للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْقَوْمِ أَبْأَى بَأْواً؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ فِي بَابِ مَحَيْتُ ومَحَوْتُ وأَخواتها؛ قَالَ حَاتِمٌ:

وَمَا زادَنا بَأْواً عَلَى ذِي قَرابةٍ ... غِنانا، وَلَا أَزْرى بأَحْسابنا الفَقْرُ

وبأَى نَفْسَه: رَفَعَهَا وفَخَر بِهَا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: فبَأَوْتُ بِنَفْسِي وَلَمْ أَرْضَ بِالْهَوَانِ.

وَفِيهِ بَأْوٌ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَلَا يُقَالُ بَأْوَاء، قَالَ: وَقَدْ رَوَى الْفُقَهَاءُ فِي طَلْحَةَ بَأْوَاءُ. وَقَالَ الأَخفش: البَأْوُ فِي الْقَوَافِي كُلُّ قَافِيَةٍ تَامَّةُ الْبِنَاءِ سَلِيمَةٌ مِنَ الْفَسَادِ، فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ فِي الشِّعْرِ الْمَجْزُوءِ لَمْ يُسَمُّوهُ بَأْواً وَإِنْ كَانَتْ قَافِيَتُهُ قَدْ تمَّت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: كُلُّ هَذَا قَوْلُ الأَخفش، قَالَ: سَمِعْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ وَلَيْسَ مِمَّا سَمَّاهُ الْخَلِيلُ، قَالَ: وَإِنَّمَا تُؤْخَذُ الأَسماء عَنِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمَّا كَانَ أَصل البَأْوِ الْفَخْرَ نَحْوَ قَوْلِهِ:

فإنْ تَبْأَى ببَيْتِكَ مَنْ مَعَدّ، ... يَقُلْ تَصْديقَكَ العُلَماءُ جَيْرِ

لَمْ يُوقَعْ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الشِّعْرِ مَجْزُوءًا لأَن جَزْأَه عِلَّةٌ وَعَيْبٌ لَحِقَهُ، وَذَلِكَ ضِدُّ الْفَخْرِ وَالتَّطَاوُلِ؛ وَقَوْلُهُ: فَإِنَّ تبأَى مَفَاعِيلُنْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَأَوْتُ أَبؤُو مِثْلَ أَبْعو، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِجَيِّدَةٍ. وَالنَّاقَةُ تَبْأَى: تَجْهَدُ فِي عَدْوِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

أَقولُ والعِيس تَبَا بِوَهْد

فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَراد تَبْأَى أَي تَجْهَدُ فِي عَدْوها، وَقِيلَ: تَتسامى وتَتَعالى، فأَلقى حَرَكَةَ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ الَّذِي قَبْلَهَا. وبَأَيْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُهُ وأَصلحته؛ قَالَ:

فَهِيَ تُبَئِّي زادَهم وتَبْكُلُ

وأَبْأَيْتُ الأَديم وأَبْأَيْتُ فِيهِ: جَعَلْتُ فِيهِ الدِّبَاغَ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: تَأَبَّى أَي شَقَّ شَيْئًا. وَيُقَالُ: بَأَى بِهِ بِوَزْنِ بَعى بِهِ إِذَا شَقَّ بِهِ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: بَاءَ بِوَزْنِ بَاعَ إِذَا تَكَبَّرَ، كأَنه مَقْلُوبٌ مَنْ بأَى كَمَا قَالُوا راءَ ورأَى.

بتا: بَتَا بِالْمَكَانِ بَتْواً: أَقام، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْهَمْزِ. وبَتَا بَتْواً أَفصحُ.

بثا: الْفَرَّاءُ: بَثَا إِذَا عَرِقَ، الْبَاءُ قَبْلَ الثَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ورأَيت فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ بالستارَيْنِ عينَ مَاءٍ تَسْقي نَخْلًا رَيْناً «٣». يُقَالُ لَهُ بَثَاءٌ، فَتَوَهَّمْتُ أَنه سُمِّيَ بِهَذَا الِاسْمِ لأَنه قَلِيلُ رَشْحٍ، فكأَنه عَرَقٌ يَسِيلُ. وبَثَا بِهِ عِنْدَ السُّلْطَانِ يَبْثُو سَيَّعَهُ «٤»، وأَرض بَثَاءٌ: سَهْلَةٌ؛ قَالَ:

بأَرضٍ بَثَاءٍ نصيفِيَّةٍ، ... تَمَنَّى بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ

وَالْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ:

لِمَيْثٍ بَثَاءٍ تَبَطَّنْتُه، ... دَمِيثٍ بِهِ الرِّمْثُ والحَيْهَلُ

والحَيْهَلُ: جَمْعُ حَيْهَلةٍ، وَهُوَ نَبْتٌ؛ وَهَذَا الْبَيْتُ أَورده ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه وَنَسَبَهُ لحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ وأَنشده:

بمَيْثٍ بَثاء نَصِيفِيَّةٍ، ... دَمِيثٍ بِهَا الرِّمْثُ والحَيْهَلُ

فَإِمَّا أَن يَكُونَ هُوَ أَو غَيْرُهُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَرى بَثَاءً الماءَ الَّذِي فِي دِيَارِ بَنِي سَعْدٍ أُخذ مِنْ هَذَا، وَهُوَ عَيْنٌ جَارِيَةٌ تَسْقِي نَخْلًا رَيْنًا فِي بَلَدِ سَهْل طَيِّبٍ عَذاةٍ. وبَثَاءٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَضَيْنَا عَلَيْهِ بِالْوَاوِ لِوُجُودِ بَ ثَ وَ، وَعَدَمِ بَ ثَ يَ. والبَثَاءُ: أَرض سَهْلَةٌ؛ وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ أَرض بِعَيْنِهَا مِنْ بِلَادِ


(٣). قوله [نخلًا ريناً] كذا بالأصل براء فتحتية، والذي في ياقوت: رينة، بزيادة هاء تأنيث
(٤). قوله [سيعه] هكذا في الأصل بهذا الرسم ولعلها محرفة عن سعى به

<<  <  ج: ص:  >  >>