للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثُمَّ جَاءَتْ مِنْهُ هَنَةٌ قِيلَ إِحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ أَي أَنَّها مِنْ فَعَلاته، وأَصْل الحُظَيَّاتِ المَرامي، وَاحِدَتُهَا حُظَيَّة ومُكَبَّرها حَظْوة، وَهِيَ الَّتِي لَا نَصْل لَهَا مِنَ الْمَرَامِي؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:

أَرَهْطَ إمْرِئِ القَيْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ ... لِحَيٍّ سِوانا، قَبْلَ قاصمةَ الصُّلْبِ

والحَظْوة مِنَ المَرامي: الَّذِي لَا قُذَذَ لَهُ، وَجَمْعُ الحَظْوة حَظَوات وحِظاءٌ، بِالْمَدِّ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

إِلَى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها ... حِظَاءُ غُلامٍ لَيْس يُخْطِين مُهْرَأَ «٣»

. ابْنُ سِيدَهْ: الحَظْوة كُلُّ قَضِيبٍ نَابِتٍ فِي أَصل شَجَرَةٍ لَمْ يَشْتَدَّ بعدُ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ حِظَاءٌ، مَمْدُودٌ، وَيُقَالُ للسَّرْوة حَظْوة وثَلاثُ حِظاءٍ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ السِّروة، بِكَسْرِ السِّينِ. ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ

مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ طَلْحَةُ وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَ حَظَانِي بِهَا حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ

أَي ضَرَبَنِي، قَالَ: هَكَذَا رُوِيَ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: إِنَّمَا أَعْرِفُها بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ، فأَما الْمُعْجَمَةُ فَلَا وَجْهَ لَهُ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ الحَظْوة بِالْفَتْحِ، وَهُوَ السَّهْمُ الصَّغِيرُ الَّذِي لَا نَصْلَ لَهُ، وَقِيلَ: كُلُّ قَضِيبٍ نَابِتٍ فِي أَصل فَهُوَ حَظْوة، فَإِنْ كَانَتِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَيَكُونُ قَدِ اسْتَعَارَ الْقَضِيبَ أَو السَّهْمَ لِلنَّعْلِ. يُقَالُ: حَظَاه بالحَظْوة إِذَا ضَرَبَهُ بِهَا كَمَا يُقَالُ عَصاه بالعَصَا. وحُظَيٌّ: اسمُ رَجُلٍ إِنْ جَعَلته مِنَ الحُظْوة [الحِظْوة]، وَإِنْ كَانَ مُرْتَجَلًا غَيْرَ مُشْتَقٍّ فَحُكْمُهُ الْيَاءُ. وَيُقَالُ: حَنْظَى بِهِ، لُغَةٌ فِي عَنْظَى بِهِ إِذَا نَدَّد بِهِ وأَسْمَعه الْمَكْرُوهَ. والحَظَى: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وحُظَيٌّ اسْمُ رَجُل؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن تَكُونَ هَذِهِ الْيَاءُ وَاوًا عَلَى أَنه تَرْخِيمُ مُحْظٍ أَي مفَضِّل لأَن ذَلِكَ مِنَ الحُظْوَة.

حفا: الحَفا: رِقَّة القَدم والخُفِّ وَالْحَافِرِ، حَفِيَ حَفاً فَهُوَ حافٍ وحَفٍ، وَالِاسْمُ الحِفْوَة والحُفْوة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَافٍ بيِّنُ الحُفْوة والحِفْوة والحِفْية والحِفَاية، وَهُوَ الَّذِي لَا شَيْءَ فِي رِجْله من خُفّ ولا نَعْل، فأَما الَّذِي رقَّت قَدماه مِنْ كَثْرَةِ المَشْي فَإِنَّهُ حَافٍ بَيِّنُ الحَفَا. والحَفَا: المَشْيُ بغير خُفّ ولا نَعْلٍ. الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ رَجُلٌ حافٍ بيّنُ الحُفْوَة والحِفْيَة والحِفَايَة والحفاءِ، بِالْمَدِّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ والحَفَاء، بِفَتْحِ الْحَاءِ، قَالَ: كَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ حَفِيَ يَحْفَى وأَحْفَاه غَيْرُهُ. والحِفْوة والحَفا: مَصْدَرُ الحَافي. يُقَالُ: حَفِيَ يَحْفَى حَفاً إِذَا كَانَ بِغَيْرِ خفّ ولا نَعْل، وَإِذَا انْسَحَجَتِ الْقَدَمُ أَو فِرْسِنُ الْبَعِيرِ أَو الحافرُ مِنَ المَشْيِ حَتَّى رَقَّت قِيلَ حَفِيَ يَحْفَى حَفاً، فَهُوَ حَفٍ؛ وأَنشد:

وَهُوَ منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

وحَفِيَ مِنْ نَعْليه وخُفِّه حِفْوة وحِفْية وحَفاوة، ومَشَى حَتَّى حَفِيَ حَفاً شَدِيدًا وأَحْفاه اللَّهُ، وتَوَجَّى مِنَ الحَفَا وَوَجِيَ وَجىً شَدِيدًا. والاحْتِفَاء: أَن تَمْشِيَ حَافِيًا فَلَا يُصيبَك الحَفَا. وَفِي حَدِيثِ الِانْتِعَالِ:

ليُحْفِهِما جَمِيعًا أَو لِيَنْعَلْهما جَمِيعًا

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي ليمشِ حافيَ الرِّجلين أَو مُنْتَعِلَهما لأَنه قَدْ يَشُقُّ عَلَيْهِ الْمَشْيُ بِنَعْلٍ وَاحِدَةٍ، فإنَّ وضْعَ إحْدى الْقَدَمَيْنِ حَافِيَةً إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ التَّوَقِّي مِنْ أَذىً يُصيبها، وَيَكُونُ وَضْعُ الْقَدَمِ المُنْتَعِلة عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَيَخْتَلِفُ حِينَئِذٍ مَشْيُهُ الَّذِي اعْتَادَهُ فَلَا يأْمَنُ العِثارَ،


(٣). قوله: ليس يخطين مُهْرأ؛ هكذا في الأَصل

<<  <  ج: ص:  >  >>