للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِهَا قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، ... وَمِنْ كُلِّ أَفْواهِ البُقُولِ بِهَا بَقْلُ

وحَنْوة: فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ. والحِنْوُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى:

نحنُ الفَوارِسُ يومَ الحِنْوِ ضاحِيةً ... جَنْبَيْ فُطَيْمةَ، لَا مِيلٌ وَلَا عُزْلُ

وَقَالَ جَرِيرٌ:

حَيِّ الهِدَمْلةَ مِن ذاتِ المَواعِيسِ، ... فالحِنْوُ أَصبَحَ قَفْراً غيرَ مأْنوسِ

والحَنِيَّانِ: واديانِ مَعْرُوفَانِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

أَقَمْنا ورَبَّبْنا الدِّيارَ، وَلَا أَرى ... كمَرْبَعِنا، بَينَ الحَنِيَّينِ، مَرْبَعا

وحِنْوُ قُراقِرٍ: مَوْضِعٌ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِنْوُ مَوْضِعٌ. والحِنْو: وَاحِدُ الأَحْنَاءِ، وَهِيَ الجَوانِب مِثْلَ الأَعْناء. وَقَوْلُهُمُ: ازْجُرْ أَحْناءَ طَيرِكَ أَي نواحِيَه يَمِينًا وَشِمَالَا وأَماماً وخَلْفاً، ويُراد بالطَّير الخِفَّة والطَّيْش؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِك، واعْلَمَنْ ... بأَنَّكَ، إِن قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ

والحِنَّاءُ: مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ. وحَنَيْت ظَهْري وحَنَيْت العُود: عَطَفْتُهُ، وحَنَوْتُ لُغَةٌ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:

يَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِيَّا ... دَقَّ الوَلِيدِ جَوْزَه الهِنْدِيَّا

فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، يَقُولُ: يَدُقُّهُ برأْسه مِنَ النُّعَاسِ. وَرَجُلٌ أَحْنَى الظَّهْرِ والمرأَة حَنْيَاءُ وحَنْواء أَي فِي ظَهْرِهَا احْدِيداب. وَفُلَانٌ أَحْنَى النَّاسِ ضُلوعاً عَلَيْكَ أَي أَشْفَقُهم عَلَيْكَ. وحَنَوْت عَلَيْهِ أَي عَطَفْتُ عَلَيْهِ. وتَحَنَّى عَلَيْهِ أَي تعَطَّف مِثْلُ تَحَنَّن؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تَحَنَّى عليكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوى، ... فَكَيْفَ تَحَنِّيها وأَنْتَ تُهِينُها؟

والمَحَانِي: معاطِف الأَوْدِية، الْوَاحِدَةُ مَحْنِية، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

بمَحْنِيَة قَدْ آزَرَ الضَّالُ نَبْتَها، ... مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمِين وخُيَّبِ

وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانُوا مَعَه فأَشْرَفوا عَلَى حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ بمَحْنِيَة

أَي بِحَيْثُ يَنْعَطِف الْوَادِي، وَهُوَ مُنْحَناه أَيضاً، ومَحاني الْوَادِي: مَعاطِفه؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:

شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِنْ مَاءٍ مَحْنِيَةٍ، ... صافٍ بأَبْطَح أَضْحى، وَهُوَ مَشْمُول

خَصَّ ماءَ المَحْنية لأَنه يَكُونُ أَصفى وأَبرد. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن العَدُوَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَمَنُوا فِي أَحْناء الْوَادِي

؛ هِيَ جَمْعُ حِنْوٍ وَهُوَ مُنْعَطَفُه مِثْلُ مَحانيه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها

أَي مَعاطِفِها.

حوا: الحُوَّةُ: سَوَادٌ إِلى الخُضْرة، وَقِيلَ: حُمْرةٌ تَضْرب إِلى السَّواد، وَقَدْ حَوِيَ حَوىً واحْوَاوَى واحْوَوَّى، مُشَدَّدٌ، واحْوَوى فَهُوَ أَحْوَى، وَالنَّسَبُ إِليه أَحْوِيٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ إِنما ثَبَتَتِ الْوَاوُ فِي احْوَوَيْت واحْوَاوَيْت حَيْثُ كَانَتَا وَسَطًا، كَمَا أَنَّ التَّضْعِيفَ وَسَطًا أَقوى نَحْوُ اقْتَتل فَيَكُونُ عَلَى الأَصل، وإِذا كَانَ مِثْلُ هَذَا طَرَفًا اعْتَلَّ، وَتَقُولُ فِي تَصْغِيرِ يَحْيَى يُحَيٌّ، وَكُلُّ اسْمٍ اجْتَمَعَتْ فِيهِ ثَلَاثُ ياءَات أَولهن يَاءُ التَّصْغِيرِ فإِنك تَحْذِفُ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً، فإِن لَمْ يَكُنْ أَولهن يَاءَ التَّصْغِيرِ أَثْبَتَّهُنَّ ثَلاثَتَهُنَّ، تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ حَيَّة حُيَيَّة، وَفِي تَصْغِيرِ أَيُّوب أُيَيِّيبٌ بأَربع ياءَات، واحْتَملَت ذَلِكَ لأَنها فِي وَسَطِ

<<  <  ج: ص:  >  >>