للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَمْشِينَ رَهْواً، فَلا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ، ... وَلَا الصُّدُورُ عَلَى الأَعْجازِ تَتَّكِلُ

والرَّهْوُ: سَيْرٌ خَفِيفٌ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ فِي سَيْرِ الإِبل. الْجَوْهَرِيُّ: الرَّهْوُ السَّيْرُ السَّهْلُ. يُقَالُ: جاءَت الخَيْلُ رَهْواً أَي مُتَتَابِعَةً. وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذْ مَرَّتْ بِهِ عَنانَةٌ تَرَهْيَأَتْ

أَي سحابةٌ تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ فَهِيَ تُرِيدُهُ وَلَمْ تَفْعَل. والرَّهْو: شِدَّةُ السَّيْرِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَوْلُهُ:

إِذا مَا دَعا داعِي الصَّباحِ أَجابَهُ ... بَنُو الحَرْب مِنَّا، والمَراهِي الضَّوابِعُ

فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: الْمَرَاهِي الْخَيْلُ السِّرَاعُ، وَاحِدُهَا مُرْهٍ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: لَوْ كَانَ مِرْهىً كَانَ أَجود، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَعْرِفْ أَرْهَى الفَرَسُ وإِنما مِرْهىً عِنْدَهُ عَلَى رَها أَو عَلَى النَّسَبِ. الأَزهري: قَالَ العُكْلِيّ المُرْهِي مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي تَرَاهُ كأَنَّه لَا يُسْرِع وإِذا طُلِبَ لَمْ يُدْرَكْ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الرَّهْوُ مِنَ الطَّيْرِ والخيلِ السِّراعُ؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:

يُرَيْنَ عَصائباً يَرْكُضْنَ رَهْواً، ... سَوابِقُهُنَّ كالحِدَإِ التُّؤامِ

وَيُقَالُ: رَهْواً يَتْبَعُ بعضُها بَعْضًا: وَقَالَ الأَخطل:

بَني مهْرَةٍ، والخَيْلُ رَهْوٌ كأَنها ... قِداحٌ عَلَى كَفَّي مُجيلٍ يُفيضُها

أَي متتابعةٌ. والرَّهْوُ: مِنَ الأَضداد، يَكُونُ السَّيْرَ السَّهْلَ وَيَكُونُ السَّريعَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ فِي السَّريع:

فأَرْسَلَها رَهْواً رِعالًا، كأَنَّها ... جَرادٌ زهَتْهُ ريحُ نَجْدٍ فأَتْهَما

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: رَها يَرْهو فِي السَّيْرِ أَي رَفَقَ. وَشَيْءٌ رَهْوٌ: رَقِيقٌ، وَقِيلَ مُتَفَرِّق. ورَها بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَرْهو رَهْواً: فَتَح؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد أَبو زِيَادٍ:

تَبيتُ، مِنْ شَفّانِ إِسْكَتَيْها ... وحِرِها، راهِيَةً رِجْلَيْها

وَيُقَالُ: رَها مَا بَيْنَ رِجْلَيْه إِذا فَتَحَ مَا بَيْنَ رِجليه. الأَصمعي: وَنَظَرَ أَعرابي إِلى بَعِيرٍ فالِجٍ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْن أَيْ فَجْوَةٌ بينَ سَنامَيْن، وَهَذَا مِنَ الانْهِباط. والرَّهْوُ: مَشْيٌ فِي سُكونٍ. وَيُقَالُ: افْعَلْ ذَلِكَ سَهْواً رَهْواً أَي سَاكِنًا بِغَيْرِ تَشَدُّدٍ. وثوبٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عَطَاءٍ:

وَمَا ضَرَّ أَثْوابي سَوادي، وتَحْتَه ... قَميصٌ مِنَ القوهِيِّ، رَهْوٌ بَنائقُهْ

وَيُرْوَى: مَهْوٌ ورَخْفٌ، وكلُّ ذَلِكَ سَواءٌ. وخِمارٌ رَهْوٌ: رَقيقٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَلي الرأْسَ وَهُوَ أَسْرَعُهُ وسَخاً. والرَّهْوُ والرَّهْوَةُ: المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ أَيضاً يَجتَمِع فِيهِ الماءُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. ابْنُ سِيدَهْ: والرَّهْوة الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضِدٌّ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ النُّمَيْري:

دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ، ... فَما نالَتا عندَ ذاكَ القَرارا

وأَنشده أَبو حَاتِمٍ عَنْ أُمّ الهَيْثم؛ وأَنشد أَيضاً:

تَظَلُّ النساءُ المُرْضِعاتُ بِرَهْوةٍ ... تَزَعْزَعُ، من رَوْعِ الجَبانِ، قُلوبُها

فَهَذَا انْحِدار وانْخِفاض؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلثوم:

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذَاتَ حَدٍّ ... مُحافَظةً، وكُنّا السابِقينا

<<  <  ج: ص:  >  >>