نوثقه، فرميناه بخزف وعظام وجندل فاستكن، فسعى فاشتددنا خلفه، فأتى الحرة فانتصب لنا، فرميناه بجلاميدها حتى سكن، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من العشي خطيبا: فحمد الله وأثنى عليه فقال: "أما بعد: فما بال أقوام إذا غزونا فتخلف أحدهم في عيالنا له نبيب كنبيب التيس، أما أني علي لا أوتي بأحد منهم فعل ذلك إلا نكلت به" قال: فلم يسبه ولم يستغفر له. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
كذا قال؛ ووافقه الذهبي!
قلت: أخرجه مسلم (١٦٩٤) كتاب (الحدود) باب (من اعترف على نفسه بالزنا) قال: حدثني محمد بن المثنى، حدثني عبد الأعلى، حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن رجلا من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أصبت فاحشة فأقمه علي، فرده النبي - صلى الله عليه وسلم - مرارا، قال: ثم سأل قومه، فقالوا: ما نعلم به بأسا، إلا أنه أصاب شيئا يرى أنه لا يخرجه منه إلا أن يقام فيه الحد، قال: فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرنا أن نرجمه، قال: فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد، قال: فما أوثقناه ولا حفرنا له، قال: فرميناه بالعظم والمدر والخزف، قال فاشتد واشتددنا خلفه، حتى أتى عرض الحرة فانتصب لنا، فرميناه بجلاميد الحرة - يعني الحجارة - حتى سكت، قال: ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا من العشي فقال:"أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله، تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس، علي أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به" قال: فما استغفر له ولا سبه. حدثني محمد بن حاتم، حدثنا بهز، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا داود بهذا الإسناد مثل معناه، وقال في الحديث: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - من العشي، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:"أما بعد فما بال أقوام إذا غزونا يتخلف أحدهم عنا له نبيب كنبيب التيس" ولم يقل: "في عيالنا" وحدثنا سريج بن يونس، حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان، كلاهما عن داود بهذا الإسناد، غير أن في حديث سفيان: فاعترف بالزنى ثلاث مرات.