للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذَاتُ الأَطباق، وَهِيَ النَّقِمة [النِّقْمة] «١». والمَعِدة [المِعْدة] والكَلِمة [الكِلْمة] والسَّفِلة [السِّفْلة] والوَسِمة [الوِسْمة] الَّتِي يُخْتَضَبُ بِهَا؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: هِيَ القَطِنة [القِطْنة] وَهِيَ الرُّمانة فِي جَوْفِ الْبَقَرَةِ؛ وَفِي حَدِيثُ

سَطِيحٍ:

حَتَّى أَتى عارِي الجَآجي والقَطَنْ

وَقِيلَ: الصَّوَابُ قَطِنٌ، بِكَسْرِ الطَّاءِ، جَمْعُ قطِنة وَهِيَ مَا بَيْنَ الْفَخِذَيْنِ. والقَطِنة: اللَّحْمَةُ بَيْنَ الْوَرِكَيْنِ. والقُطْنُ والقُطُنُ والقُطُنُّ: مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ قُطْنةٌ وقُطُنة وقُطُنَّة، وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ «٢». قَالَ: يُقَالُ قُطْنٌ وقُطُنٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ قَارِبُ بْنُ سَالِمٍ المُرِّي، وَيُقَالُ دَهلب بْنُ قُرَيع:

كأَنَّ مَجْرى دَمْعِها المُسْتَنِّ ... قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَد القُطْنُنِ

وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ أَجود القُطُنِّ؛ قَالَ: شدِّد لِلضَّرُورَةِ وَلَا يَجُوزُ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: القُطْنُ يَعْظُم عِنْدَهُمْ شَجَرُهُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ شَجَرِ المِشْمِش، وَيَبْقَى عِشْرِينَ سَنَةً، وأَجودُه الحديثُ؛ وَقَوْلُ لَبِيدٍ:

شاقَتْكَ ظُعْنُ الحيِّ، يَوْمَ تحَمَّلوا، ... فتَكنَّسوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها

أَراد بِهِ ثِيَابَ القُطْن. والمَقْطَنة: الَّتِي تُزْرَعُ فِيهَا الأَقطان. وَقَدْ عَطَّبَ الكرمُ وقَطَّنَ الكرمُ تَقْطيناً: بَدَتْ زَمَعاته. وبزْرُ قَطُونا: حَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا، والمدُّ فِيهَا أَكثر؛ التَّهْذِيبُ: وحَبَّة يُسْتَشْفَى بِهَا يُسَمِّيهَا أَهل الْعِرَاقِ بزْرَ قَطُونا؛ قَالَ الأَزهري: وسأَلت عَنْهَا البَحْرانيين فَقَالُوا: نَحْنُ نُسَمِّيهَا حَبَّ الذُّرَقة، وَهِيَ الأَسْفِيوس، مُعَرَّبٌ. وبزْرُ قَطوناء. عَلَى وَزْنِ جَلولاء وحَرُوراء ودَبوقاء وكَشُوثاء. والقِطانُ: شِجار الْهَوْدَجِ، وَجَمْعُهُ قُطُنٌ؛ وأَنشد بَيْتَ لَبِيدٍ:

فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُهَا

وقَطْني مِنْ كَذَا أَي حَسْبِي؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنما هُوَ قَطِي، وَدَخَلَتِ النُّونُ عَلَى حَالِ دُخُولِهَا فِي قَدْني، وَقَدْ تَقَدَّمَ. ابْنُ السِّكِّيتِ: القَطْنُ فِي مَعْنَى حَسْبُ. يُقَالُ: قَطْني كَذَا وَكَذَا؛ وأَنشد:

امْتَلأَ الحوضُ وقال: قَطْني، ... سلا رُوَيداً، قد مَلأْتَ بَطْني

قَالَ ابْنُ الأَنباري: مَنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ قَطْنَ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وقَطْنَ عبدِ اللَّهِ درهمٌ، فَيُزِيدُ نُونًا عَلَى قَطْ وَيَنْصِبُ بِهَا وَيَخْفِضُ وَيُضِيفُ إِلى نَفْسِهِ فَيَقُولُ قَطْني، قَالَ: وَلَمْ يُحْكَ ذَلِكَ فِي قَدْ، وَالْقِيَاسُ فِيهِمَا وَاحِدٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُمْ لَا تَقُلْ إِلا كَذَا وَكَذَا قَطْ؛ مَعْنَاهُ حَسْبُ، فطاؤُها سَاكِنَةٌ لأَنها بِمَنْزِلَةِ بَلْ وَهَلْ وأَجَلْ، وَكَذَلِكَ قَدْ يُقَالُ قَدْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ، وَمَعْنَى قَطْ عبدَ اللَّهِ درهمٌ أَي يَكْفِي عبدَ اللَّهِ دِرْهَمٌ. والقِطْنِيَة، بِالْكَسْرِ؛ حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ بِالتَّخْفِيفِ وأَبو حَنِيفَةَ بِالتَّشْدِيدِ: وَاحِدَةُ القَطانيّ، وَهِيَ الْحُبُوبُ الَّتِي تُدَّخَرُ كالحِمَّص والعَدَس والباقِلَّى والتُّرْمُس والدُّخْن والأُرْز والجُلْبان. التَّهْذِيبُ: القِطْنِيَّة الثِّيَابُ، والقِطْنيَّة الْحُبُوبُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَيُقَالُ لَهَا قُطْنيَّة مِثْلَ لُجِّيٍّ ولِجِّيّ، قَالَ: وإِنما


(١). قوله [وهي النقمة إلخ] هذه العبارة كالتي قبلها نظم عبارة التهذيب بالحرف وأتى بهذه النظائر للقطنة في الوزن فقط لا في المعنى كما هو ظاهر أي أن هذه سمع فيها أنها بكسر فسكون أو بفتح فكسر
(٢). قوله [وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ] هكذا نظم عبارة التهذيب بحذف الجملة المعترضة بينهما ونقلها المؤلف من الصحاح ووسطها في كلام التهذيب فصار غير منسجم، ولو قال والقطن والقطن مثل عسر وعسر والقطنّ إلخ وَقَدْ يَضْعُفُ فِي الشِّعْرِ قال قارب إلخ لانسجمت العبارة مع الاختصار، وكثيراً ما يقع له ذلك فيظن أن في الكلام سقطاً وليس كذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>