للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَبْلَ إِدْرَاكِ الطَّعَامِ؛ قَالَ عَطِيَّةُ الدُّبيريّ:

طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ

وَقَدْ لَهَّنَهم ولَهَّنَ لَهُمْ وسَلَّفَ لَهُمْ. وَيُقَالُ: سَلَّفْتُ القومَ أَيضاً، وَقَدْ تَلَهَّنت تَلَهُّناً. الْجَوْهَرِيُّ: لَهَّنته تَلْهيناً فتَلَهَّنَ أَي سَلَّفْتُه. وَيُقَالُ: أَلْهَنْتُه إِذَا أَهْدَيْتَ لَهُ شَيْئًا عِنْدَ قدومه من سفر. وبنو لَهانٍ: حيٌّ «٤». وَهُمْ إِخْوَةُ هَمْدَان. الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُمْ لَهِنَّك، بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، فَكَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ عِنْدَ التَّوْكِيدِ، وأَصله لإِنَّك فأُبدلت الْهَمْزَةُ هَاءً كَمَا قَالُوا فِي إِيَّاكَ هِيّاك، وَإِنَّمَا جَازَ أَن يُجْمَعَ بَيْنَ اللَّامِ وإنَّ وَكِلَاهُمَا لِلتَّوْكِيدِ، لأَنه لَمَّا أُبدلت الْهَمْزَةُ هَاءً زَالَ لَفْظُ إِنَّ فَصَارَ كأَنه شَيْءٌ آخَرُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ ... عَلَى كاذبٍ، مِنْ وعْدِها ضَوْءُ صادقِ

اللَّامُ الأُولى لِلتَّوْكِيدِ وَالثَّانِيَةُ لَامُ إِنَّ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:

وَبِي مِنْ تَباريحِ الصَّبابة لَوْعةٌ ... قَتِيلةُ أَشواقي، وشَوْقي قَتيلُها

لَهِنِّكِ مِنْ عَبْسيَّةٍ لَوَسيمةٌ ... عَلَى هَنَواتٍ، كاذبٍ مَنْ يَقُولُها

وَقَالَ: أَراد لِلَّهِ إِنَّكَ مِنْ عَبْسِيَّة، فَحَذَفَ اللَّامَ الأُولى مِنْ لِلَّهِ والأَلف مِنْ إِنَّكَ؛ كَمَا قَالَ الْآخَرُ:

لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تعْدُو

أَراد: للهِ ابنُ عَمِّكَ أَي وَاللَّهِ، والقولُ الأَول أَصح. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ لَهِنَّك فِي فَصْلِ لَهَنَ، وَلَيْسَ مِنْهُ لأَن اللَّامَ لَيْسَتْ بأَصل، وَإِنَّمَا هِيَ لَامُ الِابْتِدَاءِ وَالْهَاءُ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ إِنَّ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهُ هُنَا لِمَجِيئِهِ عَلَى مِثَالِهِ فِي اللَّفْظِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسلمة:

أَلا يَا سَنا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى، ... لَهِنَّك مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَريمُ

لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ، والقوْمُ هُجَّعٌ، ... فهَيَّجْتَ أَسْقاماً وأَنتَ سَلِيمُ

واقْتِذاءُ الطائرِ: هُوَ أَن يَفْتَحَ عَيْنَيْهِ ثم يُغْمِضَهما إغْماضَةً.

لون: اللَّوْنُ: هيئةٌ كالسَّوَاد والحُمْرة، ولَوَّنْتُه فتَلَوَّنَ. ولَوْنُ كلِّ شَيْءٍ: مَا فَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَالْجَمْعُ أَلْوَان، وَقَدْ تَلَوَّنَ ولَوَّنَ ولَوَّنه. والأَلْوانُ: الضُّروبُ. واللَّوْنُ: النَّوْعُ. وَفُلَانٌ مُتَلَوِّنٌ إِذَا كَانَ لَا يَثْبُتُ عَلَى خُلُقٍ وَاحِدٍ. واللَّوْنُ: الدَّقَلُ، وَهُوَ ضَرْب مِنَ النَّخْلِ؛ قَالَ الأَخفش: هُوَ جَمَاعَةٌ وَاحِدَتُهَا لِينَة، وَلَكِنْ لَمَّا انْكَسَرَ مَا قَبْلَهَا انْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ

، قَالَ: وتمرُها سَمِينُ العَجْوة. ابْنُ سِيدَهْ: الأَلْوانُ الدَّقَلُ، وَاحِدُهَا لَوْنٌ، واللِّينَةُ واللُّونَة: كُلُّ ضربٍ مِنَ النَّخْلِ مَا لَمْ يَكُنْ عَجْوَةً أَوْ بَرْنيّاً. قَالَ الْفَرَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ مِنَ النَّخْلِ سِوَى الْعَجْوَةِ فَهُوَ مِنَ الليِّنِ، وَاحِدَتُهُ لِينَةٌ، وَقِيلَ: هِيَ الأَلْوانُ، الْوَاحِدَةُ لُونَة فَقِيلَ لِينَةٌ، بِالْيَاءِ، لِانْكِسَارِ اللَّامِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ لِينٌ ولُونٌ ولِيَانٌ؛ قَالَ:

تَسْأَلُني اللِّينَ وهَمِّي فِي اللِّينْ، ... واللِّينُ لَا يَنْبُتُ إلَّا فِي الطينْ

وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

وسالفةٍ، كسَحوقِ اللِّيَانِ، ... أَضْرَمَ فِيهَا الغَوِيُّ السُّعُرْ


(٤). قوله [وبنو لهان حي] كذا بالأصل والمحكم بلام مفتوحة أوله، والذي في التكملة: وبنو ألهان بالفتح حي من العرب، عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>