للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَهُوَ أَن يتعسَّف الكلامَ وَلَا يتأَنى. يُقَالُ: عَهَنتُ عَلَى كَذَا وَكَذَا أَعْهُنُ؛ الْمَعْنَى أَي أُثَبِّي مِنْهُ مَعْرِفَةً؛ وَيُقَالُ: أُثبِّي أُثْبِتُ مِنْ قَوْلِ لَبِيدٌ:

يُثَبِّي ثَناءً مِنْ كريمٍ

. وَقَوْلُهُ:

أَلا انْعَمْ عَلَى حُسْنِ التَّحيَّة واشْرب

. وعَهَنَ مِنْهُ خَيْرٌ يَعْهُنُ عُهوناً: خَرَجَ، وَقِيلَ: كُلُّ خَارِجٍ عاهِنٌ. والعِهْنة: بَقْلَةٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعِهْنة مِنْ ذُكُورِ البَقْل. قَالَ الأَزهري: ورأَيت فِي الْبَادِيَةِ شَجَرَةً لَهَا وَرْدَةٌ حَمْرَاءُ يُسَمُّونَهَا العِهْنة. وعُهَيْنة: قَبِيلَةٌ دَرَجَتْ. وعاهِنٌ: وَادٍ مَعْرُوفٌ. وعاهانُ بْنُ كَعْبٍ: مِنْ شُعَرَائِهِمْ، فِيمَنْ أَخذه مِنَ العِهْن، وَمَنْ أَخذه مِنَ الْعَاهَةِ فَبَابُهُ غير هذا الباب.

عون: العَوْنُ: الظَّهير عَلَى الأَمر، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ فِيهِ سَوَاءٌ، وَقَدْ حُكِيَ فِي تَكْسِيرِهِ أَعْوان، وَالْعَرَبُ تَقُولُ إِذَا جاءَتْ السَّنة: جَاءَ مَعَهَا أَعْوانها؛ يَعْنون بِالسَّنَةِ الجَدْبَ، وبالأَعوان الْجَرَادَ والذِّئاب والأَمراض، والعَوِينُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ. أَبو عَمْرٍو: العَوينُ الأَعْوانُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَمِثْلُهُ طَسيسٌ جَمْعُ طَسٍّ. وَتَقُولُ: أَعَنْتُه إِعَانَةً واسْتَعَنْتُه واستَعَنْتُ بِهِ فأَعانَني، وإنِما أُعِلَّ اسْتَعانَ وإِن لَمْ يَكُنْ تَحْتَهُ ثُلَاثِيٌّ مُعْتَلٌّ، أَعني أَنه لَا يُقَالُ عانَ يَعُونُ كَقام يَقُومُ لأَنه، وَإِنْ لَمْ يُنْطَق بثُلاثِيِّه، فإِنه فِي حُكْمِ الْمَنْطُوقِ بِهِ، وَعَلَيْهِ جاءَ أَعانَ يُعِين، وَقَدْ شَاعَ الإِعلال فِي هَذَا الأَصل، فَلَمَّا اطَّرَدَ الإِعلال فِي جَمِيعِ ذَلِكَ دَلَّ أَن ثُلَاثِيَّهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعْمَلًا فإِنه فِي حُكْمِ ذَلِكَ، والإِسم العَوْن والمَعانة والمَعُونة والمَعْوُنة والمَعُون؛ قَالَ الأَزهري: والمَعُونة مَفْعُلة فِي قِيَاسِ مَنْ جَعَلَهُ مِنَ العَوْن؛ وَقَالَ ناسٌ: هِيَ فَعُولة مِنَ الماعُون، وَالْمَاعُونُ فَاعُولٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ مِنَ النَّحْوِيِّينَ: المَعُونة مَفْعُلة مِنَ العَوْن مِثْلُ المَغُوثة مِنَ الغَوْث، وَالْمَضُوفَةُ مِنْ أَضافَ إِذَا أَشفق، والمَشُورة مِنْ أَشارَ يُشير، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْهَاءَ فَيَقُولُ مَعُونٌ، وَهُوَ شَاذٌّ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَفْعُل بِغَيْرِ هَاءٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا يأْتي فِي الْمُذَكَّرِ مَفْعُلٌ، بِضَمِّ الْعَيْنِ، إلَّا حَرْفَانِ جاءَا نَادِرَيْنِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِمَا: المَعُون، والمَكْرُم؛ قَالَ جميلٌ:

بُثَيْنَ الْزَمي لَا، إنَّ لَا إنْ لزِمْتِه، ... عَلَى كَثْرة الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

يَقُولُ: نِعْمَ العَوْنُ قَوْلُكِ لَا فِي رَدِّ الوُشاة، وَإِنْ كَثُرُوا؛ وَقَالَ آخَرُ:

ليَوْم مَجْدٍ أَو فِعالِ مَكْرُمِ «١»

. وَقِيلَ: مَعُونٌ جَمْعُ مَعونة، ومَكْرُم جَمْعُ مَكْرُمة؛ قَالَهُ الْفَرَّاءُ. وتعاوَنوا عليَّ واعْتَوَنوا: أَعان بَعْضُهُمْ بَعْضًا. سِيبَوَيْهِ: صحَّت واوُ اعْتَوَنوا لأَنها فِي مَعْنَى تعاوَنوا، فَجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلًا عَلَى أَنه فِي مَعْنَى مَا لَا بُدَّ مِنْ صِحَّتِهِ، وَهُوَ تَعَاوَنُوا؛ وَقَالُوا: عاوَنْتُه مُعاوَنة وعِواناً، صَحَّتِ الْوَاوُ فِي الْمَصْدَرِ لِصِحَّتِهَا فِي الْفِعْلِ لِوُقُوعِ الأَلف قَبْلَهَا. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ اعْتَوَنوا واعْتانوا إِذَا عاوَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فكيفَ لَنَا بالشُّرْبِ، إنْ لَمْ يكنْ لَنَا ... دَوانِيقُ عندَ الحانَوِيِّ، وَلَا نَقْدُ؟

أَنَعْتانُ أَمْ نَدَّانُ، أَم يَنْبَري لَنَا ... فَتًى مثلُ نَصْلِ السَّيفِ، شِيمَتُه الحَمْدُ؟


(١). قوله [ليوم مجد إلخ] كذا بالأَصل والمحكم، والذي في التهذيب: ليوم هيجا

<<  <  ج: ص:  >  >>