للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَعادَى بَينَ هادِيَتَيْنِ مِنْهَا، ... وأَوْلَى أَن يَزِيدَ عَلَى الثَّلاثِ

أَي قارَبَ أَن يَزِيدَ، قَالَ ثَعْلَبٌ: وَلَمْ يَقُلْ أَحد فِي أَوْلَى لَكَ أَحْسَنَ مِمَّا قَالَ الأَصمعي: وَقَالَ غَيْرُهُمَا: أَوْلَى يَقُولُهَا الرَّجُلُ لِآخَرَ يُحَسِّره على مافاته، وَيَقُولُ لَهُ: يَا مَحْرُومٌ أَي شَيْءٍ فَاتَكَ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَولى لَكَ تَهَدُّدٌ وَوَعِيدٌ، قَالَ الشَّاعِرُ:

فأَوْلى ثُمَّ أَوْلى ثُمَّ أَوْلَى! ... وهَلْ للدَّرِّ يُحْلَبُ مِنْ مَرَدِّ

قَالَ الأَصمعي: مَعْنَاهُ قارَبَه مَا يُهْلِكه أَي نَزَلَ بِهِ: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِنْهُ قَوْلُ مَقَّاس الْعَائِذِيُّ:

أَوْلَى فأَولى بإمْرِىءِ القَيسِ بعد ما ... خَصَفْنَ، بآثارِ المَطِيِّ، الحَوافِرا

وَقَالَ تُبَّع:

أَوْلى لَهُمْ بعِقابِ يومٍ سَرْمَد

وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:

هَمَمْتُ بنَفْسِيَ كلَّ الهُمُوم، ... فأَوْلَى لنَفْسِيَ أَوْلَى لَهَا

قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ قَوْلَهُ:

فَأَولى لِنَفْسِي أَولى لَهَا

يَقُولُ الرَّجُلُ إِذا حاوَل شَيْئًا فأُفْلِتَه مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يُصِيبُهُ: أَوْلى لَهُ، فإِذا أَفْلَت مِنْ عَظِيمٍ قَالَ: أَولى لِي، وَيُرْوَى

عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنه كَانَ يَقُولُ: إِذا مَاتَ مَيِّتٌ فِي جِواره أَو فِي دارِه أَوْلى لِي كِدتُ واللَّهِ أَن أَكون السَّوادَ المُخْتَرَم

، شَبَّه كَادَ بِعَسَى فأَدخل فِي خَبَرِهَا أَن، قَالَ: وأُنْشِدْتُ لِرَجُلٍ يَقْتَنِصُ فإِذا أَفْلَتَه الصَّيْدُ قَالَ أَولى لَكَ، فكثُرت تِيكَ مِنْهُ فَقَالَ:

فلَوْ كَانَ أَوْلَى يُطْعِمُ القَوْمَ صِدْتُهُمْ، ... ولكِنَّ أَوْلى يَتْرُكُ القَوْمَ جُوَّعا

أَوْلَى فِي الْبَيْتِ حِكَايَةٌ، وَذَلِكَ أَنه كَانَ لَا يُحَسِنُ أَن يَرْمِي، وأَحبَّ أَن يُمْتَدَحَ عِنْدَ أَصحابه فَقَالَ أَولى، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى الأُخرى وَقَالَ أَولى، فَحَكَى ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ

أَنس، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: قَامَ عبدُ اللَّه بْنِ حُذافةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، فَقَالَ: مَن أَبي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبوك حُذافَة، وَسَكَتَ رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَوْلى لَكُمْ وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ

أَي قَرُبَ مِنْكُمْ مَا تَكْرهون، وَهِيَ كَلِمَةُ تَلَهُّفٍ يَقُولُهَا الرَّجُلُ إِذا أَفْلَتَ مِنْ عَظِيمَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ كَلِمَةُ تَهدُّد وَوَعِيدٍ، مَعْنَاهُ قَارَبَهُ مَا يُهْلِكه. ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى ابْنُ جِنِّي أَوْلاةُ الآنَ، فأَنث أَوْلَى، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه اسْمٌ لَا فِعْل، وَقَوْلُ أَبي صَخْرٍ الْهُذَلِيِّ:

أَذُمُّ لَكَ الأَيامَ فِيما ولَتْ لَنَا، ... وَمَا لِلَّيالي فِي الَّذِي بَينَنا عُذْرُ

قَالَ: أُراه أَراد فِيمَا قَرَّبَتْ إِلينا مِنْ بَيْنٍ وتعذُّر قُرْب. والقومُ عَليَّ وِلايةٌ واحدةٌ ووَلايةٌ إِذا كَانُوا عَلَيْكَ بِخَيْرٍ أَو شَرٍّ. ودارُه وَلْيُ دَارَيْ أَي قَرِيبَةٍ مِنْهَا. وأَولى عَلَى الْيَتِيمِ: أَوصَى. ووالَى بَيْنَ الأَمْرِ مُوالاةً ووِلاء: تابَع. وتوالَى الشَّيْءُ: تَتابَع. والمُوالاةُ: المُتابَعةُ. وافْعَلْ هَذِهِ الأَشياء عَلَى الوِلاء أَي مُتابَعةً. وتَوالى عَلَيْهِ شَهْران أَي تَتابَع. يُقَالُ: والَى فُلَانٌ برُمْحه بَيْنَ صَدْرَيْنِ وعادَى بَيْنَهُمَا، وَذَلِكَ إِذا طَعَنَ وَاحِدًا ثُمَّ آخرَ مِن فَوْرِه، وَكَذَلِكَ الْفَارِسُ يُوَالِي بِطَعْنَتَينِ مُتَوالِيَتَين فَارِسَيْنِ أَي يُتابع بَيْنَهُمَا قَتْلًا. وَيُقَالُ: أَصَبْتُه بِثَلَاثَةِ أَسهم وِلاء أَي تِباعاً. وتَوالَتْ إِليَ

<<  <  ج: ص:  >  >>