يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وَهُوَ من أَخْنَى عليه الدِّهْرُ. وخَنَى الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قَالَ لَبِيدٌ:
قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى، ... وقَدرنا إِنْ خَنَى الدَّهرِ غَفَلْ
وأَخْنَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ: طالَ. وأَخْنَى عَلَيْهِمُ الدهرُ: أَهلكهم وأَتَى عَلَيْهِمْ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا، ... أَخْنَى عَلَيْهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ
وأَخْنَى: أَفْسَدَ. وأَخْنَيْتُ عَلَيْهِ: أَفْسَدْتُ. والخَنْوةُ: الغَدْرَةُ. والخَنْوَة أَيضاً: الفُرْجَة فِي الخُصّ. وأَخْنَى الجرادُ: كَثُر بيضُه؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وأَخْنَى المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛ وَرُوِيَ بَيْتُ زُهَيْرٍ:
أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى، ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ
والأَعرف الأَكثر أَجْنَى. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا قَضَيْنَا أَن أَلفه يَاءٌ لأَن اللَّامَ يَاءٌ أَكثر مِنْهَا وَاوًا، وَاللَّهُ أَعلم.
خوا: خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً
، أَي خَالِيَةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها
؛ أَي خاليةٌ، وَقِيلَ: ساقِطةٌ عَلَى سُقُوفها. وخَوَّتِ الدارُ وخَوِيَتْ خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً: أَقْوَتْ وخَلَتْ مِنْ أَهلها. وأَرضٌ خاوِيَةٌ: خالِيةٌ مِنْ أَهلها، وَقَدْ تَكُونُ خَاوِيَةً مِنَ الْمَطَرِ. وخَوَى البيتُ إِذَا انْهَدَمَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ خَنْساء:
كَانَ أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى ... مِمَّا بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِيلْ
خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع. وَفِي حَدِيثِ
سَهْلٍ: فَإِذَا هُمْ بِدَارٍ خاوِيَة عَلَى عُرُوشِها
؛ خَوَى إِذَا سَقَطَ وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ
. قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ
؛ أعجازُ النَّخْلِ: أُصولُها، وَقِيلَ: خاوِيَة نَعْتٌ لِلنَّخْلِ لأَن النَّخْلَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ؛ المُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ عَنْ مَنْبِتِه، وَكَذَلِكَ الخاوِيَة مَعْنَاهَا مَعْنَى المُنْقَلِعِ، وَقِيلَ لَهَا إِذَا انْقَلَعتْ خاوِيَة لأَنها خَوَتْ مِنْ مَنْبِتِها الَّذِي كَانَتْ تَنْبُتُ فِيهِ وخوَى مَنْبِتُها مِنْهَا، وَمَعْنَى خَوَتْ أَي خَلَتْ كَمَا تَخْوِي الدارُ خُوِيّاً إِذَا خَلَتْ مِنْ أَهلها. وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ أَهْلُها وَهِيَ قَائِمَةٌ بِلَا عامِرٍ. الأَصمعي: خَوَى البيتُ يَخْوِي خَواءً، مَمْدُودٌ، إِذَا مَا خَلا مِنْ أَهله. وَيُقَالُ: وقَع عرشُك بخَوّ أَي بأَرضٍ خَوَّار «١». يُتَعرَّقُ فِيهِ فَلَا يُخْلِفُ. وخَوَاءُ الأَرض، مَمْدُودٌ: بَراحُها؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ مِنْ خَوائِه
وَيُقَالُ: دَخَلَ فُلَانٌ فِي خَواءِ فرسِه يَعْنِي مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وأَبو النَّجْمِ وَصَفَ فَرَسًا طَوِيلَ الْقَوَائِمِ. وَيُقَالُ لِمَا يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه مِنْ فُرْجَةِ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ: خَوَايَةٌ؛ قَالَ الطِّرمّاح:
فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ، ... خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ
أَيْ سَدَّت مَا بَيْنَ فَخْذَيْهَا بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ. والخَوَاءُ: خُلُوُّ الجَوْفِ مِنَ الطَّعَامِ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وَالْقَصْرُ أَعلى. وخَوَى خَوىً وخَواءً: تَتَابَعَ عَلَيْهِ الجوعُ، وخَوِيَت المرأَةُ خَواً. وخَوَتْ: وَلَدَتْ فخَوَى بطنُها أَي خَلا، وَكَذَلِكَ إِذَا لَمْ تأْكل عند
(١). قوله [أي بأرض خوار إلخ] كذا بالأَصل