للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هُوَ يَدْلَهُ. ابْنُ سِيدَهْ: ودَلَهَ يَدْلَهُ دُلُوهاً سَلا. والدَّلُوه مِنَ الإِبل: الَّتِي لَا تَكَادُ تَحِنُّ إِلَى إلْفٍ وَلَا وَلَدٍ، وَقَدْ دَلَهَتْ عَنْ إلْفِها وَوَلَدِهَا تَدْلَهُ دُلُوهاً، وَذَهَبَ دَمُه دَلْهاً، بِالتَّسْكِينِ، أَي هَدَراً. أَبو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ مُدَلَّه إِذَا كَانَ سَاهِيَ الْقَلْبِ ذَاهِبَ الْعَقْلِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: رَجُلٌ مُتَلَّه ومُدَلَّه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَرَجُلٌ دَالِهٌ ودالِهَةٌ: ضَعِيفُ النَّفْس. وَفِي حَدِيثِ

رُقَيْقَة: دَلَّهَ عَقْلِي

أَي حَيَّره وأَذْهبه.

دمه: «١». دَمِهَ يومُنا دَمَهاً، فَهُوَ دَمِهٌ وَدَامِهٌ: اشْتَدَّ حَرُّهُ. والدَّمَهُ: شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ. ودَمَهَتْه الشمسُ: صَخَدَتْه. والدَّمَهُ: شِدَّة حَرِّ الرَّمْلِ والرَّمْضاء، وَقَدْ دَمِهَتْ دَمَهاً وادْمَوْمَهَتْ. وَيُقَالُ: ادْمَوْمَه الرملُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ظَلَّتْ عَلَى شُزُنٍ فِي دَامِهٍ دَمِهٍ، ... كأَنه مِنْ أُوارِ الشمسِ مَرْعُونُ

دهده: دَهْدَهْتُ الْحِجَارَةَ ودَهْدَيْتُها إِذَا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الْحَجَرُ وتَدَهْدَى؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ

وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا:

فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه

أَي يَتَدَحْرَجُ. والدَّهْدَهَةُ: قَذْفُك الحجارةَ مِنْ أَعلى إِلَى أَسفل دَحْرجةً؛ وأَنشد:

يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ، كَمَا تُدَهْدِي ... حَزاوِرَةٌ، بأَبْطَحِها، الكُرينَا

حَوَّلَ الْهَاءَ الأَخيرة يَاءً لِقُرْبِ شَبَهِهَا بِالْهَاءِ، أَلا تَرَى أَن الْيَاءَ مَدَّةٌ وَالْهَاءَ نَفَسٌ؟ وَمِنْ هُنَاكَ صَارَ مَجْرَى الْيَاءِ وَالْوَاوِ وَالْأَلِفِ وَالْهَاءِ فِي رَوِيِّ الشِّعْرِ شَيْئًا وَاحِدًا نَحْوَ قَوْلِهِ:

لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازلُهْ

فَاللَّامُ هُوَ الرَّوِيُّ، وَالْهَاءُ وَصْلُ الرَّوِيِّ، كَمَا أَنها لَوْ لَمْ تَكُنْ لَمَدَّتِ اللَّامَ حَتَّى تَخْرُجَ مَنْ مَدَّتها وَاوٌ أَو يَاءٌ أَو أَلف لِلْوَصْلِ نَحْوَ مَنَازِلِي وَمَنَازِلَا وَمَنَازِلُو، وَاللَّهُ أَعلم. ابْنُ سِيدَهْ: دَهْدَه الشيءَ فتَدَهْدَه حَدَرَه مِنْ عُلْوٍ إِلَى سُفْلٍ تَدَحْرُجاً. ودَهْدَهَهُ: قَلَب بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، وَكَذَلِكَ دَهْداهُ دِهْداءً ودَهْداةً، الْيَاءُ بَدَلٌ مِنَ الْهَاءِ لأَنها مَثَلُهَا فِي الْخَفَاءِ، كَمَا أُبدلت هِيَ مِنْهَا فِي قَوْلِهِمْ: ذِهِ أَمَةُ اللَّهِ. الْجَوْهَرِيُّ: دَهْدَهْتُ الْحَجَرَ فَتَدَهْدَه دَحْرَجْتُهُ فَتَدَحْرَجَ؛ وَقَدْ تُبَدَّلُ مِنَ الْهَاءِ يَاءً فَيُقَالُ تَدَهْدَى الْحَجَرُ وَغَيْرُهُ تَدَهْدِياً إِذَا تَدَحْرجَ، ودَهْدَيْتُه أَنا أُدَهْديه دَهْدَاةً ودَهْدَأَةً إِذَا دَحْرَجْتَهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التقريبُ أَو خَبَبٌ، ... كَمَا تَدَهْدَى مِنَ العَرْضِ الجَلاميدُ

والدُّهْديَةُ: الخُرْءُ الْمُسْتَدِيرُ الَّذِي يُدَهْدِيه الجُعَل. ودُهْدُوَةُ الجعَل «٢». ودُهْدُوَّتُه ودُهْدِيَّتُه، عَلَى الْبَدَلِ، ودُهْدِيَتُه، بِالتَّخْفِيفِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: مَا يُدَهْدِيه. ابْنُ بَرِّيٍّ: الدُّهْدُوهَةُ كالدُّحْرُوجَةِ، وَهُوَ مَا يَجْمَعُهُ الْجُعَلُ مِنَ الخُرْء. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ خَيْرٌ مِنَ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ

؛ هُوَ مَا يُدَحْرِجُه مِنَ السِّرْجين. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

كَمَا يُدَهْدِهُ الجُعَلُ النَّتْنَ بأَنفه.

الْجَوْهَرِيُّ: الدَّهْدَهانُ الْكَبِيرُ مِنَ الإِبل؛ قَالَ: وأَنشد أَبو زَيْدٍ فِي كِتَابِ حِيلَةٍ ومَحالة للأَغَرِّ:


(١). قوله [دمه إلخ] قال الأَزهري بعد هذه العبارة: ولم أسمع دمه لغير الليث ولا أعرف الْبَيْتُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ انتهى. زاد في القاموس كالتكملة: وادمومه الرجل إذا غشي عليه. والدمه أي محركاً لعبة للصبيان
(٢). قوله [ودهدوة الجعل] هذه مخففة الواو آخرها تاء مربوطة كما في التكملة والمحكم لا بالهاء كما وقع في نسخ القاموس الطبع

<<  <  ج: ص:  >  >>