للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيَغْمزونه فِيهِ فَلَا يَدَعُ تُراباً وَلَا يَدْنُو مِنَ الطَّيِّ فَيَدْفَعُهُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَوامِي مَا يَحْمِيه مِنَ الصَّخْر، وَاحِدَتُهَا حامِيَة. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: حِجَارَةُ الرَّكِيَّة كُلُّها حَوَامٍ، وَكُلُّهَا عَلَى حِذَاءٍ واحدٍ، لَيْسَ بَعْضُهَا بأَعظم مِنْ بَعْضٍ، والأَثافِي الحَوامِي أَيضاً، وَاحِدَتُهَا حَامِيَةٌ؛ وأَنشد شَمِرٌ:

كأَنَّ دَلْوَيَّ، تَقَلَّبانِ ... بينَ حَوَامِي الطَّيِّ، أَرْنَبانِ

والحَوَامِي: مَيامِنُ الحَافِر ومَياسِرهُ. والحَامِيَتانِ: مَا عَنِ الْيَمِينِ وَالشِّمَالِ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ الأَصمعي: فِي الحَوافر الحَوَامِي، وَهِيَ حُرُوفُهَا مِنْ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ؛ وَقَالَ أَبو دُوادٍ:

لَهُ، بَيْنَ حَوامِيهِ، ... نُسُورٌ كَنَوَى القَسْبِ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَامِيَتانِ مَا عَنْ يَمِينِ السُّنْبُك وشِماله. والحَامِي: الفَحْلُ مِنَ الإِبل يَضْرِبُ الضِّرَابَ المعدودَ قِيلَ عَشْرَةُ أَبْطُن، فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ قَالُوا هَذَا حامٍ أَي حَمَى ظَهْرَه فيُتْرَك فَلَا يُنْتَفَعُ مِنْهُ بِشَيْءٍ وَلَا يُمْنَعُ مِنْ مَاءٍ وَلَا مَرْعىً. الْجَوْهَرِيُّ: الْحَامِي مِنَ الإِبل الَّذِي طَالَ مُكْثُهُ عِنْدَهُمْ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ

؛ فأَعْلَم أَنه لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ:

فَقَأْتُ لَهَا عَيْنَ الفَحِيلِ عِيافَةً، ... وفيهنَّ رَعْلاء المَسامِعِ والْحامي

قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا لَقِحَ ولَد وَلَدهِ فَقَدْ حَمَى ظَهْرَه وَلَا يُجَزُّ لَهُ وَبَر وَلَا يُمْنَع مِنْ مَرْعىً. واحْمَوْمَى الشيءُ: اسودَّ كَاللَّيْلِ وَالسَّحَابِ؛ قَالَ:

تَأَلَّقَ واحْمَوْمَى وخَيَّم بالرُّبَى ... أَحَمُّ الذُّرَى ذُو هَيْدَب مُتَراكِب

وَقَدْ ذُكِرَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَكَانِ. اللَّيْثُ: احْمَوْمَى مِنَ الشَّيْءِ فَهُوَ مُحْمَوْمٍ، يُوصف بِهِ الأَسْوَدُ مِنْ نَحْوِ اللَّيْلِ وَالسَّحَابِ. والمُحْمَوْمِي مِنَ السَّحَابِ: المُتَراكم الأَسْوَدُ. وحَمَاةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

عَشيَّةَ جَاوَزْنا حَمَاةَ وشَيْزَرا «٢»

. وَقَوْلُهُ أَنشده يَعْقُوبُ:

ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتاعاً بوُصدَته ... لَمْ يَسْتَعِنْ، وحَوامِي المَوْتِ تَغْشَاهُ

قَالَ: إِنَّمَا أَراد حَوائِم مِنْ حامَ يَحُومُ فَقَلَبَ، وأَراد بسَال سَأَلَ، فَإِمَّا أَن يَكُونَ أَبدل، وَإِمَّا أَن يُرِيدَ لُغَةَ مَنْ قَالَ سَلْتَ تَسَالُ.

حنا: حَنَا الشيءَ حَنْواً وحَنْياً وحَنَّاهُ: عَطَفه؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْوَرِ الشَّنّي:

يَدُقُّ حِنْوَ القَتَب المُحَنَّا، ... إِذَا عَلا صَوَّانَهُ أَرَنَّا

والانْحِناءُ: الْفِعْلُ اللَّازِمُ، وَكَذَلِكَ التَّحَنِّي. وانْحَنَى الشيءُ: انْعَطَفَ. وانْحَنَى العُودُ وتَحَنَّى: انْعَطَفَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَمْ يَحْنِ أَحدٌ مِنَّا ظَهْرَه

أَي لَمْ يَثْنه لِلرُّكُوعِ. يُقَالُ: حَنَى يَحْني ويَحْنُو. وَفِي حَدِيثِ

مُعَاوِيَةَ: وَإِذَا رَكَعَ أَحدُكم فلْيَفْرُشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ ولْيَحْنا

«٣»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَتْ بِالْحَاءِ فَهُوَ مِنْ حَنَا ظَهْرَهُ إِذَا عَطَفَهُ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْجِيمِ فَهُوَ مِنْ جنأَ على الشيء


(٢). وصدر البيت:
تقطَّعُ أسبابُ اللُّبانة، وَالْهَوَى
(٣). قوله [ولْيَحْنَا] هي في الأَصل ونسخ النهاية المعتمدة مرسومة بالأَلف

<<  <  ج: ص:  >  >>