للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والظَّعْنُ: سَيْرُ الْبَادِيَةِ لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ مِنْ مَاءٍ إِلى مَاءٍ أَو مِنْ بَلَدٍ إِلى بَلَدٍ؛ وَقَدْ يُقَالُ لِكُلِّ شَاخِصٍ لِسَفَرٍ فِي حَجٍّ أَو غَزْوٍ أَو مَسير مِنْ مَدِينَةٍ إِلى أُخرى ظاعِنٌ، وَهُوَ ضِدُّ الخافِضِ، وَيُقَالُ: أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم؟ والظُّعْنة: السَّفْرَة الْقَصِيرَةُ. والظَّعِينَة: الْجُمَلُ يُظْعَنُ عَلَيْهِ. والظَّعِينة: الهَوْدج تَكُونُ فِيهِ المرأَة، وَقِيلَ: هُوَ الْهَوْدَجُ، كَانَتْ فِيهِ أَو لَمْ تَكُنْ. والظَّعِينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، سُمِّيَتْ بِهِ عَلَى حَدِّ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِاسْمِ الشَّيْءِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مَعَ زَوْجِهَا وَتُقِيمُ بإِقامته كَالْجَلِيسَةِ، وَلَا تُسَمَّى ظَعِينَة إِلا وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ. وَعَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: كُلُّ امرأَة ظَعِينَةٌ فِي هَوْدَجٍ أَو غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ؛ الأَخيرتان جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:

لَهُمْ ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ، ... كَمَا يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ

وَقِيلَ: كُلُّ بَعِيرٍ يُوَطَّأُ لِلنِّسَاءِ فَهُوَ ظَعِينة، وإِنما سُمِّيَتِ النِّسَاءُ ظَعَائِن لأَنَّهنَّ يَكُنَّ فِي الهَوْادج. يُقَالُ: هِيَ ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته وعِرْسه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الظَّعِينة الجَمَل الَّذِي يُرْكَب، وَتُسَمَّى المرأَة ظَعينة لأَنها تَرْكَبُهُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَا يُقَالُ حُمُول وَلَا ظُعُنٌ إِلَّا للإِبل الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَو لَمْ يَكُنْ. والظَّعينة: المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، وإِذا لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَيْسَتْ بظَعِينة؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثوم:

قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينا، ... نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا

قَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَصل فِي الظَّعِينَةِ المرأَة تَكُونُ فِي هَوْدَجها، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى سَمَّوْا زَوْجَةَ الرَّجُلِ ظَعِينة. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَكثر مَا يُقَالُ الظَّعينة للمرأَة الرَّاكِبَةِ؛ وأَنشد قَوْلَهُ:

تَبَصَّرْ خلِيلي، هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائنٍ ... لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ؟

قَالَ: شَبَّهَ الْجِمَالَ عَلَيْهَا هَوَادِجُ النِّسَاءِ بِالنَّخِيلِ. وَفِي حَدِيثِ حُنين:

فإِذا بهَوازِنَ عَلَى بَكْرَةِ آبَائِهِمْ بظُعُنِهم وَشَائِهِمْ ونَعَمِهم

؛ الظُّعُنُ: النِّسَاءُ، وَاحِدَتُهَا ظَعينة؛ قَالَ: وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ الَّتِي يُرْحَلُ ويُظْعَنُ عَلَيْهَا أَي يُسارُ، وَقِيلَ: الظَّعِينة المرأَة فِي الْهَوْدَجِ، ثُمَّ قِيلَ لِلْهَوْدَجِ بِلَا امرأَة وللمرأَة بِلَا هَوْدَجٍ ظَعينة. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه أَعطى حَلِيمَةَ السَّعْدِيَّةَ بَعِيرًا مُوَقَّعاً للظَّعينة

أَي لِلْهَوْدَجِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر: لَيْسَ فِي جَمَل ظَعِينَةٍ صدقةٌ

؛ إِن رُوِيَ بالإِضافة فالظَّعينة المرأَة، وإِن رُوِيَ بِالتَّنْوِينِ فَهُوَ الْجَمَلُ الَّذِي يُظْعَنُ عَلَيْهِ، والتاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ. واظَّعَنَتِ المرأَة الْبَعِيرَ: رَكِبَتْهُ. وَهَذَا بَعِيرٌ تَظَّعِنُه المرأَة أَي تَرْكَبُهُ فِي سَفَرِهَا وَفِي يَوْمِ ظَعْنِها، وَهِيَ تَفْتَعِلُه. والظَّعُون مِنَ الإِبل: الَّذِي تَرْكَبُهُ المرأَة خَاصَّةً، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عَلَيْهِ. والظِّعَانُ والظَّعُون: الحَبْل يُشَدُّ بِهِ الْهَوْدَجُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يُشَدُّ بِهِ الْحِمْلُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَهُ عُنُقٌ تُلْوَى بِمَا وُصِلَتْ به، ... ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِلنَّابِغَةِ:

أَثَرْتُ الغَيَّ ثُمَّ نَزَعْت عَنْهُ، ... كَمَا حادَ الأَزَبُّ عَنِ الظِّعَانِ

والظَعُنُ والظَّعَنُ: الظّاعِنُون، فالظُّعُن جَمْعُ ظاعِنٍ، والظَّعَنُ اسْمُ الْجَمْعِ؛ فأَما قَوْلُهُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>