للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحَمامُ هُوَ البرِّي الَّذِي لَا يأْلفُ الْبُيُوتَ. وَقِيلَ: اليَمَامُ الْبَرِّيُّ مِنَ الحَمام الَّذِي لَا طَوْقَ لَهُ. والحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي والفاخِتَةِ؛ وَلِمَا فَسَّرَ ابْنُ دُرَيْدٍ قَوْلَهُ:

صُبَّة كاليَمَامِ تَهْوي سِراعاً، ... وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ

قَالَ: اليَمَامُ طائرٌ، فَلَا أَدري أَعَنى هَذَا النوعَ مِنَ الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَمَامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الْوَاحِدَةُ يَمَامةٌ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تأْلفُ الْبُيُوتَ. واليَامُومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه مِنَ اليمامةِ، وَقِيلَ: فرخُ النَّعَامَةِ. وأَما التَّيَمُّمُ الَّذِي هُوَ التَّوَخِّي، فَالْيَاءُ فِيهِ بدلٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْجَوْهَرِيُّ: اليَمَامَةُ اسمُ جَارِيَةٍ زَرْقاء كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مسيرةِ ثَلَاثَةِ أَيام، يُقَالُ: أَبْصَرُ مِنْ زَرْقاء اليَمَامَةِ. واليَمَامَةُ: القَرْيَةُ الَّتِي قصَبتُها حَجْرٌ كَانَ اسمُها فِيمَا خَلَا جَوّاً، وَفِي الصِّحَاحِ: كَانَ اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت بِاسْمِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لِكَثْرَةِ مَا أُضيفَ إِليها، وَقِيلَ: جوُّ اليَمَامَة، والنِّسْبةُ إِلى اليمامةِ يَمَامِيٌّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرُ اليَمَامَةِ، وَهِيَ الصُّقْعُ الْمَعْرُوفُ شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليَمَامَة، قَالَ: وإِنما سُمِّي اليَمَامَةَ بِاسْمِ امرأَة كَانَتْ فِيهِ تسْكُنه اسْمُهَا يَمَامَة صُلِبَت عَلَى بَابِهِ. وقولُ الْعَرَبِ: اجتَمعت اليَمَامَةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثُمَّ حُذف الْمُضَافُ فأُنِّث الفعلُ فَصَارَ اجتمَعت اليمامةُ، ثُمَّ أُعيد الْمَحْذُوفُ فأُقرَّ التأْنيث الَّذِي هُوَ الْفَرْعُ بِذَاتِهِ، فَقِيلَ: اجْتَمَعَتْ أَهلُ اليمامةِ. وَقَالُوا: هُوَ يَمَامَتي ويَمَامِي كأَمامي. ابْنُ بَرِّيٍّ: ويَمَامَةُ كلِّ شَيْءٍ قَطَنُه، يُقَالُ: الْحَقْ بيَمَامَتِك؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمَامَتِي، ... وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي

يَنَمْ: اليَنَمَةُ: عُشبةٌ طَيِّبةٌ. واليَنَمَةُ: عشبةٌ إِذا رَعَتْها الماشيةُ كثُرَ رغوةُ أَلْبانها فِي قِلَّة. ابْنُ سِيدَهْ: اليَنَمَةُ نَبْتةٌ مِنْ أَحْرار الْبُقُولِ تَنْبت فِي السَّهل ودَكادِكِ الأَرض، لَهَا ورقٌ طِوالٌ لطافٌ محَدَّبُ الأَطرافِ، عَلَيْهِ وبَرٌ أَغْبَرُ كأَنه قِطَعَ الفِراءِ، وزَهْرَتُها مثلُ سُنْبلةِ الشَّعِيرِ وحبُّها صغيرٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اليَنَمةُ لَيْسَ لَهَا زهرٌ، وَفِيهَا حبٌّ كَثِيرٌ، يَسْمَن عَلَيْهَا الإِبلُ وَلَا تَغْزُرُ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: قَالَتِ اليَنَمَةُ أَنا اليَنَمه، أَغْبُقُ الصبيَّ بَعْدَ العَتَمه، وأَكُبُّ الثُّمالَ فَوْقَ الأَكَمَه؛ تَقُولُ: دَرِّي يُعَجّل لِلصَّبِيِّ وَذَلِكَ أَن الصَّبِيَّ لَا يَصْبر، وَالْجَمْعُ يَنَمٌ، قَالَ مُرَقِّش وَوَصَفَ ثورَ وَحْشٍ:

بَاتَ بغَيْثٍ مُعْشِبٍ نبْتُه، ... مُخْتَلِطٍ حُرْبُثُه واليَنَمْ

وَيُقَالُ: يَنَمَةٌ خذْواء إِذا استَرْخى وَرَقُهَا عِنْدَ تَمَامِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

أَعْجَبَها أَكْلُ الْبَعِيرِ اليَنَمَهْ

يُهِمُّ: اليَهْمَاءُ: مفازةٌ لَا مَاءَ فِيهَا وَلَا يُسْمع فِيهَا صوتٌ. وَقَالَ عُمارة: الفَلاة الَّتِي لَا مَاءَ فِيهَا وَلَا عَلَمَ فِيهَا وَلَا يُهتدَى لطُرُقِها؛ وَفِي حَدِيثِ

قُسٍّ:

كلُّ يَهْمَاء يَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا، ... أَرْقَلَتْها قِلاصُنا إِرْقالا

وَيُقَالُ لَهَا هَيْماء. وليلٌ أَيْهَمُ: لَا نجُومَ فِيهِ. واليَهْمَاء: فلاةٌ مَلْساء لَيْسَ بِهَا نبتٌ. والأَيْهَمُ: البلدُ الَّذِي لَا عَلَم بِهِ. واليَهْمَاءُ: العَمْياء، سُمِّيَتْ بِهِ لِعَمَى مَن يَسْلُكها كَمَا قِيلَ للسَّيْلِ وَالْبَعِيرِ الْهَائِجِ

<<  <  ج: ص:  >  >>