للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ أَعلاها. وَنَعْلٌ مُلسَّنة إِذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كَطَرَفِ اللِّسَانِ. غَيْرُهُ: والمُلسَّنُ مِنَ النِّعال الَّذِي فِيهِ طُول ولَطافة عَلَى هَيْئَةِ اللِّسَانِ؛ قَالَ كُثَيِّرٌ:

لَهُمْ أُزُرٌ حُمْرُ الْحَوَاشِي يَطَوْنَها، ... بأَقدامِهم، فِي الحَضرَميِّ المِلسَّنِ

وَكَذَلِكَ امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن نَعْلَهُ كَانَتْ مُلسَّنة

أَي كَانَتْ دَقِيقَةً عَلَى شَكْلِ اللِّسَانِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي جُعلَ لَهَا لسانٌ، ولسانُها الهَنَةُ النَّاتِئَةُ فِي مُقَدَّمها. ولسانُ الْقَوْمِ: الْمُتَكَلِّمُ عَنْهُمْ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ:

لِصَاحِبِ الحقِّ اليَدُ واللسانُ

؛ اليَدُ: اللُّزوم، واللسانُ: التَّقاضي. ولسانُ الْمِيزَانِ: عَذَبَتُه؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

وَلَقَدْ رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكمٍ ... يُقْضَى الصَّوابُ بِهِ، وَلَا يتَكَلَّمُ

يَعْنِي بأَعدلِ حَاكِمٍ الْمِيزَانَ. ولسانُ النَّارِ: مَا يتشَكلُ مِنْهَا عَلَى شَكْلِ اللِّسَانِ. وأَلسَنه فَصيلًا: أَعاره إِياه ليُلْقيه عَلَى نَاقَتِهِ فتَدِرَّ عَلَيْهِ، فإِذا دَرَّتْ حَلَبَهَا فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله؛ وتَلسَّنَ الفَصيلَ: فعَلَ بِهِ ذَلِكَ؛ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد ابْنُ أَحمر يَصِفُ بَكْراً صَغِيرًا أَعطاه بَعْضُهُمْ فِي حَمالة فَلَمْ يَرْضَه:

تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عَلَيْهِ ... رِماثاً، تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ «٢»

. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ يَعْقُوبُ هَذَا مَعْنًى غَرِيبٌ قلَّ مَنْ يَعْرِفُهُ. ابْنُ الأَعرابي: الخَلِيَّةُ مِنَ الإِبل يُقَالُ لَهَا المُتلسِّنة، قَالَ: والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً لِيَدُومَ لَبَنُهَا وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غَيْرِهَا، فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عَنْهَا واحْتَلبوها، وَرُبَّمَا خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً عَلَى حُوارٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ التَّلسُّن. وَيُقَالُ: لَسَنتُ اللّيفَ إِذا مَشَنتَه ثُمَّ جَعَلْتَهُ فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل، وَيُسَمَّى ذَلِكَ التَّلسِينَ. ابْنُ سِيدَهْ: والمَلْسُونُ الْكَذَّابُ؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَعرفه. وتَلسَّنَ عَلَيْهِ: كذَبَ. وَرَجُلٌ مَلسون: حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال. ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر: نَبَاتٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِاللِّسَانِ. واللُّسَّانُ: عُشْبة مِنَ الجَنْبةِ، لَهَا وَرَقٌ متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه الْمِسَاحِيُّ كخُشونة لسانِ الثَّوْرِ، يَسْمُو مِنْ وَسَطِهَا قضيبٌ كَالذِّرَاعِ طُولًا فِي رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ، وَهِيَ دَوَاءٌ مِنْ أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ النَّاسِ وأَلسِنة الإِبل، والمِلْسَنُ: حجرٌ يَجْعَلُونَهُ فِي أَعلى بابِ بيتٍ، يَبْنونه مِنْ حِجَارَةٍ وَيَجْعَلُونَ لُحْمَةَ السَّبُع فِي مُؤخَّره، فإِذا دَخَلَ السَّبُعُ فَتَنَاوَلَ اللُّحمة سَقَطَ الْحَجْرُ عَلَى الْبَابِ فسَدَّه.

لطن: اللَّاطُونُ: الأَصْفَرُ مِنَ الصُّفْر.

لعن: أَبيتَ اللَّعْنَ: كلمةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُحَيِّي بِهَا مُلوكها فِي الْجَاهِلِيَّةِ، تَقُولُ للملِك: أَبَيْتَ اللَّعْنَ؛ مَعْنَاهُ أَبيْتَ أَيُّها الملِك أَن تأْتي مَا تُلْعَنُ عَلَيْهِ. واللَّعْنُ: الإِبْعادُ والطَّرْد مِنَ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الطَّرْد والإِبعادُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الخَلْق السَّبُّ والدُّعاء، واللَّعْنةُ الِاسْمُ، وَالْجَمْعُ لِعانٌ ولَعَناتٌ. ولَعَنه يَلْعَنه لَعْناً: طَرَدَه وأَبعده. وَرَجُلٌ لَعِينٌ ومَلْعُونٌ، وَالْجُمَعُ مَلاعِين؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، قَالَ: إِنما أَذكُرُ «٣». مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَع بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ، وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ، لَكِنَّهُمْ كَسَّرُوه تَشْبِيهًا بِمَا جَاءَ من الأَسماء


(٢). قوله [ربعاً] كذا في الأصل والمحكم، والذي في التكملة: عاماً، قال: والرماث جمع رمثة بالضم وهي البقية تبقى فِي الضَّرْعِ مِنَ اللَّبَنِ
(٣). قوله [قال إنما أذكر إلخ] القائل هو ابن سيدة وعبارته عَنْ سِيبَوَيْهِ: قَالَ ابْنُ سِيدَهْ إِنَّمَا إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>