للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابْنُ الأَعرابي:

سَفَّ العَجوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتا

واللُّتَاتُ: مَا لُتَّ بِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ بَلُّ السَّوِيق، والبَسُّ أَشَدُّ مِنْهُ. يُقَالُ: لَتَّ السَّوِيقَ أَي بَلَّه، ولَتَّ الشيءَ يلُتُّهُ إِذا شَدَّه وأَوثَقَه؛ وَقَدْ لُتَّ فلَانٌ بفلانٍ إِذا لُزَّ بِهِ وقُرِنَ مَعَهُ. واللَّاتُّ، فِيمَا زَعَمَ قومٌ مِنْ أَهل اللُّغَةِ: صَخْرَةٌ كَانَ عِنْدَهَا رجلٌ يَلُتُّ السَّويقَ للحاجِّ، فَلَمَّا مَاتَ، عُبِدَتْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا صِحَّةُ ذَلِكَ، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّاتِ، بِالتَّخْفِيفِ، فِي مَوْضِعِهِ. اللَّيْثُ: اللَّتُّ الفِعْلُ مِنَ اللُّتاتِ، وكلُّ شَيْءٍ يُلَتُّ بِهِ سَوِيقٌ أَو غَيْرُهُ، نَحْوُ السَّمْن ودُهْنِ الأَلْيَةِ. وَفِي حَدِيثِ

مجاهدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى؟

قَالَ: كَانَ رجلٌ يَلُتُّ السويقَ لَهُمْ، وقرأَ: أَفرأَيتم اللَّاتَّ والعُزَّى؟ بِالتَّشْدِيدِ.

قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْقِرَاءَةُ اللَّاتَ، بِتَخْفِيفِ التَّاءِ، قَالَ: وأَصلُه اللاتَّ، بِالتَّشْدِيدِ، لأَن الصَّنَمَ إِنما سُمِّيَ بَاسِمِ اللَّاتِّ الَّذِي كَانَ يَلُتُّ عِنْدَ هَذِهِ الأَصنام لَهَا السويقَ أَي يَخْلِطُه، فَخُفِّفَ وَجُعِلَ اسْمًا لِلصَّنَمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَ أَن التَّاءَ فِي الأَصل مُخَفَّفَةٌ للتأْنيث، وَلَيْسَ هَذَا بَابَهَا. وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقِفُ عَلَى اللَّاه، بالهاءِ. قَالَ أَبو إِسحاق: وَهَذَا قياسٌ، والأَجْوَدُ اتِّباعُ الْمُصْحَفِ، وَالْوُقُوفُ عَلَيْهَا بِالتَّاءِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ الْكِسَائِيِّ يُوقَفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَجْعَلْهَا مِنَ اللَّتِّ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ عَبَدُوهَا عارَضُوا بِاسْمِهَا اسْمَ اللَّهِ، تَعَالَى اللهُ عُلُوًّا كَبِيرًا عَنْ إِفكهم ومُعارضتهم وإِلْحادهم فِي اسْمِهِ الْعَظِيمِ. واللُّتَاتُ: مَا فُتَّ من قُشور الخَشَب. ابْنُ الأَعرابي: اللَّتُّ الفَتّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الحُمُر:

تَلُتُّ الحَصَى لَتّاً بسُمْرٍ رَزينةٍ ... مَوارِنَ، لَا كُزْمٍ وَلَا مَعِراتِ

قَالَ: تَلُتُّ أَي تَدُقُّ. والسُّمْرُ: الحَوافِرُ. والكُزْمُ: القِصارُ؛ وَقَالَ هِمْيانُ فِي اللَّتِّ، بِمَعْنَى الدَّقِّ:

حَطْماً عَلَى الأَنْفِ ووَسْماً عَلْبا، ... وبالعَصَا لَتّاً، وخَنْقاً سَأْبا

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا حَرْفٌ صَحِيحٌ. ورُوِي

عَنِ الشَّافِعِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنه قَالَ فِي بَابِ التَّيَمُّمِ: وَلَا يَجُوزُ التَّيَمُّمُ بلُتَاتِ الشَّجَرِ

، وَهُوَ مَا فُتَّ مِنْ قِشْره الْيَابِسِ الأَعْلى؛ قَالَ الأَزهري: لَا أَدري لُتاتٌ أَم لِتاتٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا أَبْقَى مِنِّي إِلا لُتاتاً

؛ اللُّتاتُ: مَا فُتَّ مِنْ قُشُور الشَّجَرِ، كأَنه قَالَ: مَا أَبْقَى مِنِّي المرضُ إِلا جِلْداً يَابِسًا كقِشْرَةِ الشَّجَرَةِ.

لحت: لَحَته لَحْتاً: بَشَره وقَشَرَه، كنَحَتَه نَحْتاً؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَا يَضِيرُك عَلَيْهِ نَحْتاً ولَحْتاً أَي مَا يَزيدُك عَلَيْهِ نَحْتاً للشِّعْر، ولَحْتاً لَهُ. الأَزهري: بَرْدٌ بَحْتٌ لَحْتُ أَي بَرْدٌ صَادِقٌ. ولَحَتَ فلانٌ عَصاه لَحْتاً إِذا قَشَرها؛ ولَحَتَهُ بالعَذْلِ لَحْتاً، مثلُه. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِن هَذَا الأَمْرَ لَا يزالُ فِيكُمْ، وأَنتم وُلاتُه، مَا لَمْ تُحْدِثُوا أَعمالًا، فإِذا فَعَلْتم كَذَا بَعَثَ اللهُ عَلَيْكُمْ شَرَّ خَلقِه فلَحَتُوكم كَمَا يُلْحَتُ القَضِيبُ

؛ اللَّحْتُ: القَشرُ. ولَحَتَ العَصا إِذا قَشَرها. ولَحَته إِذا أَخَذَ مَا عِنْدَهُ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُ شَيْئًا. واللَّحْتُ واللَّتْحُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>