جَناح الطَّائِرِ بِمَنْزِلَةِ اليدِ لَهُ، وَيُقَالُ هَذَا كَقَوْلِهِمْ الأَبْلَق الْعَقُوقِ وبَيْض الأَنُوق لِكُلِّ شَيْءٍ يَعِزُّ وُجودُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

المرأَة الصالحةُ كالغُرابِ الأَعْصَم، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الغُرابُ الأَعْصَمُ؟ قَالَ: الَّذِي إحْدى رِجْلَيْه بَيْضاء

؛ يَقُولُ: إِنَّهَا عزيزةٌ لَا تُوجَد كَمَا لَا يُوجَد الغُراب الأَعْصَم. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّهُ ذَكَر النِّساءَ المُخْتالاتِ المُتبرِّجاتِ فَقَالَ: لَا يدخلُ الجنَّةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغُرابِ الأَعْصم

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ الأَبْيضُ الجَناحين، وَقِيلَ: الأَبيض الرِّجْلين، أَرَادَ قِلَّةَ مَنْ يَدْخُلُ الجنةَ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ الأَزهري: قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْغُرَابُ الأَعْصمُ هُوَ الأَبيضُ الْيَدَيْنِ، وَمِنْهُ قِيلَ للوُعول عُصْم، والأُنثى مِنْهُنَّ عَصْماء، وَالذَّكَرُ أَعْصَمُ، لِبَيَاضٍ فِي أَيْدِيهَا، قَالَ: وَهَذَا الْوَصْفُ فِي الغِرْبانِ عزيزٌ لَا يَكَادُ يُوجد، وَإِنَّمَا أَرْجُلُها حُمْرٌ، قَالَ: وَأَمَّا هَذَا الأَبْيضُ البطنِ والظَّهْرِ فَهُوَ الأَبْقعُ، وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

عائِشةُ فِي النِّساء كالغُرابِ الأَعْصَمِ فِي الغربْان

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَأَصْلُ العُصْمة البَياضُ يكونُ فِي يَدَي الفَرسِ والظَّبْي والوَعِل. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يدخلُ الجنةَ منهنَّ إِلَّا مِثْلُ الغرابِ الأَعْصم

، فِيمَا رَدَّ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ وَقَالَ: اضْطَرَبَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدٍ لأَنه زَعَمَ أَنَّ الأَعْصمَ هُوَ الأَبيضُ الْيَدَيْنِ، ثُمَّ قَالَ بعدُ: وَهَذَا الْوَصْفُ فِي الغِرْبان عزيزٌ لَا يَكَادُ يُوجَدُ، وَإِنَّمَا أَرْجلُها حمرٌ، فَذَكَرَ مَرَّةً الْيَدَيْنِ وَمَرَّةً الأَرْجُلَ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ هَذَا الْحَرْفُ مفسَّراً فِي خَبَرٍ آخرَ رَوَاهُ

عَنْ خُزَيْمَةَ، قَالَ: بَيْنا نحنُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فعَدَلَ وعَدَلْنا معَه حَتَّى دخلْنا شِعْباً فَإِذَا نحنُ بِغرْبانٍ وَفِيهَا غُرابٌ أعْصمُ أحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلَين، فَقَالَ عَمْروٌ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يدخلُ الجنةَ منَ النساءِ إلَّا قَدْرُ هَذَا الغُرابِ فِي هَؤُلَاءِ الغِربْان

؛ قَالَ الأَزهري: فَقَدْ بَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلُ

النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إِلَّا مِثْلُ الغُراب الأَعْصم

، أَنَّهُ أَرَادَ أحمرَ الرِّجْلَين لقِلَّتِه فِي الغِربانِ، لأَن أكثرَ الغِرْبان السُّودُ والبُقْعُ. وَرُوِيَ

عَنِ ابْنِ شُمَيْلٍ أَنَّهُ قَالَ: الغُرابُ الأَعْصمُ الأَبيضُ الْجَنَاحَيْنِ

، وَالصَّوَابُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ المُفسِّر، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ البياضَ حُمْرةً فَيَقُولُونَ للمرأَة الْبَيْضَاءِ اللَّوْنِ حَمْراء، وَلِذَلِكَ قِيلَ للأَعاجم حُمْر لِغَلَبَةِ الْبَيَاضِ عَلَى أَلوانهم، وَأَمَّا العُصْمةُ فَهِيَ البياضُ بِذِراعِ الغَزالِ والوَعِلِ. يُقَالُ: أَعْصَمُ بَيِّن العَصَمِ، وَالِاسْمُ العُصْمةُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: العُصْمةُ مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ فِي الْيَدَيْنِ، وَمِنَ الغُرابِ فِي السَّاقَيْن، وَقَدْ تَكُونُ العُصْمة فِي الْخَيْلِ؛ قَالَ غَيْلان الرَّبَعيّ:

قَدْ لَحِقَتُ عُصْمَتُها بالأَطْباء ... مِنْ شِدّةِ الرَّكْضِ وخَلْج الأَنْساء

أَرَادَ موضعَ عُصْمتِها. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي العُصْمةِ فِي الْخَيْلِ قَالَ: إِذَا كَانَ البياضُ بِيَدَيْهِ دونَ رِجْلَيْه فَهُوَ أَعْصمُ، فَإِذَا كَانَ بإحْدى يَدَيْهِ دُونَ الأُخرى قَلَّ أَوْ كثُرَ قِيلَ: أَعْصمُ اليُمنى أَوِ الْيُسْرَى، وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَعْصمُ الَّذِي يُصِيبُ الْبَيَاضُ إحْدى يَدَيْهِ فَوْقَ الرُّسْغ، وَقَالَ الأَصمعي: إِذَا ابْيضَّت اليدُ فَهُوَ أَعْصمُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: العُصْمةُ بَياضٌ فِي الرُّسْغ، وَإِذَا كَانَ بإحْدى يَدَي الفرَس بَياضٌ قلَّ أَوْ كثُرَ فَهُوَ أَعْصمُ اليُمْنى أَوِ اليُسْرى، وَإِنْ كَانَ بِيَدَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>