للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمَعاقِمُ: فِقَرٌ بَيْنَ الفَريدة والعَجْب فِي مُؤخَّر الصُّلب؛ قَالَ خُفافٌ:

وخَيْلٍ تَنادَى لَا هَوادَةَ بَيْنها، ... شَهِدْتُ بمَدْلوك المَعاقِمِ مُحْنِقِ

أَيْ لَيْسَ برَهِلٍ. والاعْتقامُ: الدُّخول فِي الأَمر. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ حِينَ ذَكَرَ الْقِيَامَةَ وأَنّ اللهَ يَظهر للخَلْق قَالَ: فيَخِرُّ الْمُسْلِمُونَ سُجوداً لربِّ الْعَالَمِينَ وتُعْقَمُ أصلابُ الْمُنَافِقِينَ

، وَقِيلَ:

الْمُشْرِكِينَ

، فَلَا يَسجدون أَيْ تَيْبَس مَفاصِلُهم وَتَصِيرُ مَشدودةً، فَتَبْقَى أصلابُهم طَبَقاً وَاحِدًا أَيْ تُعْقَد ويدخلُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ السُّجُودَ. وَيُقَالُ: عُقِمَتْ مَفاصِلُ يَدَيه ورجليْه إِذَا يَبِستْ. والمَعاقِمُ: الْمَفَاصِلُ. والمَعاقِمُ مِنَ الْخَيْلِ: الْمَفَاصِلُ، واحدُها مَعْقِمٌ، فالرُّسْغ عِنْدَ الْحَافِرِ مَعْقِمٌ، والرُّكْبة مَعْقِم، والعُرْقوب مَعْقِم، وسُمِّيت الْمَفَاصِلُ مَعاقِمَ لأَن بَعْضَهَا مُنْطبقٌ عَلَى بَعْضٍ. والاعتِقام: أَنْ يَحْفِروا الْبِئْرَ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنَ الْمَاءِ حَفَروا بِئْرًا صَغِيرَةً فِي وَسَطها حَتَّى يَصِلوا إِلَى الْمَاءِ فيَذُوقوه، فَإِنْ كَانَ عَذْباً وَسَّعوها وحفَروا بقيَّتَها، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَذْباً تَرَكُوهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ يَصِفُ ثَوْرًا:

بسَلْهَبَيْنِ فوْقَ أنْفٍ أذلَفا، ... إِذَا انتَحى مُعْتَقِماً أَوْ لجَّفا

أَيْ بقَرْنَين طَوِيلَيْنِ أَيْ عَوَّجَ جِرابَ الْبِئْرِ يَمْنةً ويَسْرة. والاعتِقامُ: المُضِيُّ فِي الْحَفْرِ سُفْلًا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ويأْتي يَعْتَقِمُ بِمَعْنَى يَقهَر؛ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ:

يَعْتَقِمُ الأَجدالَ والخُصوما

وَقَوْلُ الشَّاعِرِ رَبِيعَةُ بْنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ:

وماءٍ آجِنِ الجَمَّاتِ قَفْرٍ ... تَعَقَّمُ فِي جَوانِبه السِّباعُ

أَيْ تحْتَفِر، وَيُقَالُ: ترَدَّدُ. وعاقَمْت فُلَانًا إِذَا خاصمْته. والعَقْمُ: المِرْطُ الأَحمر، وَقِيلَ: هُوَ كلُّ ثَوْبٍ أَحْمَرَ. والعَقْمُ: ضرْب مِنَ الوَشْي، الْوَاحِدَةُ عَقْمةٌ وَيُقَالُ عِقْمة؛ وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِعَلْقَمَةَ بْنِ عبَدة:

عَقْماً ورَقْماً يَكادُ الطيرُ يَتْبَعُه، ... كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدمُومُ

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: العقْمةُ ضرْبٌ مِنْ ثِيَابِ الْهَوَادِجِ مُوَشّىً، قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هِيَ ضُروب مِنَ اللَّبَنِ بيضٌ وحُمْر، وَقِيلَ: العِقْمة جَمْعُ عَقْمٍ كشَيخٍ وشِيخةٍ، وَإِنَّمَا قِيلَ للوَشْي عِقْمة لأَن الصَّانِعَ كَانَ يعمَلُ، فَإِذَا أَراد أَنْ يَشِيَ بِغَيْرِ ذَلِكَ اللَّوْنِ لَواه فأَغمَضه وأَظهر مَا يُريد عَمَلَهُ. وَكَلَامٌ عُقْمِيٌّ: قديمٌ قَدْ دَرَسَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. والعُقِمِيُّ مِنَ الْكَلَامِ: غريبُ الْغَرِيبِ والعُقْمِيُّ [العِقْمِيُ]: كَلَامٌ عَقيم لَا يُشتقُّ مِنْهُ فِعْل. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَعالِمٌ بعُقْمِيِّ الكلام وعُقْبيّ الْكَلَامِ وَهُوَ غَامِضُ الْكَلَامِ الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ، وَهُوَ مِثْلُ النَّوَادِرِ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: سأَلت رَجُلًا مِنْ هُذَيل عَنْ حَرْفٍ غَرِيبٍ فَقَالَ: هَذَا كَلَامٌ عُقْمِيٌّ، يَعْنِي أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُعرَفُ اليومَ، وَقِيلَ: عُقْمِيُّ الْكَلَامِ أَيْ قديمُ الْكَلَامِ. وكلامٌ عُقْمِيٌّ وعِقْمِيٌّ أَي غامضٌ. والعُقْميُّ: الرجلُ القديمُ «١» الكرمِ والشرفِ. والتَّعاقُمُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعدَ مرةٍ، وَقِيلَ: الْمِيمَ فِيهِ بَدَلٌ مِنَ بَاءِ التعاقُبِ. والمَعْقِمُ أَيضاً: عُقْدَةٌ في التِّبْن.


(١). قوله [والعقميّ الرجل القديم إلخ] ضبط في الأَصل بالضم وبه صرح في القاموس، وضبط في التهذيب والتكملة بالفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>