الأَعرابي؛ وأَنشد:
وأَنتُم قَبيلةٌ مِنْ يَوْأَمْ، ... جَاءَتْ بِكُمْ سَفينةٌ مِنَ اليَمْ
أَراد مِنْ يوأَمٍ واليمِّ فخفَّف، وَقَوْلُهُ مِنْ يَوْأَم أَي أَنكم سُودانٌ فخَلْقُكم مُشَوَّهٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحُكِيَ حَمْزَةُ عَنْ يَعْقُوبَ أَنه يقال للبُعْد ابن يَوْأَمٍ؛ وأَنشد:
وإِنَّ الَّذِي كَلَّفْتَني أَن أَرُدَّه ... مَعَ ابْنِ عِبادٍ، أَو بأَرضِ ابْنِ يَوْأَما
عَلَى كُلِّ نَأْيِ المَحْزِمَيْنِ، تَرَى لَهُ ... شَراسِيفَ تَغْتالُ الوَضِينَ المُسمَّما
وتم: الوَتْمةُ: السَّيْرُ الشَّدِيدُ.
وثم: التَّهْذِيبُ: الْفَرَّاءُ: الوَثْمُ الضَّرْبُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الدّقُّ والكَسرُ. والمَطرُ يَثِمُ الأَرض وَثْماً: يَضْرِبُها؛ قَالَ طَرَفَةُ:
جَعَلَتْه حَمَّ كَلْكَلِها، ... لِرَبيعٍ، دِيمة تَثِمُهْ
فأَما قَوْلُهُ:
فسقَى بلادَك، غيرَ مُفْسِدِها، ... صَوبُ الرَّبيع ودِيمةٌ تَثِم
فإِنه عَلَى إِرادة التعدِّي، أَرادَ تَثِمُها فَحَذَفَ، وَمَعْنَاهُ أَي تُؤَثِّرُ فِي الأَرض. وَوَثَمَتِ الحِجارةُ رِجْلَه وَثْماً ووِثَاماً: أَدْمَتْه. وَقَالَ الْمُزَنِيُّ: وَجَدْتُ كَلأً كَثِيفاً وَثِيمَةً؛ قَالَ: الوَثِيمَةُ جماعةٌ مِنَ الحَشِيش أَو الطعامِ. يُقَالُ: ثِمْ لَهَا أَي اجْمَعْ لَهَا. والوَثِيمُ: المُكتنزُ اللحمِ، وَقَدْ وَثُمَ يَوْثُمُ وثَامةً. وَيُقَالُ: وَثَمَ الفرسُ الحجارةَ بحافِره يَثِمُها وَثْماً إِذا كسَرها. ووَثَمَ الشيءَ وَثْماً: كسَره ودَقَّه. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه كَانَ لَا يَثِمُ التَّكْبيرَ
أَي لَا يكسِره بَلْ يأْتي بِهِ تَامًّا. والوَثْمُ الكسرُ والدَّقُّ أَي يُتِمُّ لَفْظه عَلَى جِهَةِ التَّعْظِيمِ مَعَ مُطابَقةِ اللِّسانِ والقلبِ. ووَثَمَ الفرسُ الأَرضَ بحافِره وَثْماً وثِمَةً: رَجَمَها ودَقَّها، وَكَذَلِكَ وَثْمُ الْحِجَارَةِ. والمُوَاثَمَةُ في العَدْوِ: والمُضابَرةُ كأَنه يَرْمِي بِنَفْسِهِ؛ وأَنشد:
وَفِي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُوَاثِمُ
وَوَثَمَ يَثِمُ أَي عَدا. وخُفٌّ مِيثَمٌ: شديدُ الوطءِ، وكأَنه يَثِمُ الأَرضَ أَي يَدُقُّها؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
خَطَّارة، غِبَّ السُّرى، ... زَيَّافةٌ، تَطِسُ الإِكامَ بِكُلٍّ خُفٍّ مِيثَمِ
ابْنُ السِّكِّيتِ: الوَثِيمَةُ الجماعةُ مِنَ الْحَشِيشِ أَو الطعامِ. وَقَوْلُهُمْ: لَا وَالَّذِي أَخرجَ النارَ مِنَ الوَثِيمَةِ أَي مِنَ الصَّخْرَةِ. والوَثِيمَةُ: الحجرُ، وَقِيلَ: الْحَجَرُ الْمَكْسُورُ. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: أَنه سَمِعَ رَجُلًا يَحْلِف لِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: وَالَّذِي أَخْرج العَذْقَ مِنَ الجَرِيمَةِ والنارَ مِنَ الوَثِيمَةِ؛ والجَريمةُ: النَّوَاةُ؛ وَقَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: الجَريمةُ التَّمْرةُ لأَنها مَجْرُومَةٌ مِنَ النَّخْلَةِ فسَمَّى النَّواةَ جَريمةً بِاسْمِ سبَبِها لأَن النَّواةَ، مِنَ الجَريمة، والوَثِيمَةُ: حجرُ القَدَّاحة، قَالَ وَذَكَرَ ابْنُ سِيدَهْ قَالَ: الوَثِيمَةُ الحجارةُ، يَكُونُ فِي مَعْنَى فاعِلةٍ لأَنها تَثِمُ، وَفِي مَعْنَى مَفْعُولَةٍ لأَنها تُوثَم. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ: أَنَّ أَوْسَ بْنَ حَارِثَةَ عاشَ دَهْراً وَلَيْسَ لَهُ ولدٌ إِلا مالِك، وَكَانَ لأَخيه الخَزْرَج خمسةُ أَولاد: عُمر وعَوْفٌ وجُشَمٌ والحرث وكعْب، فَلَمَّا حَضَرَهُ الموتُ قَالَ لَهُ قومُه: قَدْ كُنَّا نأْمرُك بِالتَّزْوِيجِ فِي شَبَابِكَ حَتَّى حَضَرَكَ الْمَوْتُ، فَقَالَ أَوْسٌ: لَمْ يَهْلِكْ هالِك، مَن ترَك مالِك، وإِن كَانَ الخَزْرَجُ ذَا عَدَدٍ، وَلَيْسَ لِمالكٍ، وَلَد، فلعلَّ الَّذِي اسْتَخْرَجَ النَّخْلَةَ مِنَ الْجَرِيمَةِ، والنارَ مِنَ الوَثِيمة، أَن يجعلَ لمالكٍ نَسْلًا، ورجالًا بُسْلًا.