للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويَطْبِيه إِذَا دَعاهُ وصَرَفَه إِلَيْهِ واختارَه لنَفْسِه، واطَّباه يَطَّبِيه افْتَعَلَ مِنْهُ، فقُلِبَت التاءُ طَاءً وأُدْغِمَت. والطَّباةُ: الأَحْمَقُ. والطُّبْيُ والطِّبْيُ: حَلَماتُ الضَّرْع الَّتِي فِيهَا اللَّبَنُ مِنَ الخُفِّ والظِّلْفِ والحافرِ والسِّباع، وَقِيلَ: هُوَ لذَواتِ الحافِرِ والسِّباعِ، كالثَّدْي لِلْمَرْأَةِ وكالضَّرْعِ لِغَيْرها، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَطْباءٌ. الأَصمعي: يُقَالُ للسِّباعِ كُلِّهَا طِبْيٌ [طُبْيٌ] وأَطْبَاءٌ، وَذَوَاتُ الحافِرِ كُلُّها مِثْلُها، قَالَ: والخُفّ والظِّلْف خِلْفٌ وأَخلافٌ. التَّهْذِيبِ: والطُّبْيُ الْوَاحِدُ مِنْ أَطْباءِ الضَّرْع، وكلُّ شَيء لَا ضَرْع لَهُ، مثلُ الكَلْبَة، فَلَها أَطْباءٌ. وَفِي حَدِيثِ الضَّحَايا:

وَلَا المُصْطَلَمَة أَطْباؤُها

أَيِ المَقْطُوعَة الضُّرُوعِ. قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ يُقَالُ لِمَوْضع الأَخْلافِ مِنَ الخَيْلِ والسِّباعِ أَطْبَاءٌ كَمَا يُقَالُ فِي ذَواتِ الخُفِّ والظِّلْفِ خِلْفٌ وضَرْعٌ. وَفِي حَدِيثِ

ذِي الثُّدَيَّة: كأَنَّ إحْدَى يَدَيه طُبْيُ شاةٍ.

وَفِي المَثَل: جاوَزَ الْحِزَامُ الطُّبْيَين. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ: قَدْ بَلغ السيْلُ الزُّبى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْن

؛ قَالَ: هَذَا كِنَايَةٌ عَنِ الْمُبَالَغَةِ فِي تَجاوُزِ حَدِّ الشَّرِّ والأَذى لأَن الْحِزَامَ إِذَا انْتَهَى إِلَى الطُّبْيَيْنِ فَقَدِ انْتَهى إِلَى أَبعد غاياتِه، فكيفَ إِذَا جَاوَزَه؟ وَاسْتَعَارَهُ الحسينُ بْنُ مُطَيْر للمطَر عَلَى التَّشْبِيهِ فَقَالَ:

كَثُرَتْ ككَثْرَة وَبْلِهِ أَطْبَاؤه، ... فإذا تَجَلَّتْ فاضَتِ الأَطْباءُ «١»

وخِلْفٌ طَبِيٌّ مُجَيَّبٌ. وَيُقَالُ: أَطْبَى بنُو فلانٍ فُلَانًا إِذَا خالُّوه وقَبِلُوه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ خالُّوه ثُمَّ قَتَلوه. وَقَوْلُهُ خالُّوه مِنَ الخُلَّة، وَهِيَ المَحَبَّة. وَحُكِيَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ قَالَ: شاةٌ طبو

طَبْوَاءُ إِذَا انْصَبَّ خِلْفاها نحو الأَرض وطالا.

طثا: الطَّثْيَة: شجرةٌ تَسْمُو نحوَ القامةِ شَوِكَةٌ مِنْ أَصلها إِلَى أَعْلاها، شوكُها غالبٌ لوَرَقِها، ووَرَقُها صِغارٌ، وَلَهَا نُوَيْرةٌ بَيْضَاءُ يَجْرُسُها النَّحْلُ، وَجَمْعُهَا طَثْيٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ. ابْنُ الأَعرابي: طَثَا إذا لعِبَ بالقُلَةِ. والطُّثَى: الخَشَبات الصِّغارُ.

طحا: طَحَاه طَحْواً وطُحُوّاً: بَسَطَهُ. وطَحَى الشَّيْءَ يَطْحِيه طَحْياً: بَسَطَه أَيضاً. الأَزهري: الطَّحْو كالدَّحْو، وَهُوَ البَسْطُ، وَفِيهِ لُغَتَانِ طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى. والطَّاحِي: المُنْبَسِطُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالْأَرْضِ وَما طَحاها

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: طَحَاها ودَحاها واحدٌ، قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ ومَنْ دَحاها فأَبدَل الطاءَ مِنَ الدَّالِ، قَالَ: ودَحاها وسَّعَها. وطَحَوْته مثلُ دَحَوْته أَي بَسَطْته. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قِراءَة

الكِسائي طَحِيَها

بالإِمالَة، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ ذَواتِ الواوِ، فَإِنَّمَا جَازَ ذَلِكَ لأَنّها جاءتْ مَعَ مَا يَجُوزُ أَن يُمال، وَهُوَ يَغْشاها وبَناها، عَلَى أَنهم قَدْ قَالُوا مِظَلَّة مَطْحِيَّة، فَلَوْلَا أَنَّ الْكِسَائِيَّ أَمال تَلاها مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها، لقُلْنا إِنَّهُ حَمَلَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ مِظَلَّة مَطْحِيَّة ومِظَلَّة مَطْحُوَّة: عَظِيمَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: ومِظَلَّة طاحِيةٌ وَمَطْحِيَّةٌ عَظيمةٌ، وَقَدْ طَحاها طحْواً وطَحْياً. أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِلْبَيْتِ الْعَظِيمِ: مِظَلَّةٌ مَطْحُوَّةٌ ومَطْحِيَّة وَطَاحِيَةٌ، وَهُوَ الضخْمُ. وضَربَه ضرْباً طَحَا مِنْهُ أَي امْتَدَّ. وطَحَا بِهِ قَلْبُه وهَمُّه يَطْحَى طَحْواً: ذَهَبَ بِهِ فِي مذهبٍ بعيدٍ، مأْخوذٌ مِنْ ذَلِكَ. وطَحَا بِكَ قَلْبُكَ يَطْحى طَحياً: ذَهَبَ. قَالَ: وأَقبَل التَّيْسُ فِي طَحْيَائه


(١). قوله [تجلت] هكذا في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>