عِشْتَ مَعَهُ مِلاوةً مِنْ دَهْرِكَ وتَمَتَّعْت بِهِ. وأَمْلَى لِلْبَعِيرِ فِي القَيْدِ: أَرْخى ووَسَّع فِيهِ. وأَمْلى لَهُ فِي غَيِّه: أَطالَ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً
؛ اشْتِقَاقُهُ مِنَ المَلْوة وَهِيَ الْمُدَّةُ مِنَ الزَّمَانِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: البَسْ جَدِيدًا وتَمَلَّ حَبِيبًا أَي لتَطُلْ أَيامُك مَعَهُ؛ وأَنشد:
بوِدِّيَ لَوْ أَني تَمَلَّيْتُ عُمْرَه ... بِما ليَ مِنْ مالٍ طَريفٍ وتالِدِ
أَي طالَتْ أَيامي معَه؛ وأَنشد:
أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ تَرُودَنَّ ناقَتي ... بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ؟
هُنالِكَ لَا أُمْلي لَهَا القَيْدَ بالضُّحى، ... ولَسْتُ، إِذا راحَتْ عليَّ، بعاقِلِ
أَي لَا أُطِيلُ لَهَا الْقَيْدَ لأَنها صَارَتْ إِلى أُلَّافِها فتَقِرُّ وَتَسْكُنُ، أَخذ الإِمْلاءَ مِنَ المَلا، وَهُوَ مَا اتَّسَع مِنَ الأَرض. ومرَّ مَليٌّ مِنَ اللَّيْلِ ومَلًا: وَهُوَ مَا بَيْنَ أَوَّله إِلى ثُلُثِهِ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعة مِنْهُ لَمْ تُحَدَّ، وَالْجَمْعُ أَمْلاء، وَتَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ:
ومرَّ عَلَيْهِ مَلًا مِنَ الدَّهْرِ
أَي قطْعة. والمَلِيُّ: الهَوِيُّ مِنَ الدَّهْرِ. يُقَالُ: أَقامَ مَلِيّاً مِنَ الدَّهْرِ. وَمَضَى مَلِيٌّ مِنَ النَّهَارِ أَي ساعةٌ طَويلة. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَمَلَّأْتُ مِنَ الطَّعَامِ تَمَلُّؤاً. وَقَدْ تَمَلَّيْت الْعَيْشَ تَمَلِّياً إِذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلًا. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: أَي طَوِيلًا. والمَلَوانِ: الليلُ وَالنَّهَارُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
نَهارٌ ولَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما، ... عَلَى كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ
وَقِيلَ: المَلَوانِ طَرفا النَّهَارِ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
أَلا يَا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ، ... أَمَلَّ عَليها بالبِلى المَلَوانِ
وَاحِدُهُمَا مَلًا، مَقْصُورٌ. وَيُقَالُ: لَا أَفعله مَا اخْتَلَفَ المَلَوانِ. وأَقام عِنْدَهُ مَلْوَةً مِنَ الدَّهْرِ ومُلْوَةً ومِلْوَةً ومَلاوَةً ومُلاوَةً ومِلاوةً أَي حِينًا وبُرهة مِنَ الدَّهْرِ. اللَّيْثُ: إِنه لَفِي مِلَاوَةٍ مِنْ عَيْشٍ أَي قَدْ أُمْلِيَ لَهُ، وَاللَّهُ يُمْلي مَن يَشَاءُ فيؤجِّله فِي الخَفْض والسِّعة والأَمْن؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
مُلاوةً مُلِّيتُها، كأَني ... ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّي
الأَصمعي: أَمْلَى عَلَيْهِ الزَّمنُ أَي طَالَ عَلَيْهِ، وأَمْلَى لَهُ أَي طَوَّلَ لَهُ وأَمْهَلَه. ابْنُ الأَعرابي: المُلَى الرَّماد الحارُّ، والمُلَى الزَّمَانُ «٢» مِنَ الدَّهْرِ. والإِمْلاء والإِمْلالُ عَلَى الْكَاتِبِ وَاحِدٌ. وأَمْلَيْتُ الْكِتَابَ أُمْلِي وأَمْلَلْتُه أُمِلُّه لُغَتَانِ جَيِّدتان جاءَ بِهِمَا الْقُرْآنُ. واسْتَمْلَيْته الْكِتَابَ: سأَلته أَن يُمْلِيَه عليَّ، وَاللَّهُ أَعلم. والمَلاةُ: فَلاة ذَاتَ حَرٍّ، وَالْجَمْعُ مَلًا؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا:
ولَكِنَّني أُرْوي مِنَ الخَمْرِ هامَتي، ... وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل
وَهُوَ الَّذِي تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وقلَّ، وَقِيلَ: المَلا وَاحِدٌ وَهُوَ الفَلاةُ. التهذيب في ترجمة ملأَ: وأَما المَلا المُتَّسَعُ مِنَ الأَرض فَغَيْرُ مَهْمُوزٍ، يُكْتَبُ بالأَلف وَالْيَاءِ وَالْبَصْرِيُّونَ يكتبونه بالأَلف؛ وأَنشد:
(٢). وقوله [المُلَى الرماد والمُلَى الزمان] كذا ضبطا بالضم في الأصل.