للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَفِي الْمَثَلِ: أَدْرِكْني وَلَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ؛ قِيلَ: يَعْنِي بالمَغْرُوَّيْنِ السهمَ والرُّمْحَ؛ عَنْ أَبي عَلِيٍّ فِي الْبَصْرِيَّاتِ، وَقِيلَ: بأَحَد السَّهْمَيْنِ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَدْرِكْني بِسَهْمٍ أَو برُمْحٍ. قَالَ الأَزهري: وَمِنْ أَمثالهم أَنْزِلْني ولَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن؛ حَكَاهُ المُفَضَّل، أَي بأَحَد السَّهْمَيْن، قَالَ: وَذَلِكَ أَن رَجُلًا رَكِبَ بعِيراً صَعْباً فَتَقَحَّمَ بِهِ، فاسْتغاث بصاحبٍ لَهُ مَعَهُ سَهْمان فَقَالَ أَنْزِلْني وَلَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُضْرَب مَثَلًا فِي السُّرْعةِ والتعجِيلِ بالإِغاثةِ وَلَوْ بأَحَدِ السَّهْمَيْن المكسورَين، وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي لَمْ يَجِفّ عَلَيْهِ الغِراء. والغِراءُ: مَا طُليَ بِهِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: غَرَى السَّرْجِ، مقصورٌ مفتوحُ الأَوّل، فإِذا كسَرْتَه مَدَدْتَه. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قومٌ يَفْتَحُونَ الغَرَا فيَقْصُرونَه وليْست بالجَيِّدة. والغَرِيُّ: صِبْغٌ أَحْمَر «٢» كأَنه يُغْرَى بِهِ؛ قَالَ:

كأَنَّما جَبِينُه غَرِيُ

اللَّيْثُ: الغِرَاءُ مَا غَرَّيْتَ بِهِ شَيْئًا مَا دامَ لَوناً وَاحِدًا. وَيُقَالُ أَيضاً: أَغْرَيْتُه، وَيُقَالُ: مَطْلِيٌّ مُغَرَّى، بِالتَّشْدِيدِ. والغَرِيُّ: صَنَمٌ كانَ طُليَ بدَمٍ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رَأْسَه ... فُرُعٌ، بينَ رِئاسٍ وَحَامِ

أَبو سَعِيدٍ: الغَرِيُّ نُصُبٌ كَانَ يُذْبَحُ عَلَيْهِ النسكُ، وأَنشد الْبَيْتَ. والغَرَى: مقصورٌ: الْحُسْنُ. والغَرِيُّ: الحَسَنُ مِنَ الرجالِ وغيرهمْ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الحَسن الوَجْه؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ للأَعشى:

وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ، ... إِذا تُعْطِي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ

وكلُّ بناءٍ حَسَنٍ غَرِيُّ، والغَرِيَّانِ المَشْهورانِ بِالْكُوفَةِ مِنْهُ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

لَوْ كَانَ شيءٌ لَهُ أَنْ لَا يَبِيدَ عَلَى ... طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِيَّانِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وأَنشد ثَعْلَبٌ:

لَوْ كَانَ شيءٌ أَبَى أَنْ لَا يَبِيدَ عَلَى ... طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِيَّانِ

قَالَ: وَهُمَا بناءَان طَوِيلَانِ، يُقَالُ هُما قَبْرُ مالكٍ وعَقِيلٍ نَديمَي جَذيمَةَ الأَبْرش، وسُمِّيا الغَرِيَّيْن لأَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ المنذرِ كَانَ يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله فِي يَوْمِ بُؤْسِه؛ قَالَ خِطَامٌ الْمُجَاشِعِيُّ:

أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ؟ ... لَمْ يَبْقَ منْ آيٍ بِهَا يُحَلَّيْنْ،

غَيْرُ خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ، ... وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ

والغَرْوُ: موضعٌ؛ قَالَ عُرْوةُ بنُ الوَرْدِ:

وبالغَرْوِ والغَرَّاءِ مِنْهَا مَنازِلٌ، ... وحَوْلَ الصَّفَا منْ أَهْلِها مُتَدَوَّرُ

والغَرِيُّ والغُرَيُّ: موضعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَغَرَّكَ يَا مَوْصولُ، مِنْهَا ثُمالَةٌ ... وبَقْلٌ بأَكْناف الغَرِيِّ تُؤَانُ؟

أَراد تُؤَامُ فأَبْدلَ. والغَرَا: وَلدُ الْبَقَرَةِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: البَقَرَةِ


(٢). قوله [والغَرِيّ صبغ أحمر] هو هكذا في الأصل، وكذلك ضبطه شارح القاموس كغني

<<  <  ج: ص:  >  >>