قال عثمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن جعفر، قال: سمى الله "المدينةَ": الدارَ والإيمان، قال البيضاوي سمى: بالإيمان؛ لأنها مظهره ومصيره.
وقال تعالى:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}[البلد: ١] قال الواسطي: أي: يحلف لك بهذا البلد الذي شرَّفته بمكانك فيه حياً، وببركتك ميتاً؛ يعني:"المدينة"، وقيل: المراد: "مكة"، وهو الراجح؛ لكون السورة مكية، وقال تعالى:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}[الأنفال: ٥].
قال المفسرون: أي: من "المدينة"، لأنها مهاجره ومسكنه.
وقال تعالى:{رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ}[الإسراء: ٨٠] قال بعض المفسرين: هو "المدينة"{مُخْرَجَ صِدْقٍ}[الإسراء: ٨٠]"مكة"، وروي ذلك عن زيد بن أسلم، ويدل له ما رواه الترمذي وصححه في سبب نزول هذه الآية. وعن سعد قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعاً يوم القِيامة" رواه مسلم، وعن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يصبر على لأْواء المدينة وشدَّتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة، رواه مسلم، وله ألفاظ، و"أو" للشك من الراوي، أو من لفظه - صلى الله عليه وسلم -، أو للتقسيم، ويكون شفيعاً للعاصين، وشهيداً للمطيعين، شهيداً لمن مات في حياته، وشفيعاً لمن مات بعده، وهذه الشفاعة أو الشهادة زائدة على الشفاعة للعاصين في القيامة، وعلى شهادته لجميع الأمم، فيكون لتخصيصهم بذلك مزيد وزيادة.
وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرتُ بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد" متفق عليه، ولفظ البخاري:"إنها طيبة، تنفي الذنوب كما ينفي الكير خبث الفضة". وللحديث ألفاظ شتى، وعن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن الله سمى المدينة: طابة" رواه مسلم، وفي حديث جابر مرفوعاً:"لا يريد أحد أهل المدينة بسوء، إلا أذابَهُ الله في النار"، وهو في الصحيح بألفاظ.
وعن سعد، قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يكيد أهلَ المدينة أحدٌ إلا انماعَ كما ينماعُ الملح في الماء" متفق عليه. وروى البزار بإسناد حسن: "اللهم اكفهم