للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَا ثُجْرةَ الثَّوْرِ وظَرْبانَ اللَّوِي

وَالِاسْمُ اللِّوى، مَقْصُورٌ. الأَصمعي: اللِّوى مُنْقَطَعُ الرَّملة؛ يُقَالُ: قَدْ أَلْوَيْتُم فانزِلوا، وَذَلِكَ إِذا بَلَغُوا لِوَى الرَّمْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: لِوَى الرملِ، مَقْصُورٌ، مُنْقَطَعُه، وَهُوَ الجَدَدُ بعدَ الرَّمْلَةِ، ولِوَى الْحَيَّةِ حِواها، وَهُوَ انْطِواؤها؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. ولاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ لِواءً: التَوَت عَلَيْهَا. والْتَوَى الماءُ فِي مَجْراه وتَلَوَّى: انْعَطَفَ وَلَمْ يَجْرِ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ، وتَلَوَّتِ الحيةُ كَذَلِكَ. وتَلَوَّى البَرْقُ فِي السَّحَابِ: اضطَرب عَلَى غَيْرِ جِهَةٍ. وقَرْنٌ أَلْوَى: مُعْوَجٌّ، وَالْجَمْعُ لُيٌّ، بِضَمِّ اللَّامِ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ سَمِعْنَاهَا مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: وَلَمْ يَكسِروا، وإِن كَانَ ذَلِكَ الْقِيَاسَ، وَخَالَفُوا بَابَ بِيض لأَنه لَمَّا وَقَعَ الإِدغام فِي الْحَرْفِ ذَهَبَ الْمَدُّ وَصَارَ كَأَنَّهُ حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ، أَلا تَرَى لَوْ جَاءَ مَعَ عُمْيٍ فِي قَافِيَةٍ جَازَ؟ فَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَن الْمُدْغَمَ بِمَنْزِلَةِ الصَّحِيحِ، والأَقيسُ الْكَسْرُ لِمُجَاوَرَتِهَا الْيَاءَ. ولَوَاه دَيْنَه وبِدَيْنِه لَيّاً ولِيّاً ولَيَّاناً ولِيَّاناً: مَطَله؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي اللَّيَّانِ:

تُطِيلِينَ لَيَّاني، وأَنت مَلِيَّةٌ، ... وأُحْسِنُ، يَا ذاتَ الوِشاحِ، التَّقاضِيا

قَالَ أَبو الهيثم: لم يجيء مِنَ الْمَصَادِرِ عَلَى فَعْلان إِلا لَيَّانَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي زَيْدٍ قَالَ: لِيَّان، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ لُغَيَّة، قال: وَقَدْ يَجِيءُ اللَّيَّان بِمَعْنَى الْحَبْسِ وَضِدَّ التَّسْرِيحِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ «٢»:

يَلْقَى غَريمُكُمُ مِنْ غَيْرِ عُسْرَتِكمْ ... بالبَذْلِ مَطْلًا، وبالتَّسْريحِ لَيّانا

وأَلْوى بحقِّي ولَوَانِي: جَحَدَني إِيّاه، ولَوَيْتُ الدَّيْنَ. وَفِي حَدِيثِ المَطْلِ: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرْضَه وعُقوبَتَه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: اللَّيُّ هُوَ المَطْل؛ وأَنشد قَوْلَ الأَعشى:

يَلْوِينَنِي دَيْني، النَّهارَ، وأَقْتَضِي ... دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاسُ الرُّقَّدا

لَواه غريمُه بدَيْنِه يَلْوِيه لَيّاً، وأَصله لَوْياً فأُدغمت الْوَاوُ فِي الْيَاءِ. وأَلْوَى بِالشَّيْءِ: ذهَب بِهِ. وأَلْوَى بِمَا فِي الإِناء مِنَ الشَّرَابِ: استأْثر بِهِ وغَلَب عَلَيْهِ غيرَه، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الطَّعَامِ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جؤيَّة:

سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيع ثَمانِياً، ... يُلْوِي بِعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ

يُلْوِي بِعَيْقَاتِ الْبِحَارِ أَي يَشْرَبُ مَاءَهَا فَيَذْهَبُ بِهِ. وأَلْوَتْ بِهِ العُقاب: أَخذته فَطَارَتْ بِهِ. الأَصمعي: وَمِنْ أَمثالهم أَيْهاتَ أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأَنها داهيةٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْ أَصله. وَفِي الصِّحَاحِ: أَلْوَتْ بِهِ عَنْقاء مُغْرِب أَي ذهَبَت بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

حُذَيْفَة: أَنَّ جِبريلَ رَفَع أَرضَ قَوْم لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثمَّ أَلْوَى بِهَا حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّمَاءِ ضُغاء كِلابهم

أَي ذَهَبَ بِهَا، كَمَا يُقَالُ أَلْوَتْ بِهِ العَنْقاء أَي أَطارَتْه، وَعَنْ قَتَادَةَ مِثْلُهُ، وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ أَلْوَى بِهَا فِي جَوّ السَّمَاءِ، وأَلْوَى بِثَوْبِهِ فَهُوَ يُلوِي بِهِ إِلْوَاء. وأَلْوَى بِهم الدَّهْرُ: أَهلكهم؛ قَالَ:

أَصْبَحَ الدَّهْرُ، وَقَدْ أَلْوَى بِهِم، ... غَيرَ تَقْوالِك مِنْ قيلٍ وَقَالَ

وأَلْوَى بِثَوْبِهِ إِذا لَمَع وأَشارَ. وأَلْوَى بِالْكَلَامِ: خالَفَ بِهِ عَنْ جِهته. ولَوَى عَنِ الأَمر والْتَوى: تثاقَل. ولَوَيْت أَمْري عَنْهُ لَيّاً ولَيّاناً: طَوَيْتُه. ولَوَيْتُ عَنْهُ الخَبَرَ: أَخبرته بِهِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ. ولَوَى فُلَانٌ خَبَرَهُ إِذا كَتَمه. والإِلْوَاء: أَن تُخالف


(٢). أي جرير

<<  <  ج: ص:  >  >>