للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهته: التَّهْتَهةُ: الْتِواءٌ فِي اللِّسَانِ مِثْلُ اللُّكْنَة. والتَّهاتِهُ: الأَباطيلُ والتُّرَّهاتُ؛ قَالَ القَطامِيّ:

وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَينا مِنْ مَواعِدها ... إِلَّا التَّهاتِهَ، والأُمْنيَّةَ السَّقَما «٢»

. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُرْوَى وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَيْنا أَي جَرَّبْنا وخَبَرْنا، وَكَذَا فِي شِعْرِهِ مَا ابْتَلَيْنا، وَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ الْبَاطِلِ مِنَ الْغَرِيبِ المُصَنَّف. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ تُهْتِهَ فِي الشَّيْءِ أَي رُدِّدَ فِيهِ. وَيُقَالُ: تُهْتِهَ فلانٌ إِذا رُدِّدَ فِي الْبَاطِلِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

فِي غائلاتِ الْحَائِرِ المُتَهْتَهِ

وَهُوَ الَّذِي رُدِّدَ فِي الأَباطيل. وتُهْ تُهْ: حِكَايَةُ المُتَهْتِهِ. وتُهْ تُهْ: زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ ودُعاء لِلْكَلْبِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

عَجِبْتُ لِهَذِهِ نَفَرَتْ بَعيري، ... وأَصْبَحَ كَلْبُنا فَرِحاً يَجُولُ

يُحاذِرُ شَرَّها جَمَلي، وكَلْبي ... يُرَجِّى خيرَها، مَاذَا تَقولُ؟

يَعْنِي بِقَوْلِهِ لِهَذِهِ أَي لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ، وَهِيَ تُهْ تُهْ زَجْرٌ لِلْبَعِيرِ يَنْفِرُ مِنْهُ، وَهِيَ دُعَاءٌ للكلب.

توه: التَّوْهُ: لُغَةٌ فِي التِّيهِ، وَهُوَ الهَلاكُ، وَقِيلَ: الذَّهَابُ، وَقَدْ تاهَ يتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً هَلَك. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما ذَكَرْتُ هُنَا يتِيهُ وإِن كَانَتْ يَائِيَّةَ اللَّفْظِ لأَن يَاءَهَا وَاوٌ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ مَا أَتْوَهَهُ فِي مَا أَتْيَهه، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي طاحَ يَطِيحُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. قَالَ أَبو زَيْدٍ: قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ أَلْقَيْتَنِي فِي التُّوهِ، يُرِيدُ التِّيهَ. وتَوّهَ نفسَه: أَهلكها، وَمَا أَتْوَهَه. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَتَاهَ يتيهُ، عَلَى هَذَا، فَعِلَ يَفْعِلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ، وفلاةٌ تُوهٌ وَالْجَمْعُ أَتْواهٌ وأَتاويهُ.

تيه: التِّيهُ: الصَّلَفُ والكِبْرُ. وَقَدْ تاهَ يَتِيهُ تَيْهاً: تَكَبَّرَ. وَرَجُلٌ تائِهٌ وتَيّاهٌ وتَيَّهان وَرَجُلٌ تَيْهانٌ وتَيِّهانٌ إِذا كَانَ جَسُوراً يَرْكَبُ رأْسَه فِي الأُمور، وَنَاقَةٌ تَيْهانةٌ؛ وأَنشد:

تَقْدُمُها تَيْهانةٌ جَسُورُ، ... لَا دِعْرِمٌ نامَ وَلَا عَثُورُ

وَتَاهَ فِي الأَرض يَتِيهُ تَوْهاً وتَيْهاً وتِيهاً وتَيَهاناً، والتِّيه أَعَمُّها، أَي ذَهَبَ مُتَحَيِّرًا وضَلَّ، وَهُوَ تَيّاهٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِنك امْرُؤٌ تائِهٌ

أَي مُتَكَبِّرٌ أَو ضالٌّ متحيِّر؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

تاهَتْ بِهِ سَفِينَتُه.

أَبو عُبَيْدٍ: طاحَ يَطِيحُ طَيْحاً وتاهَ يتِيه تَيْهاً وتَيَهاناً، وَمَا أَطْوَحَه وأَتْوَهه وأَطْيَحه وأَتْيَهه، وَقَدْ طَوَّحَ نفسَه وتَوَّهَها. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ تَيَّهانٌ إِذا تَاهَ فِي الأَرض، قَالَ: وَلَا يُقَالُ فِي الكِبْر إِلَّا تائِهٌ وتَيّاه، وَبَلَدٌ أَتْيَهُ. والتَّيْهاء: الأَرض الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا. والتَّيْهاءُ: المَضِلَّةُ الْوَاسِعَةُ الَّتِي لَا أَعلام فِيهَا وَلَا جِبَالَ وَلَا إِكامَ. والتِّيه: المَفازَة يُتاهُ فِيهَا، وَالْجَمْعُ أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ. وَفَلَاةٌ تَيْهاءُ وأَرض تِيهٌ وتَيْهاء ومَتْيَهة ومُتِيهَةٌ ومَتِيهة ومِتْيَهٌ: مَضِلَّة أَي يَتيه فِيهَا الإِنسانُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

تِيه أَتاوِيه عَلَى السُّقَّاطِ

وَقَدْ تَيَّهه. وأَرض مُتَيِّهَةٌ؛ وأَنشد:

مُشْتَبِه مُتَيِّه تَيْهاؤُه


(٢). قوله [وَلَمْ يَكُنْ مَا ابْتَلَيْنَا] كذا بالأصل والمحكم والصحاح، والذي في التهذيب: ما اجتنينا، ولعلها وقعت في بعض نسخ من الصحاح كذلك حتى قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَيُرْوَى إلخ

<<  <  ج: ص:  >  >>