للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَها مَتْنَتانِ خَظاتا كَمَا، ... أَكَبَّ عَلَى ساعِدَيْه النَّمِرْ

فإِن الْكِسَائِيَّ قَالَ: أَراد خَظَتا فَلَمَّا حرَّك التَّاءَ ردَّ الأَلف الَّتِي هِيَ بَدَلٌ مِنَ لَامِ الْفِعْلِ، لأَنها إِنما كَانَتْ حُذِفَتْ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّاءِ، فَلَمَّا حرَّك التَّاءَ رَدَّها فَقَالَ خَظاتا، قَالَ: وَيَلْزَمُهُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ فِي قَضَتا وغَزَتا قَضاتا وغَزاتا، إِلا أَن لَهُ أَن يَقُولَ إِن الشَّاعِرَ لَمَّا اضطرَّ أَجرى الْحَرَكَةَ الْعَارِضَةَ مُجرى الْحَرَكَةِ اللَّازِمَةِ فِي نَحْوِ قَوْلًا وَبَيْعًا وَخَافًا؛ وَذَهَبَ الْفَرَّاءُ إِلى أَنه أَراد خَظاتان فَحَذَفَ النُّونَ اسْتِخْفَافًا كَمَا قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِيادي:

ومَتْنان خَظاتانِ، ... كزُحْلُوفٍ مِنَ الهَضْبِ

الزُّحْلُوفُ: الْمَكَانُ الزَّلِقُ فِي الرَّمْلِ وَالصَّفَا، وَهِيَ آثَارُ تَزَلُّجِ الصِّبْيَانِ، يُقَالُ لَهَا الزَّحالِيفُ، شَبَّهَ مسَّها فِي سِمَنِها بالصَّفاة المَلْساء، أَراد خَظِيتانِ؛ وأَنشد:

أَمْسَيْنا أَمْسَيْنا ... وَلَمْ تَنامِ العَيْنا «٢»

. فَلَمَّا حرَّك الميمَ لِاسْتِقْبَالِهَا اللامَ ردَّ الأَلف؛ وأَنشد:

مَهْلًا فِدَاءً لَكَ يَا فَضالَهْ، ... أَجِرَّهُ الرُّمْحَ وَلَا تُهالَهْ

أَي وَلَا تُهَلْه؛ وَقَالَ آخَرُ:

حَتَّى تَحاجَزْنَ عَنِ الذُّوَّادِ، ... تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكادِ

أَراد: وَلَمْ تكَد، فَلَمَّا حرَّكت القافيةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَكَمَا قَالَ الْآخَرُ:

يَا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيمْى والفَمَا

قَالَ: أَراد الفَمانِ يَعْنِي الفَمَ والأَنفَ فَثَنَّاهُمَا بِلَفْظِ الْفَمِ لِلْمُجَاوِرَةِ. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: مَذْهَبُ الْكِسَائِيِّ فِي خَظاتا أَقيس عِنْدِي مِنْ قَوْلِ الْفَرَّاءِ لأَن حَذْفَ نُونِ التَّثْنِيَةِ شَيْءٌ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَالْجَمْعُ خَظَوات؛ وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الْعَرَبُ تَصِلُ الْفَتْحَةَ بأَلف سَاكِنَةٍ، فَقَوْلُهُ:

لَهَا مَتْنَتان خَظَاتا

أَراد خَظَتا مَنْ خَظَا يَخْظُو؛ وأَنشد:

قلتُ وَقَدْ خَرَّتْ عَلَى الكَلْكالِ

أَراد عَلَى الكَلْكلِ، قَالَ: وأَصل الْكَسْرِ بِالْيَاءِ وَالضَّمِّ بِالْوَاوِ وَاحْتَجَّ لِذَلِكَ كُلِّهِ. الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ أَراد خَظَتا فمدَّ الْفَتْحَةَ بأَلف كَقَوْلِهِ «٣».

يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوب

أَراد يَنْبَع. وَقَالَ: فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ؛ أَي فَمَا اسْتَكَنوا. وَقَالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: كفَّ نونَ خَظاتان كَمَا قَالُوا اللَّذا يُرِيدُونَ اللَّذَانِ؛ وَقَالَ الأَخطل:

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا ... قَتَلا المُلوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

وَرَجُلٌ خَظَوانٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ. وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غليظٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ الشَّاعِرُ:

بأَيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ، ... وكلُّ مُجَرَّبٍ خَاظِي الكُعوبِ

الْخَاظِي: الغليظُ الصُّلبُ؛ وَقَالَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ العَيْر:

خَاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، يَسْبِقُ ... غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ

والخَظَوانُ، بِالتَّحْرِيكِ: الَّذِي رَكِبَ لحمُه بعضُه بَعْضًا. ورجلٌ أَبَيَانٌ: مِنَ الإِباء، وقَطَوانٌ: يَقْطُو فِي مِشْيَتِه. ويومٌ صَخَدَانٌ: شَدِيدُ الحَرِّ. ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رَجُلٌ خِنْظيانٌ إِذا كان فاحِشاً.


(٢). قوله [أمسينا إلخ] هكذا في الأصول
(٣). أي عنترة، والبيت من معلقته

<<  <  ج: ص:  >  >>