للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَسِيٌّ لَقَبُ ثَقِيفٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لأَنه مرَّ عَلَى أَبي رِغالٍ وَكَانَ مُصَدِّقاً فَقَتَلَهُ فَقِيلَ قَسا قَلْبُهُ فَسُمِّيَ قَسِيّاً؛ قَالَ شَاعِرُهُمْ:

نحنُ قَسِيٌّ وقَسا أَبونا

وقَسًى: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْعَالِيَةِ، قَالَ ابْنُ أَحمر:

بِجَوٍّ، مِنْ قَسًى، ذَفِرِ الخُزامى، ... تَهادى الجِرْبِياء بِهِ الجَنِينا «٣»

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ:

لَنَا إِبلٌ لَمْ تَدْرِ مَا الذُّعْرُ، بَيْتُها ... بِتِعْشارَ، مَرْعاها قَسا فصَرائِمُهْ

وَقِيلَ: قَسا حَبْل رَمْل مِنْ رِمَالِ الدَّهناء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

سَرَتْ تَخْبِطُ الظَّلْماء مِنْ جانِبَيْ قَسا، ... وحُبَّ بِهَا، مِن خابِطِ الليلِ، زَائِرُ

وَقَالَ أَيضاً:

ولكنَّني أُفْلِتُّ مِنْ جانِبَيْ قَسا، ... أَزُورُ امْرَأً مَحْضاً كرِيماً يَمانِيا

ابْنُ سِيدَهْ: وقُسَاءٌ مَوْضِعٌ أَيضاً، وَقَدْ قِيلَ: هُوَ قَسًى بِعَيْنِهِ، فإِن قُلْتَ: فَلَعَلَّ قَسًى مُبْدَلٌ مِنْ قُساءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ هُوَ الأَصل؟ قِيلَ: هَذَا حَمْل عَلَى الشُّذُوذِ لأَن إِبدال الْهَمْزِ شَاذٌّ، والأَوّل أَقْوى لأَن إِبدال حَرْفِ الْعِلَّةِ هَمْزَةً إِذا وَقَعَ طَرَفًا بَعْدَ أَلف زَائِدَةٍ هُوَ الْبَابُ. ابْنُ الأَعرابي: أَقْسَى إِذا سَكَنَ قُساء، وَهُوَ جَبَلٌ، وَكُلُّ اسْمٍ عَلَى فُعال فَهُوَ ينصرف، فأَما قُساء «٤»، وَلِذَلِكَ لَمْ يَصْرِفْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قُسَاء، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، اسْمُ جَبَلٍ، وَيُقَالُ: ذُو قُساء؛ قَالَ جِرانُ العَوْدِ:

يُذكِّر أَيّاماً لَنا بِسُوَيْقَةٍ ... وهَضْبِ قُساءٍ، والتَّذَكُّرُ يَشْعَفُ

وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وقَفْتُ بأَعلى ذِي قُساء مَطِيَّتي، ... أُمَيِّلُ فِي مَرْوانَ وابنِ زِيادِ

وَيُقَالُ: ذُو قُساء مَوْضِعٌ؛ قَالَ نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ:

تَضَمَّنها مشَارِفُ ذِي قُساءٍ، ... مَكانَ النَّصْلِ مِنْ بَدَنِ السِّلاحِ

قَالَ الْوَزِيرُ: قِسَاء اسْمُ مَوْضِعٍ مَصْرُوفٌ، وقُسَاء اسْمُ مَوْضِعٍ غَيْرُ مَصْرُوفٍ

قشا: المُقَشَّى: هُوَ المُقَشَّر. وقَشَا العُودَ يَقْشُوه قَشْواً: قَشَرَه وخرَطه، وَالْفَاعِلُ قاشٍ، والمَفعول مَقْشُوٌّ. وقَشَّيْته فَهُوَ مُقَشًّى. وقَشَوْتُ وجهَه: قَشَرْته ومَسَحْتُ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

قَيلة: وَمَعَهُ عَسِيبُ نَخْلَةٍ مَقْشُوٌّ غيرُ خُوصَتين مِنْ أَعلاه

أَي مَقْشُورٌ عَنْهُ خُوصه. وقَشَّيْته تَقْشِية فَهُوَ مُقَشًّى أَي مُقَشَّر. وقَشَّيْتُ الحَبَّة: نَزَعْت عَنْهَا لِبَاسَهَا. وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ:

أَنه دَخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يأْكل لِياءً مُقَشًّى

؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:

وعَدَسٍ قُشِّيَ مِنْ قُشَيرِ

وتَقَشَّى الشيءُ: تَقَشَّر؛ قَالَ كُثير عَزَّةَ:

دَعِ القَوْمَ مَا احْتَلُّوا جُنُوبَ قُراضِمٍ، ... بِحَيْثُ تَقَشَّى بَيْضُه المُتَفَلِّقُ


(٣). قَوْلِهِ [بِجَوٍّ مِنْ قَسًى إلخ] أَوْرَدَهُ ابْنُ سِيدَهْ فِي اليائي بهذا اللفظ، وأورده الأزهري وتبعه ياقوت بما لفظه:
بِهَجْلٍ مِنْ قَسًا ذَفِرِ الْخُزَامَى ... تَدَاعَى الْجِرْبِيَاءُ بِهِ الحنينا
وفيهما الحنينا بالحاء المهملة، وقال ياقوت: قسا منقول من الفعل.
(٤). قوله [فأَما قساء إلخ] عبارة التكملة: فأما قُسَاء فلا ينصرف لأنه في الأصل على فعلاء فِي الأَصل قُسَواء عَلَى فُعَلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>