للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَدَّيت الْفِعْلَ إِلى غَيْرِهِ. ووَخَى الأَمْرَ: قصَدَه؛ قَالَ:

قالتْ وَلَمْ تَقْصِدْ بِهِ وَلَمْ تَخِهْ: ... مَا بالُ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ،

كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بينَ أَفْرُخِهْ؟

وتَوخَّاه: كوَخاه. وَقَدْ وخَيْتُ غَيْرِي، وَقَدْ وخَيْتُ وَخْيَكَ أَي قَصَدْتُ قَصْدَكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَ لَهُمَا اذْهَبا فتَوَخَّيا واستَهِما

أَي اقْصِدا الحَقَّ فِيمَا تَصْنَعانِه مِنَ القِسمة، ولْيأْخذْ كلٌّ مِنْكُمَا مَا تُخْرِجُهُ القُرْعة مِنَ القِسمة. يُقَالُ: تَوَخَّيْتُ الشَّيْءَ أَتَوَخَّاه تَوخِّياً إِذا قَصَدْتَ إِليه وتَعَمَّدْت فِعلَه وتحَرَّيْت فِيهِ. وَهَذَا وَخْيُ أَهْلِك أَي سَمْتُهم حَيْثُ سارُوا. وَمَا أَدري أَين وَخَى فُلَانٌ أَي أَينَ تَوجَّهَ. الأَزهري: سَمِعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ إِذا أَرشده لصَوْب بَلَدٍ يأْتَمُّه: أَلا وخُذْ عَلَى سَمْت هَذَا الوَخْي أَي عَلَى هَذَا القَصْدِ والصَّوْبِ. قَالَ: وَقَالَ النَّضْرُ اسْتَوْخَيْتُ فُلَانًا عَنْ مَوْضِعِ كَذَا إِذَا سأَلته عَنْ قَصْدِه؛ وأَنشد:

أَما مِنْ جَنُوبٍ تُذْهِبُ الغِلَّ طَلَّةٍ ... يَمانِيةٍ مِنْ نَحْو رَيّا، وَلَا رَكْب

يَمانِينَ نَسْتَوخِيهمُ عَنْ بِلادِنا ... عَلَى قُلُصٍ، تَدْمى أَخِشَّتُها الحُدْب

وَيُقَالُ: عرفتُ وَخى الْقَوْمِ وخِيَّتَهم وأَمَّهم وإمَّتَهم أَي قَصْدَهم. ووَخَت النَّاقَةُ تَخي وَخْياً: سَارَتْ سَيْرًا قَصْداً؛ وَقَالَ:

افْرُغْ لأَمثالِ مِعًى أُلَّافِ ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ،

وهْيَ إِذَا مَا ضَمَّها إِيجَافِي

وَذَكَرَ ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ أَبي عَمْرٍو: الوَخْيُ حُسْنُ صَوْتِ مَشْيِها. وَوَاخَاهُ: لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ فِي آخَاهُ، يُبْنَى عَلَى تَواخى. وتَوخَّيْتُ مَرْضاتَك أَي تحرَّيْت وقصدْت. وَتَقُولُ: استَوْخِ لَنَا بَنِي فُلَانٍ مَا خَبَرُهم أَي استَخْبِرْهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا رَوَاهُ أَبو سَعِيدٍ بِالْخَاءِ مُعْجَمَةً؛ وأَنشد: الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ صَلَخَ:

لَوْ أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمى أَصْلَخا ... إِذاً لَسَمَّى، واهْتَدى أَنَّى وَخَى

أَي أَنَّى تَوَجَّهَ. يُقَالُ: وَخى يَخي وَخْياً، وَاللَّهُ أَعلم.

ودي: الدِّيةُ: حَقُّ القَتِيل، وَقَدْ ودَيْتُه وَدْياً. الْجَوْهَرِيُّ: الدِّيةُ وَاحِدَةُ الدِّيات، والهاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ، تَقُولُ: ودَيْتُ القَتِيلَ أَدِيه دِيةً إِذا أَعطيت دِيَتَه، واتَّدَيْتُ أَي أَخذتُ دِيَتَه، وإِذا أَمرت مِنْهُ قُلْتَ: دِ فُلَانًا وَلِلِاثْنَيْنِ دِيا، وَلِلْجَمَاعَةِ دُوا فُلَانًا. وَفِي حَدِيثِ الْقَسَامَةِ:

فوَداه مِنْ إِبل الصَّدَقَةِ أَي أَعطى دِيَته.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِن أَحَبُّوا قادُوا وإِن أَحَبُّوا وادُوا

أَي إِن شاؤوا اقتَصُّوا، وإِن شاؤوا أَخَذوا الدِّية، وَهِيَ مُفَاعَلَةٌ مِنَ الدِّيَةِ. التَّهْذِيبُ: يُقَالُ وَدَى فُلَانٌ فُلَانًا إِذا أَدَّى دِيَتَهُ إِلى وَلِيِّهِ. وأَصل الدِّيَّة وِدْية فَحُذِفَتِ الْوَاوُ، كَمَا قَالُوا شِيةٌ مِنَ الوَشْي. ابْنُ سِيدَهْ: وَدَى الفرسُ والحِمارُ وَدْياً أَدْلى ليَبُول أَو ليَضْرِبَ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَدَى لِيَبُولَ وأَدْلى ليَضْرب، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا تَقُلْ أَوْدى، وَقِيلَ: وَدَى قطرَ. الأَزهري: الْكِسَائِيُّ وَدَأَ الفرسُ يَدَأُ بِوَزْنِ وَدَعَ يَدَعُ إِذا أَدلى، قَالَ: وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ هَذَا وهَمٌ، لَيْسَ فِي وَدَأَ الفرسُ إِذا أَدْلى هَمْزٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: وَدى الفَرسُ

<<  <  ج: ص:  >  >>