للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلَّ مَا جُعِلَ فِيهِ. وطريقٌ وَعْبٌ: واسعٌ، وَالْجَمْعُ وِعابٌ؛ وَيُقَالُ لِهَنِ المرأَة إِذا كَانَ وَاسِعًا وَعِيبٌ. والوَعْبُ: مَا اتَّسَع مِنَ الأَرض، والجمعُ كَالْجَمْعِ. وأَوْعَبَ أَنْفَه: قَطَعه أَجْمَعَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَمْدَحُ رَجُلًا:

يَجْدَعُ، مَنْ عَادَاهُ جَدْعاً مُوْعِبا، ... بَكْرٌ، وبَكْرٌ أَكرمُ الناسِ أَبا

وأَوْعَبه: قَطَعَ لِسَانَهُ أَجْمَعَ. وَفِي الشَّتْم: جَدَعه اللهُ جَدْعاً مُوعِباً. وجَدَعَه فأَوْعَبَ أَنْفَه أَي استأْصَلَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فِي الأَنْفِ إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعاً الدِّيةُ

أَي إِذا لَمْ يُتْرَكْ مِنْهُ شيءٌ؛ وَيُرْوَى

إِذا أُوعِبَ جَدْعُه كلُّه

أَي قُطِعَ جَمِيعه، وَمَعْنَاهُمَا اسْتُؤْصِلَ. وكلُّ شَيْءٍ اصْطُلِم فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ فَقَدْ أُوعِبَ واسْتُوعِبَ، فَهُوَ مُوعَبٌ. وأَوْعَبَ القومُ: حَشَدوا وجاؤُوا مُوعِبين أَي جَمَعوا مَا اسْتَطاعوا مِنْ جَمْعٍ. وأَوْعَبَ بَنو فُلَانٍ: جَلَوْا أَجمعون. قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ جَلاءً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بِبَلَدِهِمْ أَحَدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْعَبَ بَنُو فُلَانٍ لفلانٍ، لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحدٌ إِلا جاءَه. وأَوْعَبَ بَنُو فلانٍ لِبَنِي فلانٍ: جَمَعُوا لَهُمْ جَمْعاً، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَوْعَبَ القومُ إِذا خَرَجُوا كلُّهم إِلى الغزْو. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُوعِبون فِي النَّفير مَعَ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

، أَي يَخرُجُون بأَجْمعهم فِي الغَزْو. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَوْعَبَ الْمُهَاجِرُونَ والأَنصارُ مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يومَ الْفَتْحِ.

وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

أَوْعَبَ الأَنصارُ مَعَ عليٍّ إِلى صِفِّين

أَي لَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْهُمْ أَحدٌ عَنْهُ؛ وَقَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرصِ فِي إِيعاب الْقَوْمِ إِذا نَفَرُوا جَمِيعًا:

أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِي جَدِيلَةَ أَوعَبُوا، ... نُفَراء مِنْ سَلْمَى لَنَا، وتَكَتَّبُوا

وانْطَلَقَ القومُ فأَوْعَبُوا أَي لَمْ يَدَعُوا مِنْهُمْ أَحداً. وأَوْعَبَ الشيءَ فِي الشيءِ: أَدْخَلَه فِيهِ. وأَوْعَبَ الفرسُ جُرْدانَه فِي ظَبْيةِ الحِجْر، مِنْهُ. وأَوْعَبَ فِي مَالِهِ: أَسْلَف؛ وَقِيلَ: ذَهَبَ كلَّ مَذْهَب فِي إِنفاقه. الْجَوْهَرِيُّ: جَاءَ الفرسُ برَكْضٍ وَعِيبٍ أَي بأَقْصَى مَا عِنْدَهُ. ورَكْضٌ وَعِيبٌ إِذا اسْتَفْرَغَ الحُضْرَ كلَّه. وَفِي الشَّتْم: جَدَعَه اللَّهُ جَدْعاً مُوعِباً أَي مُسْتَأْصِلًا، والله أَعلم.

وغب: الوَغْبُ والوَغْدُ: الضَّعِيفُ فِي بَدَنه، وَقِيلَ: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة:

لا تَعْذِلِيني، واسْتَحي بإِزْبِ، ... كَزِّ المُحَيَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ،

وَلَا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَرْشَعَ: وَلَا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قَالَ: والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ. وأَما البِرْشام، فَهُوَ حِدَّةُ النَّظر. والوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: وَهُوَ الثَّقِيلُ. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقَصيرُ الغَليظُ. والأُنَّحُ: الْبَخِيلُ الَّذِي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. وجَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ ووِغابٌ؛ والأُنثى: وَغْبَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

الأَحْنَف: إِياكم وحَمِيَّةَ الأَوْغابِ

؛ هُمُ اللِّئام والأَوْغادُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنما حَرَّكَ، لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ. والوَغْبُ أَيضاً: سَقَطُ الْمَتَاعِ. وأَوْغابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتاعه، كالقَصْعة، والبُرْمة، والرَّحيَينِ، والعُمدِ، وَنَحْوِهَا. وأَوغابُ البُيوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. والوَغْبُ أَيضاً: الْجَمَلُ الضَّخْمُ؛ وأَنشد:

أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلًّا وغْبا

وَقَدْ وَغُبَ الجملُ، بِالضَّمِّ، وُغُوبةً ووَغابةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>