الْخَطَّابِ: الجَثِيثةُ مَا تَساقط مِنْ أُصول النَّخْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: والجَثِيثُ مِنَ النَّخْلِ الفَسيل، والجَثيثة الْفَسِيلَةُ؛ وَلَا تَزالُ جَثيثة حَتَّى تُطْعِم، ثُمَّ هِيَ نَخْلَةٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والجَثيثُ أَولُ مَا يُقْلَعُ مِنَ الفَسيل مِنْ أُمه، واحدتُه جَثيثة؛ قَالَ:
أَقْسَمْتُ لَا يَذْهَبُ عنِّي بَعْلُها، ... أَو يَسْتَوِي جثِيثُها وجَعْلُها
البَعْلُ مِنَ النَّخْلِ: مَا اكْتَفَى بِمَاءِ السَّمَاءِ. والجَعْلُ: مَا نَالَتْهُ اليَدُ مِنَ النَّخْلِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الجَثيثُ مَا غُرِسَ مِنْ فِراخِ النَّخْل، وَلَمْ يُغْرَسْ مِنَ النَّوى. الْجَوْهَرِيُّ: المِجَثَّة والمِجْثاثُ حَدِيدَةٌ يُقْلَع بِهَا الْفَسِيلُ. ابْنُ سِيدَهْ: المِجَثُّ والمِجْثاثُ مَا جُثَّ بِهِ الجَثِيثُ. والجَثِيثُ: مَا يَسْقُط مِنَ الْعِنَبِ فِي أُصول الْكَرْمِ. والجُثَّةُ: شَخْصُ الإِنسان، قَاعِدًا أَو نَائِمًا؛ وَقِيلَ جُثَّةُ الإِنسان شخصُه، مُتَّكِئاً أَو مُضْطَجعاً؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ لَهُ جُثَّة، إِلّا أَن يَكُونَ قَاعِدًا أَو نَائِمًا، فأَما الْقَائِمُ فَلَا يُقَالُ جُثَّتُه، إِنما يُقَالُ قِمَّتُه؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ جُثَّةٌ إِلّا أَن يَكُونَ عَلَى سرْج أَو رَحْل مُعْتَمّاً، حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ؛ قَالَ: وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُسْمَعْ مِنْ غَيْرِهِ، وَجَمْعُهَا جُثَثٌ وأَجْثاثٌ، الأَخيرة عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ، كأَنه جمعُ جُثٍّ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فأَصْبَحَتْ مُلْقِيةَ الأَجْثاث
قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَجْثاثٌ جمعَ جُثَثٍ الَّذِي هُوَ جمعُ جُثَّة، فَيَكُونَ عَلَى هَذَا جمعَ جمعٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَنس: اللهمَّ جافِ الأَرضَ عَنْ جُثَّتِه
أَي جَسَدِه. والجُثُّ: مَا أَشرف مِنَ الأَرض فَصَارَ لَهُ شَخْصٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض حَتَّى يَكُونَ لَهُ شَخْصٌ مِثْلُ الأَكَمَة الصَّغِيرَةِ؛ قَالَ:
وأَوْفَى عَلَى جُثٍّ، ولِلَّيْلِ طُرَّةٌ ... عَلَى الأُفْقِ، لَمْ يَهْتِكْ جَوانِبَها الفَجْرُ
والجَثُّ: خِرْشاءُ الْعَسَلِ، وَهُوَ مَا كَانَ عَلَيْهَا مِنْ فِرَاخِهَا أَو أَجْنِحَتِها. ابْنُ الأَعرابي: جَثَّ المُشْتارُ إِذا أَخذَ العَسلَ بجثِّه ومَحارينِه، وَهُوَ مَا مَاتَ مِنَ النَّحْلِ فِي الْعَسَلِ. وَقَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَذْكُرُ المُشْتارَ تَدَلَّى بحِباله للعسَل:
فَمَا بَرِحَ الأَسْبابُ، حَتَّى وَضَعْنَهُ ... لَدَى الثَّوْلِ، يَنْفِي جَثَّها، ويَؤُومُها
يَصِفُ مُشْتارَ عَسَلٍ رَبَطه أَصحابه بالأَسْباب، وَهِيَ الحبالُ، ودَلَّوْه مِنْ أَعلى الْجَبَلِ إِلى مَوْضِعِ خَلايا النَّحْلِ. وقوله يَؤُومُها أَي يُدَخِّنُ عَلَيْهَا بالأُيام، والأُيامُ: الدُّخانُ. والثَّوْلُ: جَمَاعَةُ النَّحْلِ. الْجَوْهَرِيُّ: الجَثُّ، بِالْفَتْحِ، الشَّمَعُ «٩»؛ وَيُقَالُ: هُوَ كلُّ قَذى خالَطَ الْعَسَلَ مِن أَجنحة النَّحْل وأَبدانها. والجُثُّ: غِلافُ التَّمْرة. وجَثُّ الجرادِ: مَيِّتُه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. الْكِسَائِيُّ: جُئِثَ الرجلُ جَأْثاً، وجُثَّ جَثّاً، فهو مَجْؤُوثٌ ومَجْثُوث إِذا فَزِعَ وخافَ. وَفِي حَدِيثِ بدءِ الوَحْي:
فَرَفَعْتُ رأْسي فإِذا المَلَك الَّذِي جاءَني بحِراءٍ، فجُثِثْتُ مِنْهُ
أَي فَزعْتُ مِنْهُ وخِفْتُ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ قُلِعْتُ مِنْ مَكَانِي؛ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ
؛ وقال
(٩). قوله [الجث، بالفتح، الشمع إلخ] بعد تصريح الجوهري بالفتح فلا يعول على مقتضى عبارة القاموس أنه بالضم. وقوله والجث غلاف التمرة بضم الجيم اتفاقاً، غير أَن في القاموس غلاف الثمرة المثلثة، والذي في اللسان كالمحكم التمرة بالمثناة الفوقية.